يوشك عام 2022 أن ينتهى ويطوى صفحاته الأخيرة مودِّعًا كل ما شهده من تغيرات سياسية و أزمات اقتصادية وتوترات ضربت العديد من المناطق على مستوى العالم، ويستعد العالم لاستقبال عام جديد، تتجدد معه الطموحات نحو انفراجة فى الأزمات الاقتصادية الطاحنة التى أطاحت بالعديد من اقتصاديات العالم والعودة إلى السلام والاستقرار فى مناطق الحرب والنزاعات بحثًا عن حياة أفضل لتلك الشعوب.
ومع انتهاء العالم تتبارى المنابر الإعلامية ووسائل التواصل و الصحف لطرح استفتاء جماهيرى إما محاولة للترويج لشخصية ما داخل تلك الاستفتاءات التى ملأت المواقع الإلكترونية وصفحات السوشيال ميديا، أو بحثًا عن الترافك الذى يصنعه محبو الشخصيات المطروحة للتصويت خلال عمليات التصويت من قبل الجمهور.
وتتعدد الجوائز، والألقاب وتعلو صفحات الصحف والصفحات الرئيسية للمواقع صور الفائزين فى هذا المهرجان السنوي، والذى يحاول الإفلات من أنه لم يطبق القواعد الدقيقة والعلمية المتعلقة باستطلاعات الرأى فى أى من المجالات، فيطلق على ما يقدمه بأنها استفتاءات جماهيرية.
كل ذلك جعلنا ننأى بأنفسنا عن الوقوع فى هذا المنزلق، فكان اختيارنا ل شخصية العام وفق مجموعة من المحددات أهمها أن يكون هناك شبه اتفاق عليه، وهو ما حدث عندما طرحت على الزملاء فى اجتماع التحرير الأسبوعى فكرة أن يكون المواطن المصرى هو شخصية عام 2022.
ولكن لماذا اخترنا المواطن المصرى ليكون شخصية العام؟
خلال عام 2022 وما قبله استطاع المواطن أن يثبت قدرته على مواجهة التحديات، وهو ما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح مدينة المنصورة الجديدة قائلًا: «المواطن المصرى سيظل بطل قصتنا القومية على مدار تاريخ أمتنا الوطني، وهو وحدة بناء هذه الأمة وكنزها الباقى بلا فناء أو نهاية، وبعزيمته وإرادته حقق الوطن البقاء وبعقله وساعده تتحقق على أرض مصر الطيبة معجزة البناء».
فرغم حجم التحديات والأزمات التى واجهت المواطن وآثار الأزمة الاقتصادية، ظل إيمانه بوطنه والحفاظ على دولته الوطنية عقيدة لا تتزعزع وصخرة صلبة تحطمت عليها مخططات من حاولوا الصيد فى الماء العكر للدفع بالدولة فى اتجاه عدم الاستقرار.
كان تحمل المواطن للأزمة ومحاولات دعمه الدولة بلا حدود، فكان أكثر وعيًا بمخاطر ما يُحاك للدولة المصرية، ومحاولات تشويه الدولة وزعزعة ثقة المواطن فى القيادة السياسية، فأرسل أقوى رسالة للعالم بمساندته لقيادته، وإيمانه باستقرار الوطن لكى يواصل مسيرة البناء؛ ففى المشروعات المنتشرة فى كافة ربوع الدولة المصرية سواء فى البنية التحتية أو المشروعات الصناعية أو الزراعية، كان وما زال المواطن هو الرقم الصحيح والمهم فى تلك المعادلة.
فى الوقت الذى ضربت الأوضاع الاقتصادية و ارتفاع الأسعار وجشع تجار الأزمات جيوب البسطاء والطبقة المتوسطة، واصل المواطن دعمه للدولة ومشاركته لها وتحمل مسؤوليته فى بناء الجمهورية الجديدة.
كل هذا ليس بجديد على المواطن المصرى فقد تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادى من أجل النهوض بالدولة المصرية لتنتقل من شبه دولة إلى دولة قادرة على مواجهة التحديات، ولولا ما حدث من بناء وتنمية شملت كافة القطاعات والمؤسسات لما استطاعت الدولة المصرية أن تصمد أمام عاصفة جائحة كورونا التى هددت دولًا بالإفلاس وأسقطت اقتصاديات دول أخرى، كما لم يكن لها أن تصمد أمام الآثار المترتبة على الجائحة، ومن بعدها الأزمة العالمية (الحرب الروسية الأوكرانية).
لقد كان المواطن أكثر وعيًا بأهمية الحفاظ على الدولة من شعوب دول أخرى؛ فرغم الصعاب والتحديات التى كانت تواجه المواطن المصرى إلا إنه كان مدركًا حجم المعاناة التى تعانيها الشعوب التى لم تدرك أنها تدفع بأوطانها نحو الانهيار فأصبحت تعيش فى حالة من الفوضى لم تستطع رغم مرور عقد كامل على أن تستعيد دولها؛ كما عمل المواطن المصرى على مواجهة حرب الشائعات التى استهدفت ضرب الثقة بين المواطن والقيادة فكان رد فعل المواطن أن كان أكثر تماسكًا فى مواجهة حرب الشائعات.
وفى مسيرة بناء الوطن خلال الفترة الماضية كان العامل المصرى هو البطل الحقيقى للملحمة التى تشهدها مصر من التعمير والبناء؛ لتدخل مصر بالعديد من المشروعات العملاقة موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعدد من المشروعات القومية التى كان بطل إنجازها هو العامل المصري.
كما أن للمرأة المصرية دور مهم فى الحفاظ على الدولة من خلال استخدامها مبدأ إعادة ترتيب الأولويات بما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية للأسرة مما جعلها بمثابة أكبر داعم للدولة والحفاظ على استقرارها؛ لقد استحق المواطن المصرى بجدارة أن يحصل على لقب شخصية العام بما قدم من تضحيات وما زال يقدم من أجل الحفاظ على الدولة الوطنية.
فالمواطن المصرى هو الذى دفع بأبنائه للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة والشرطة وهو مدرك تمامًا حجم المعركة التى تواجه الدولة المصرية وفى الطليعة منها القوات المسلحة والشرطة وحجم ما قدمته من تضحيات أبنائها فى مكافحة الإرهاب والحفاظ على الدولة واستقراراها.
لقد كان المواطن المصرى فى كافة القطاعات خلال العام 2022 والأعوام السابقة هو بحق شخصية العام فهو الذى يقف بمثابة الصخرة الصلبة أمام أى محاولة لهدم الدولة الوطنية أو المساس بها رغم كل ما يتحمله من تبعات ويواجهه من صعوبات.
المواطن المصرى سيظل بطل قصتنا القومية على مدار تاريخ أمتنا الوطني، وهو وحدة بناء هذه الأمة وكنزها الباقى بلا فناء أو نهاية، وبعزيمته وإرادته حقق الوطن البقاء وبعقله وساعده تتحقق على أرض مصر الطيبة معجزة البناء