أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن قضية التغيرات المناخية حظيت باهتمام الجامعات والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية خلال عام 2022، مشيراً إلى تعدد جهود الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية، والجهات التابعة للوزارة في مواجهة التغيرات المناخية.
وأشار وزير التعليم العالي، في بيان اصدرته الوزارة، إلى جهود الجامعات المصرية في مواجهة التغيرات المناخية، حيث قامت الجامعات الحكومية بإصدار أكثر من 160 دورية ومجلة وكتاب علمي حول التغيرات المناخية، كما نشرت 957 بحثًا حول التغيرات المناخية، وساهمت في زيادة النشر الدولي ليصل إلى 840 بحثًا دوليًا في هذا المجال .
وأوضح أنه تم تنظيم أكثر من 550 فعالية ومؤتمر وورشة عمل حول التغيرات المناخية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فضلاً عن إعداد 363 مشروعًا بحثيًا، وأكثر من 47 اتفاقية تعاون دولية، كما تناولت 631 رسالة ماجستير و304 رسالات دكتوراه موضوعات تتصل بالتغيرات المناخية، بالإضافة إلى تنظيم الجامعات المصرية لـ914 دورة تدريبية لطلاب المرحلة الجامعية الأولى، و927 دورة تدريبية للدراسات العليا.
وكشف عاشور عن المشاركة الفعالة والمتميزة للجامعات المصرية والمراكز البحثية في فعاليات الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP 27"، والتي استضافتها مدينة شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر الماضي.
وقال إنه تم إقامة أجنحة مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بالمنطقة الخضراء؛ لاستعراض أبرز المشروعات البحثية التي تهدف إلى مُجابهة التغيرات المناخية التي تُشكل خطرًا على دول العالم .
وأضاف انه تم عرض أحدث ما قامت به الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة من إنتاج علمي وتقني في مجال التغيرات المناخية، بالإضافة إلى جناح أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والذي تضمن أنشطة الأكاديمية ومشروعاتها في مجال التغيرات المُناخية.
ولفت وزير التعليم العالي إلى إطلاق مبادرة صندوق حماية المواقع التراثية والمتاحف من أضرار التغيرات المناخية، وذلك على هامش مؤتمر قمة المناخ (COP 27)، والتي أطلقتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) للحفاظ على الآثار في الدول، من خلال تسجيل المناطق الأثرية في الدول الأعضاء، والتي وصلت إلى 260 موقعًا في 33 دولة من الدول الأعضاء، من بينها 7 مواقع أثرية مصرية، حيث تعمل المنظمة على دعم الجهود من أجل الحفاظ على الآثار.
وأشار إلى تنظيم فعاليات "يوم العلم" على هامش مؤتمر قمة المناخ (COP27)؛ بهدف إبراز أهمية العلم ودور التكنولوجيات الحديثة وتكثيف البحوث العلمية التطبيقية؛ لمواجهة الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية،
واختتمت فعاليات يوم العلم بعدة توصيات منها إعادة توجيه بوصلة العلوم والتكنولوجيا للبحوث والابتكارات الخضراء، وتخصيص نِسبة من تعهدات التمويل الأخضر للبحوث والابتكارات الخضراء في إفريقيا.
ونوه عن بروتوكول التعاون المُوقع بين وزارتي التعليم العالي والبيئة يهدف إلى دمج موضوعات البيئة ومنها تغير المناخ في مشروعات تخرج الطلاب، وتنفيذ أنشطة البيئة في الجامعات، ودعم مبادرات وأطروحات الطلاب في مجال البيئة، وكذلك تنفيذ مناهج لطلاب الماجستير، حول التغيرات المناحية والإدارة المُستدامة للموارد الطبيعية، بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP.
