وجهت دار الإفتاء المصرية عدة نصائح للمتزوجين في إطار حملتها “لتسكنوا إليها”، التي أطلقتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
وقالت الإفتاء في نصيحتها للمتزوجين: “احذرا من الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي، حتى لا ينعزل أحدكما عن الآخر، ولا تجعلا العمل يشغلكما عن الاهتمام بشئون الحياة الأسرية”.
وتابعت الإفتاء: “على الزوجين أن يجلسا مع أولادهما ليتشاوروا في إصلاح أسرتهم، ويكون كل واحد من الزوجين على علم بما يحتاجه الآخر وما يحتاجه الأولاد، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كَفَى بِالمَرءِ إِثْمًا أَنْ يُضيعَ مَنْ يَقُوتُ»، وحتى يقوم الأولاد بطاعة والديهم وبرهما ومعاونتهما في شؤون الحياة كما أراد الله سبحانه وتعالى منهم”.
دعا الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى الاستبشار بقدوم العام الجديد والتأمل في انتهاء عام وبداية عام جديد، وهو أمر مطلوب شرعًا، وهو بمثابة مراجعة الذات ومحاسبتها على عملها في العام المنقضي لتلافي السلبيات والتقصير فيما سلف.
وقال إن محاسبة النفس دأب أهل الهمَّة العالية والعقول الراقية التي تنشد الكمال، وينبغي أن يكونَ الإنسان ذا همَّةِ عالية، فسيحَ الأمل، واسعَ الرجاء، مستشرفًا للمستقبل، عاملًا منتجًا للحياة، يعطيها كما يأخذ منها، وعليه التمسك بالأمل والثقة بالله فهما قوةٌ باعثةٌ على العمل، ومن العوامل المؤثرة في استنهاض النشاط والهمة في الروح والجسد، واستدعاء مظاهر الاستبسال، والكفاح نحو أداء الواجب، ودفع اليائس إلى الجِد، وتكرار المحاولة مرة بعد أخرى حتى يتحقق نجاحه.
وشدد على ضرورة العمل الدءوب واستفراغ الوسع في الأخذ بالأسباب المادية، وعلى المسلم أن يثق ثقة كاملة غير منقوصة بقدرة رب العزة سبحانه وتعالى وأنه لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وبغير هذه الثقة لا يكون الأمل أملًا في الله، وإنما هو أمل في الأسباب المادية التي إن تلاشت يسيطر اليأس على قلب الإنسان.
وتوجَّه مفتي الجمهورية إلى المسلم، ناصحًا له بأن يُعدَّ نفسَه إعدادًا جيدًا في كل وقت وحين، وأن يتأمَّل في انقضاء العام بعد العام فيُطهر نفسه بالتوبة إلى الله تعالى؛ لينال الجائزة الكبرى والمغفرة لذنوبه وألا ينفق وقته وعمله في غير طاعة الله حتى لا يرغم أنفه ويخسر المغفرة، وعلى مَن أراد التقرُّب إلى الله عليه بالتوبة، وعليه أن يسارع بالتخلص من التبعات بردِّ حقوق العباد واستغفار الله عزَّ وجلَّ، والندم على ما فات من تقصير في حقِّه عزَّ وجلَّ، وأن يتخلَّص الناس من النزاع وأكل حقوق بعضهم البعض حتى تقلَّ القضايا والمنازعات التي أرهقت المحاكم، وعليهم كذلك الكفُّ عن أساليب الخداع والتحايل.
وأضاف أنَّ المنهجية العلمية للشرع الشريف والمأخوذة من القرآن والسنَّة قد عمل العلماء على ترسيخها عبر العصور، وهي التي تلقَّفها الأزهر الشريف، وسارت كذلك على دربها دار الإفتاء المصرية، ومن بين سماتها التواضع واحترام رأي الآخرين وعدم المصادرة على أقوالهم، وهي تصبُّ في صالح التَّدين الصحيح، وتحقِّق الأمن المجتمعي، الذي به تستقرُّ المجتمعات، وهو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، المنهج الذي لا يعرف التعارض بين العقل والنقل، ونحن مع العقل والنقل ولا تعارض بينهما.