تتنظر البرازيل تنصيب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، حيث يسعى نحو كسر تقليد انتهجه الرؤساء على مدى 7 عقود متتالية برفض القيام بجولة في سيارة رولز رويس فاخرة.
ووفقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية، جرت العادة أن الرئيس البرازيلي المنتخب يتجول في سيارة رولز رويس مكشوفة في شوارع العاصمة برازيليا، لتحية آلاف الحشود التي تصطف لتهنئته، لكن زوجة الرئيس، روزانجيلا دي سيلفا، التي تزوجها أوائل العام الحالي والتي تشرف على الإعداد لحفل تنصيب زوجها، ألمحت إلى احتمالية إلغاء هذا التقليد وعدم استخدام السيارة الرولز رويس في الحفل الذي سيقام في أول أيام العام الجديد 2023.
وقالت روزانجيلا، وهي عالمة اجتماع: "إن السيارة قديمة، وتضررت خلال حفل تنصيب جايير بولسونارو في 2018".
لكن المتحدث باسم القصر الرئاسي البرازيلي، نفى مزاعم تضرر السيارة، مؤكدًا أنها لا تزال في حالة ممتازة.
وقال خوسيه بينتيدو فينيولي، الذي شارك في تأليف كتاب عن السيارة الرئاسية إن عمال المرآب يحبون السيارة ويحترمونها ويقومون بإخراجها كل أسبوع للتعرض لأشعة الشمس".
وفسر فينيولي وآخرون الأمر بأن السيدة دا سيلفا، 60 عامًا، التي تشرف على مراسم التنصيب، ربما شعرت أن الهالة الأرستقراطية التي تضفيها السيارة ستبعث برسالة خاطئة لأنصار زوجها.
وأضاف: "يريدون إضفاء انطباع بأنهم ينتمون إلى البسطاء.. فعامة الشعب لا يركبون الرولز رويس"، مشيرًا إلى أن "الرئيس المنتخب، البالغ من العمر 77 عامًا، استخدم تلك السيارة مرتين خلال حفل تنصيبه في ولايتيه الأولى والثانية".
ووفقًا للتقرير كانت الزيارات الرسمية للعديد من الزعماء والقادة الأجانب للبرازيل على مدى عقود تشتمل جولة في تلك السيارة.
وكان من بين ركابها الرئيس الفرنسي الراحل، شارل ديجول، وملك بلجيكا بودوان والملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية خلال زيارتها للبرازيل عام 1968.
كما اقترحت زوجة دا سيلفا بالفعل تعديلات أخرى على حفل الافتتاح، إحداها إلغاء التحية التقليدية بـ 21 طلقة وعرض الألعاب النارية المسائية منعًا للضوضاء واحترامًا لحقوق الأفراد والحيوانات. وكانت السيارة الرولز رويس محور جدل سياسي من قبل، فقد كانت واحدة من سيارتين أمر الرئيس البرازيلي الراحل جيتوليو فارجاس بصنعهما عام 1952، أحدهما بسقف قابل للطي والآخر ثابتة.
وكان الاختيار مثيرًا للجدل، نظرًا لأن السيارة كانت واحدة من أغلى السيارات وأكثرها فخامة في العالم، وكان فارجاس يصور نفسه باعتباره "أبا للفقراء". وجرى تسليم السيارة في وقت كانت الحكومة قد فرضت فيه قيودًا على واردات السلع الفاخرة وكانت البرازيل مثقلة بالديون لبريطانيا.
وقالت "التايمز"، إنه" لم يدم استمتاع الرئيس بأي من السيارتين لفترة طويلة، حيث انتحر عقب أزمة سياسية عام 1954".
في السنوات التالية، أثير الجدل حول ما إذا كانت السيارتان تنتميان إلى الدولة الرسمية أو ممتلكات الشعب.
وتم التوصل في النهاية إلى حل وسط ظل السيارة ذات السقف غير القابل للطي مع عائلته وتحولت السيارة المكشوفة إلى سيارة الاحتفالات الرسمية للجمهورية، ولا تزال قائمة حتى يومنا.