محور أبو ذكري.. شريان التنمية الجديد في الإسكندرية

محور أبو ذكري.. شريان التنمية الجديد في الإسكندريةمحور أبو ذكري

حوارات وتحقيقات13-12-2022 | 18:00

يمثل محور المشير فؤاد أبو ذكري، شريانًا تنمويًا جديدًا ونقلة نوعية ضخمة فى منطقة غرب الإسكندرية بكاملها، حيث يعمل على زيادة الحيز العمراني، ويربط ميناء الدخيلة بالطريق الصحراوي و الطريق الدولي الساحلي ومدينة برج العرب، وليصبح شريانًا تنمويًا حيويًا لربط الإسكندرية بمدينة العلمين الجديدة عبر الطريق الساحلى، كما يعتبر محور أبو ذكرى خطوة جديدة إضافية فى تنفيذ استراتيجية الدولة فى إنشاء شبكة الطرق والمحاور على امتداد رقعة الجمهورية، تلك المحاور التى لم تعد تقتصر فقط على تسهيل حركة المرور وانتقال المواطنين، بل أصبحت المحاور المرورية شرايين جديدة للحياة تدعم جهود الامتداد العمرانى المنظم، والتجمعات السكنية الحديثة، وتعزز من العوائد الاقتصادية والتجارية، وتوفر فرص عمل، كما تربط المشروعات القومية لتتكامل مع بعضها، وذلك انعكاسًا لرؤية تنموية شاملة وفلسفة علمية عميقة نحو البناء والتعمير والتنمية.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل افتتاح عدد من المشروعات القومية بالإسكندرية أن الدولة حين تخطط لإقامة أي مشروع تضع فى الاعتبار ثروتها القومية، وقال: «الأراضي الزراعية مهما كانت مساحتها هي ثروة قومية بالرغم من أنها ملك لمواطن فى الريف لكنها فى النهاية ثروة قومية لمصر لابد أن نحافظ عليها«.

ولفت الرئيس السيسي فى هذا الإطار إلى أن الدولة اختارت الحفاظ على ثروتها من الأراضي القابلة للزراعة، وقال إن الدولة فكرت منذ عدة أعوام فى أن يكون القوس الغربي لمحور

أبو ذكري والذي تبلغ مساحته 18 كيلو مترا وكانت به أراض زراعية، وتلك الأرض محور حديثنا من ضمنها 1500 فدان تحديدا وكانت أراضي برك، فى ردمها وتخصيصها للمواطنين بتكلفة عالية إلا أننا فضلنا الحفاظ على هذه الأرض باعتبارها منطقة زراعية لها الترع والمصارف والطرق الخاصة بها إضافة إلى أن تربتها ذات جودة عالية.

ثروة قومية

وأشار إلى أنه لا يمكن أن تنفذ الدولة طريقا على مساحة ألف فدان أو 5 آلاف فدان «أراض زراعية» حتى إذا ترتب على ذلك تكلفة كبيرة، وقال «إن هذه هى النقطة المهمة، فالدولة حين تخطط لإقامة أي مشروع تضع فى الاعتبار ثروتها القومية».

ولفت إلى أن المشروع المقام فى منطقة مشارف العامرية تم التخطيط له بهدف الخروج من الكتلة السكانية الموجودة حاليًا وتنفيذ محاور حركة تخدمها وحتى لا يتم الوصول إليها من خلال مدينة الإسكندرية التي لم تعد تتحمل أكثر من ذلك.

وتابع الرئيس السيسي: «من الممكن أن نقوم بردم بحيرة وتنفيذ مشروع مهما كانت تكلفته، لكن داخل الإسكندرية لن نتمكن من هدم ألف عمارة سكنية يتراوح ارتفاعها ما بين 14 أو 15 طابقا لكي يتم تنفيذ طريق واحد، وهو أمر لن نتمكن من القيام به، لذلك اكتفينا بالموجود بالداخل وتوجهنا إلى الخارج دون المساس بالأرض الزراعية».

واستدرك الرئيس :«لكن إذا كانت هناك أراضٍ مثل تلك الأرض الخاصة بالمشروع أو أماكن أخرى تم التخطيط لها سنتمكن من الوصول بحجم العمران فى الإسكندرية ليلبي مطالب الناس ويغير حياة المواطنين الذين يعيشون فى مناطق غير مخططة بشكل أو بصورة سلبية، لن نسمح بتكرارها مرة أخرى، إلى الأفضل.

صيانة الوحدات السكنية

ووجه الرئيس السيسي، بضرورة إنشاء صندوق لصيانة الوحدات السكنية فى مشروعات السكن البديل للمناطق غير المخططة مثل «البشاير» و«الأسمرات» و«أهالينا» لمواجهة أي أعطال تحدث فى هذه الوحدات مع وجود قيادة تدير الصندوق بالتنسيق والتعاون مع المحافظات ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، مطالبا وزارات الثقافة والشباب والتضامن والداخلية والقوات المسلحة والجمعيات الأهلية بالمساهمة فى تطوير هذه المجتمعات وتلبية الخدمات والمتطلبات اللازمة لها لأن دورنا ليس توفير السكن فقط ولكن استمرار تقديم الخدمات.