واستعرض جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا، والتي تقوم بدعم عدة برامج ونداءات في المجالات الثلاثة ذات الأولوية لتغير المناخ، وهي (الطاقة المُتجددة والغذاء والصحة)، مشيرًا إلى تقديم الدعم لعدد 67 مشروعًا، بإجمالي تمويل بقيمة 106 مليون جنيه، حيث تُمول أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا 43 مشروعًا بقيمة 66 مليون جنيه، وتمول هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا 24 مشروعًا بحثيًا بقيمة 40 مليون جنيه.
وأشار إلى تنفيذ عدة مبادرات من خلال أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا والجامعات المصرية والمعاهد والمراكز البحثية وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، للتعامل مع قضايا التغيرات المُناخية باعتبارها واحدة من أهداف خطة التنمية المُستدامة للدولة التي تعمل الوزارة على تحقيقها، وكذلك دعم البحث العلمي التطبيقي لإيجاد حلول عملية مُبتكرة؛ لمجابهة ما يتبع التغيرات المناخية من تأثيرات ومخاطر وتهديدات مُحتملة.
وأوضح أن الجامعات مستمرة في عقد المؤتمرات العلمية والندوات الثقافية وورش العمل والفعاليات التى تستهدف تنمية الوعي لدى الطلاب والمجتمع بملف التغيرات المناخية الذي يُمثل تحديًا لمختلف دول العالم، وكذلك تشجيع الباحثين على إعداد البحوث العلمية التي تستهدف دعم قضية تغيرات المناخ وإيجاد حلول لهذه القضية العالمية.
وألقى وزير التعليم العالي الضوء على مشروع إنشاء الصندوق الأخضر للتكيف مع تغيرات المناخ والحفاظ على الطبيعة، ودعم تنمية المناطق الريفية والساحلية، والحفاظ على التراث الطبيعي والمناطق الأثرية، وتشجيع الابتكار الأخضر للتخفيف من آثار تغيرات المناخ، وكذا الاهتمام بالبنية التحتية الخضراء؛ لتعزيز مرونة المناطق الحضرية فى مواجهة تغيرات المناخ.
وأضاف انه تم إدراج التحديات الوطنية الخاصة بتلبية احتياجات القطاعين العام والخاص فى جميع المجالات ذات الأولوية مثل (الزراعة والغذاء والصحة والطب والمياه والطاقة)؛ بهدف تعزيز الناتج الإجمالي المحلي للدولة، فضلاً عن تطوير التقنيات والحلول التطبيقية المُبتكرة فى مجال البيئة والطاقة والمياه وتطوير تقنيات وطنية لإعادة التدوير وغيرها.
وفي مجال التعاون الدولي لمواجهة التغيرات المناخية، أشار وزير التعليم العالي إلى إعلان الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن فتح باب التقدم للحصول على منح بحثية بقيمة 4 ملايين دولار للبحوث التطبيقية المُبتكرة التى تُركز بصفة خاصة على الطاقة والمناخ لتطوير الحلول المُبتكرة المُتعددة لقطاع الطاقة في مصر؛ بهدف تمويل البحوث التي يقوم بها أكثر من 50 من أعضاء هيئة التدريس وأكثر من 75 من الطلاب بالجامعات المصرية الشريكة وجامعة ولاية أريزونا الأمريكية، ذلك ضمن برنامج البحوث والتبادل المعرفي الذي يعُد أحد مكونات مشروع مركز التميز في الطاقة المُمول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وأكد التعاون الناجح بين مصر والاتحاد الأوروبي من خلال المؤسسات والشركات البحثية المصرية والأوروبية في إطار مشروع MATS التطبيقات متعددة الأغراض بواسطة " thermodynamic scolar" وما أسفر عنه من بناء محطة للطاقة الشمسية داخل مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية ببرج العرب.
