يروي الكاتب السوداني "أمير تاج السر" في هذه الرواية التى حملت عنوان "زهور تأكلها النار" حكاية "خميلة" الفتاة الجميلة التي ورثت الحسن من والدتها الإيطالية، والثراء من والدها.
الفتاة العشرينية التي ما إن عادت من مصر، إلى السودان، وتحديدًا إلى مدينتها "السور" ذات المجتمع المتنوع، حتى ظهرت "جماعة الذكرى والتاريخ" التي أعلنت الثورة على الكفار مستبيحة المدينة قتلا وذبحا وسبيا، فاقتيدت النساء إلى مصير مظلم، أدوات متعة لأمراء الثورة الدينية "زهورا ملونة تأكلها النيران"، لتصبح "خميلة" الجميلة، "نعناعة"، بعد أن تغيّر إسمها، تنتظر أن تزفّ إلى أمير من أمراء الثورة.
لماذاالعنوان؟
تقوم ماريكار صديقة خميلة بطلة الرواية بوشم على ظهرها عند فنّان وشم مشهور وهو عبارة عن زهور ملونة تأكلها نيران كثيفة كتفسير لفقدان الأريج، وحين لاحت ذكرى ذاک الوشم في مخيلة خميلة وهي سبية مع صديقتها عند جنود المتقي الذين لا ينتمون لأي عقيدة أو دين.. قالت:
"الزهور التي تأكلها النار، لشد ما يمثلنا الشعار، لشد ما يصبح نحن ونصبح هو.. ثلاثون يوماً مضت ونحن أسيرات بيت أم الطيبات، زهوراً تتربع في النار"
محـاكاة الرواية للواقع :
الرواية محاكاة للواقع بصورة متكاملة تجعلها صالحة لكل زمان، و يكمن ذلک في كون أن الكاتب لم يحدد لها زمناً بعينه. فما أشبه تلک الجماعات التي تدعي الإسلام بتطرفها الديني ببعض الجماعات الإرهابية اليوم، و ما أشبه مدينة "السور" بحال الكثير من الدول المغلوب على أمرها في الوقت الحالي.
برأيي الشخصي أن الرواية ناقشت الكثير من القضايا المهمة بل والمعاصرة في ذات الحين، وبرغم من أن لغة الرواية السردية غير مملة تماماً، إلا أنه تبقى هناک نقطة خفية، أنا نفسي عاجز عن معرفتها، نقطة ما تجعل من الرواية طرحٌ عادي، لكن ربما للنقاد رأيٌ آخر.
# إقتباس !
لماذا ستموت تلك الشجرة الوارفة الظليلة ويمتلئ بالدم ذلك الوعاء النظيف ويذوي جمال تلك الحسناء، وتتهدم بقسوة تلك الجدران التي شيدها أجدادنا حين بنوا السور، أحدى أهم المدن تجارياً واقتصادياً في البلاد كلها.