يرى خبراء أن التقارب الروسي الصيني، لن يستطيع مجابهة التعاون الأمريكي الأوروبي، بسبب القوة الاقتصادية المتباينة بين الطرفين، ما يعني استبعاد خلق نظام عالمي متعدد الأقطاب، في الوقت الذي تحتاج أوروبا إلى منتجات صينية بسبب الجودة والسعر، وهو ما يسبب قلقًا لدى واشنطن.
سياسة الذئب القلق
قال الدكتور أشرف سنجر خبير السياسات الدولية لـ "القاهرة الإخبارية" إن الصين تنتهج دبلوماسية "الذئب القلق"، التي تعني الاستعداد التام لمناوشة الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل الحديث عن عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلًا.
وأضاف أن الاستراتيجية الأمريكية الأوروبية المُحكَمة تتعامل مع الأزمة الأوكرانية بهدف استنزاف الدب الروسي، وقطع الطريق على التعاون الروسي الصيني.
تابع "سنجر" أن الاجتماع الروسي الصيني يعد "اجتماع ضعف"، إذ يقدر ناتج الاقتصاد (الأمريكي - الأوروبي) بـ40 تريليون دولار مقابل 17 تريليون دولار إجمالي ناتج الاقتصاد الصيني، وهذا ما يدل على فجوة كبيرة لا تستطيع الصين و روسيا مجابهته.
وأوضح أن الطموح الصيني الروسي في تعدد الأقطاب يعد أمرًا صعبًا، بالنظر إلى الفارق بين الاقتصاد الأمريكي الأوروبي والاقتصاد الصيني الروسي.
ويرى "المحلل السياسي" أن الإنفاق الدفاعي الأمريكي والأوروبي يتخطى حدود إنفاق كل الدول التي لديها الرغبة في تغيير النظام العالمي، مثل الصين و روسيا وإيران وغيرها.
تكامل القوى
فيما قال سمير أيوب المتخصص في الشأن الروسي لـ"القاهرة الإخبارية" في الشأن ذاته، إن العلاقات الروسية الصينية تتطور بشكل كبير، وهو التحالف الذي يقلق الولايات المتحدة الأمريكية.
أضاف أن الفخ التي نصبته الولايات المتحدة لاستنزاف روسيا اقتصاديًا وعسكريًا لم ينجح، بل انعكس سلبًا على حلفائها الأوروبيين.
تابع "أيوب" أن التقارب الصيني الروسي يعد تكاملًا للقوى لمواجهة سياسة الولايات المتحدة الاستفزازية، التي تعمل على إشغال العالم بأزمات تؤثر على القوى العظمى، خاصة روسيا و الصين بهدف إضعافهما.
أوضح أن الشعب الروسي يلتف حول سياسة "بوتين" للعمل من أجل الحفاظ على سيادة ومصالح بلادهم ضد تحريض الولايات المتحدة الأمريكية للشارع الروسي.
تعاون اقتصادي كبير
قال جاد رعد الكاتب والمحلل السياسي لـ"القاهرة الإخبارية"، إن الحدود الصينية تشهد صراعات سياسية بخلاف كوريا الشمالية.
وأضاف رعد أن هناك اتفاقًا بين بكين وموسكو على فتح أراضي في روسيا لاستغلالها في مشروعات اقتصادية صينية.
وتابع أن أوروبا بحاجة مُلحّة إلى الاقتصاد الصيني بسبب جودة المنتجات الصينية وقلة سعرها، وبالتالي وجود مصانع صينية على الأراضي الروسية في أوروبا يعتبر كابوسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
أوضح أن الصين تدرك أن هناك نظامًا عالميًا جديدًا متعدد الأقطاب وهي تسعى إليه بالتعاون مع روسيا خاصّة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
ويرى "المحلل السياسي" أن شراء الصين لحصص كبيرة من أكبر الشركات الغربية، يدل على إدراكها أهمية اعتماد تلك السياسة الذكية التي تعمل على تقوية اقتصادها.