ولفت إلى تنظيم اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو ورشة العمل الإقليمية عن "التوجيه والتدريب وإعداد مشاريع قابلة للتمويل عن التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره" خلال الفترة من 13 – 15 نوفمبر الماضي ، وكذلك تنظيم مائدة مُستديرة يوم 16 نوفمبر الماضي بشرم الشيخ على هامش فعاليات مؤتمر قمة المناخ COP27، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"؛ بهدف تعزيز قدرة الكيانات الوطنية والإقليمية على إدارة التمويل المناخي للتعهد بتغير الظروف المناخية في القطاعات المختلفة من الزراعة والأمن الغذائي إلى إدارة المناطق الساحلية والمناطق الحضرية، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعى بآليات وشروط الجهات المانحة ذات الصلة التي تقدم الدعم المادي لمشاريع تغير المناخ.
ونوه عن استضافة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد "المؤتمر الإفريقي لتحديد الأولويات وتطوير الشراكة لعقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة "الوضع الحالي..التحديات والفرص" خلال شهر مايو الماضي ، بالتعاون مع اللجنة الحكومية الدولية لعلوم البحار التابعة لليونسكو من خلال لجنتها الفرعية لإفريقيا (IOCAFRICA)، بهدف تسليط الضوء على الوضع الحالي للسواحل الإفريقية ومشكلاتها نتيجة التغير المناخي، والتحديات التي تواجهها، والرؤية المستقبلية للتنمية المستدامة لتلك السواحل، كذلك وضع آليات التعاون المشترك بين الدول الإفريقية في مجال علوم البحار والمحيطات، وتبادل المعلومات ونقل التكنولوجيا.
وأشار وزير التعليم العالي إلى إطلاق معهد إعداد القادة بحلوان فوج التنمية المُستدامة والطاقة المُتجددة تحت شعار "منارات الحياة"، وكذلك نموذج المحاكاة الأول للمجلس الوطنى للتغيرات المناخية، بمشاركة 150 طالبا وطالبة من الجامعات المصرية، ويأتي ذلك تنفيذًا لخطة الوزارة فى بناء فكر الطلاب، ورفع مستوى الوعي لدى طلاب الجامعات المصرية حول التغيرات المناخية، والخطة الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.
وكشف الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي عن استضافة المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فعاليات المؤتمر التأسيسي لتدشين مبادرة "حلوان باللون الأخضر"؛ بهدف إعادة الحياة لمناطق حلوان المختلفة لتميزها بالحدائق والمتاحف والقصور والمباني الأثرية والتاريخية، وتأتى هذه المبادرة تماشيًا مع مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية "اتحضر للأخضر" لتطوير منظومة الحياة في حلوان.
ومن جانبه، أكد الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة التنسيق بين الجامعات والمراكز والمعاهد البحثية، والمجالس النوعية المُتخصصة بالمجلس الأعلى للجامعات؛ لوضع استراتيجيات لتوجيه العلوم والتكنولوجيا والابتكار، نحو مواجهة التغيرات المناخية. وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة الخبراء بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بهدف توحيد المبادرات والجهود التي تقوم بها، موضحًا أن خطة الوزارة خلال مؤتمر قمة المناخ "COP27" الذي استضافته مصر بمدينة شرم الشيخ فى شهر نوفمبر الماضي تضمنت المشاركة في تطوير محتوى تعليمي للتوعية بالتغيرات المُناخية وآثارها على برامج التنمية المُستدامة، وكذلك الأنشطة المُجتمعية التي نفذتها الجامعات والمراكز البحثية المصرية ومنها، سفراء المناخ، وخبراء المناخ ورواد أعمال المناخ، وهاكاثون شرم الشيخ الدولي للمناخ، وإطلاق برنامج التمويل الأخضر للبحوث والتطوير والابتكار لمُجابهة التأثيرات السلبية للتغيرات المُناخية.
وأضاف أن هذا البرنامج تموله أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ومعرض لمُخرجات البحث العلمي في مجال الابتكارات الخضراء، والتعاون مع مجتمع البحث العلمى الدولي، لتبنى بعض أوراق السياسات المُتعلقة بالتغيرات المناخية.