وطالب الرئيس السيسي من وزير الداخلية بإقامة نقاط شرطة دائمة بهذه المشروعات من أجل توفير الحماية والأمن للناس بتواجد الدولة فى هذه المجتمعات، لأن التطوير ليس فقط فى المبنى أو التسكين وهذا ما نقوم به لأهلنا فى هذه المجتمعات لكن علينا استكمال المهمة بشكل أفضل لأن الكثير من المنشآت أهدرت نتيجة عدم الاهتمام والمتابعة لها وهذا عملنا جميعا.

ولفت الرئيس إلى أن التكلفة الإجمالية لمشروع «مشارف العامرية» الذي تبلغ عدد وحداته 300 ألف وحدة سكنية تصل إلى 150 مليار جنيه، فعندما نتحدث عن هذه المرحلة التي تم فيها إقامة 150 ألف وحدة سكنية بالتأثيث تصل تكلفة الوحدة الواحدة إلى 500 ألف جنيه وهذه ثروة كبيرة للغاية يجب الحفاظ عليها وعدم إهدارها نتيجة غياب الصيانة والمتابعة، مطالبا بضرورة تعظيم هذه التكلفة بالحفاظ على هذه المنشآت.

وطالب الرئيس بضرورة عمل محاور مرورية تشمل ست حارات من أجل مراعاة الكثافة السكانية الضخمة فى مشروع «مشارف العامرية» وصولا إلى الطريق الصحراوي.

وقال الرئيس السيسي: «إننا لم نتحدث بعد عن الجزء الثاني الموجود باتجاه الغرب، ويشمل برج العرب، وضاحية راية، والمحاور الموجودة هناك»، مضيفا «إنني أتحدث مع الجميع فى مصر على الهواء، لأننا ننفذ تطويرا عمرانيا ولا نفكر فى الإضرار بالمواطنين، ونحاول مواجهة نمو الكثافة السكانية داخل مدينة الإسكندرية حتى لا نصل لمرحلة لا يستطيع الناس العيش فى هذا المكان.. فلا يوجد أمامي سوى التوجه شرق وغرب الإسكندرية فى المناطق التي يمكن إعادة تأهيلها».

وتابع الرئيس: «هذا الكلام سيتم بالتعاون والتنسيق ما بين المحافظة ووزارات الإسكان والكهرباء والداخلية، وأنا أقول ذلك على الهواء، إذا أمرت بإخلاء منطقة بعينها، سيتم إخلاؤها على الفور، وذلك يشمل أشكال التعدي علي أراضي الدولة أو جسور الترع أو الطرق».

ولفت الرئيس السيسي إلى أنه تم تقديم تعويضات اجتماعية للمتضررين والمخالفين ونفعل ذلك حاليا، حتى لا نؤذي أحدًا ومراعاة ألا تكون الكثافة السكانية الكبيرة على حساب الناس.

معدلات التنفيذ

ووجه الرئيس السيسي حديثه لوزراء النقل والإسكان والري وللمحافظين قائلا: «لن يتحمل أحد من الموجودين حاليا مسئولية أي إجراء مخالف تم فى تاريخ سابق، وأن ذلك ليس ذنب المواطن الذي قام بالبناء على جسر، ولكن ذنب مؤسسات الدولة التي تركته يقوم بذلك، ولن أقول أن «المواطن معذور، ولكن الدولة كانت غائبة».

وأكد أن الدولة تراعي كل الاعتبارات عند التخطيط للمشروعات، وقال «مثلا من لديه فدانين من الأرض، ويقوم بتقسيمها وبيعها لإنشاء وحدات سكنية دون مراعاة المرافق والخدمات اللازمة سواء المدرسة أو المستشفى أو المحلات أما الدولة فتهتم بإنشاء المرافق وتوفير كل الخدمات مثل المسجد أو الكنيسة أو المدرسة عند تنفيذ أي مشروع، داعيا المواطنين إلى مساعدة الدولة فى تغيير نمط الحياة فى مصر نحو الأفضل بشكل مخطط ومنظم يحقق كل الشروط المطلوبة.

وأضاف أن معدلات التنفيذ التي كانت تعمل بها الدولة فى السابق لم تحقق متطلبات الوقت والتكلفة والجودة، لافتا إلى أن عامل الوقت مهم وحاسم جدا بدليل أن ما ننفذه اليوم لو تم تنفيذه منذ أعوام سابقة لكان الوضع اختلف خاصة فى حجم التكلفة المطلوبة.

تطوير المنتزه

وأكد الرئيس السيسي، حرصه أن تشمل عمليات التطوير للمناطق القديمة فى مصر حتى تعود لحسن المظهر الذي كانت عليه سابقا، مشيرا إلى أن كثيرا من الأشخاص انتقدوا عمليات التطوير التي طالت حديقة المنتزه بالإسكندرية واتهموا الحكومة بأنها تنوي حرمانهم منها.

وأوضح الرئيس أن الدولة عندما قررت تطوير المنتزه وجدته فى حالة صعبة وبعض منشآته كانت على وشك الانهيار لولا تدخل الدولة، مؤكدا أن «المنتزه» الآن متاح للجميع وكل المواطنين يستطيعون الذهاب إليه فى أي وقت، داعيا إلى مقارنة الوضع فى المنطقة التي تم تطويرها بما كانت عليه فى السابق.

ونوه الرئيس السيسي إلى عمليات التطوير التي طالت محطتي «مصر والإسكندرية» وما كانت عليه فى السابق وما تم إنجازه فيها حاليا، مؤكدا ضرورة تغيير طريقة حياة المصريين نحو الأفضل.

أضف تعليق