هل تشفع الزوجة المؤمنة لزوجها العاصي يوم القيامة ؟ الإفتاء تجيب

هل تشفع الزوجة المؤمنة لزوجها العاصي يوم القيامة ؟ الإفتاء تجيبالزوجة الصالحة

الدين والحياة28-12-2022 | 10:21

قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه ليس هناك ما يمنع شرعا من شفاعة الزوجة لزوجها إذا أذن الله لها في الشفاعة، لأن الشفاعة ثابتة في الكتاب والسنة، و الشفاعة أنواع عديدة فمنها: شفاعة الأنبياء وشفاعة الملائكة وشفاعة الشهداء وشفاعة المؤمنين في بعضهم البعض وشفاعة الأعمال الصالحة كالصيام والقرآن.

إن الشفاعة هي سؤال فعل الخير وترك الضر عن الغير على سبيل الضراعة والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وهي نوع من أنواع الدعاء، والمقصود ب الشفاعة في يوم القيامة هي السؤال في التخليص من موقف القيامة وأهواله، وقد تحدث عنها القرآن الكريم في مواضع عدة فقال تعالى: «يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا»، وفي هذه الآيات دلالة على ثبوت الشفاعة؛ لأن نفي الشفاعة بلا إذن يعني ثبوت شفاعة بإذن؛ ف الشفاعة ثابتة بالقرآن الكريم.

الشفاعة تكون للأنبياء في أقوامهم، وتكون للصالحين الذين يشفعون في العصاة، وتكون للمتحابين في الله يشفع بعضهم في بعض، وأيضا هناك شفاعة المظلوم لمن ظلمه، وشفاعة الفقير للغني، وشفاعة سقط الحمل الذي لم يكتمل فهو يشفع لوالديه، و الشفاعة بهذا المعنى أوسع بكثير جدا من شفاعة الانبياء، والنبي ﷺ له في القيامة ثلاث شفاعات؛ أما الشفاعة الأولى فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء عن الشفاعة حتى تنتهي إليه، وأما الشفاعة الثانية فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، وهاتان الشفاعتان خاصتان له، وأما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار، وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم، فيشفع فيمن استحق النار ألا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها.

و الشفاعة الكبرى هي شفاعة خاصة بالنبي محمد ﷺ في الحشر يوم القيامة، حيث يشتد البلاء على الناس، ويشق عليهم الانتظار، ويذهبون إلى الأنبياء يستشفعون بهم عند الله لكي يصرفهم عن هذا الموقف الصعب، وكل نبي من الأنبياء يعتذر ويتراجع حياء وخجلا من الله، ثم يذهبون إلى النبي ﷺ؛ فيشفع لهم، ويقبل الله شفاعته في الخلق، وهذه الشفاعة ليست خاصة بأمة النبي ﷺ وحدها، وإنما هي شفاعة عامة لأهل الموقف جميعا، لا فرق بين مؤمنهم وكافرهم؛ فالكل مستفيد من هذه الشفاعة الكبرى.

و الشفاعة في أهل الكبائر وهم الذين استحقوا دخول النار، فيشفع لهم؛ فلا يدخلونها، أو يخرجون منها إن كانوا قد دخلوها، ليست خاصة بالنبي ﷺ، بل يشاركه فيها الأنبياء والشهداء والمؤمنون والصالحون، والعقيدة بدوائرها الثلاث بدائرة السمعيات فيها آيات وأحاديث تبين أن النبي ﷺ سيشفع في العصاة والمذنبين يوم القيامة.

أضف تعليق