تراجعت «الأمنيات» وتواصلت «الإضرابات» لعنة «الحرب» تحرم الغرب من بهجة أعياد الميلاد

تراجعت «الأمنيات» وتواصلت «الإضرابات»  لعنة «الحرب» تحرم الغرب من بهجة أعياد الميلادالعاصفة الشتوية

عرب وعالم2-1-2023 | 14:22

ما بين العواصف الثلجية وموجات الصقيع، وأجواء الحرب، وتداعيات التضخم، جاءت احتفالات الشعوب في أوروبا والأمريكتين بأعياد الميلاد ، حيث أفسدت تلك الأزمات مظاهر الاحتفالات المعتادة بأعياد الكريسماس والعام الجديد.

ووسط الأجواء القاسية سواء على المستوى المناخى كما هو الحال فى أمريكا وكندا جراء العاصفة الشتوية غير المسبوقة، أو على المستوى السياسى والاقتصادى، كما هو الحال فى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية من جهة والأزمات الناجمة عن نقص الطاقة وسلسلة الإضرابات العمالية من جهة أخرى، حاول المواطنون الحفاظ على بهجة الأعياد، ولكن الأمر لم يكن سهلًا على الإطلاق، وهو ما أبرزته العديد من التقارير.

لأول مرة فى تاريخ أوروبا تشهد القارة العجوز عيد ميلاد بلا أضواء، بسبب أزمة الطاقة التى تعانى منها هذا الشتاء وعواقب الحرب الروسية الأوكرانية، ففي بلجيكا، قررت السلطات تقليل عدد المصابيح التى تنير الشوارع والمحلات، ونصحت الحكومة البلجيكية أيضا باستخدام مصابيح «الليد» الموفرة للطاقة، والتى يصبح لديها عمر أطول بكثير من المصابيح المتوهجة الأخرى، وفى فرنسا، أصبحت العاصمة باريس، أحدث مدينة أوروبية تعلن عن اتخاذ إجراءات لتوفير الطاقة وخطط لإطفاء الأنوار عند برج إيفل الشهير قبل أكثر من ساعة من الموعد المحدد لها، كما تم خفض الأضواء المستخدمة فى الشارع، وسيتم وقف تشغيلها فى الساعة 11:45 مساء، بدلاً من الساعة الثانية صباحاً.

أما فى بريطانيا، فلم يكن الأمر متعلقًا فقط بتقليل الإضاءة، ولكن الأزمة أنه لم يعد يمر يوم دون إضراب جديد، ما أدى لحالة من الارتباك فى كل مناحي الحياة، فى قطاعات النقل والصحة والبريد خلال فترة أعياد الميلاد، حيث تشهد البلاد أكبر موجة إضراب فى تاريخها، وكلما توقف إضراب انطلق آخر فى قطاع آخر يؤثر على حياة الملايين من المواطنين.

وقام مئات الآلاف من العاملين فى بريطانيا فى قطاع الصحة وسائقى سيارات الإسعاف والعاملين فى تسيير الطرق السريعة، وسائقى الحافلات والقطارات والعاملين فى السكك الحديدية وحتى شرطة مراقبة الحدود بالدخول فى إضرابات حتى الأسبوع الأول من سنة 2023، وتتلخص مطالب هؤلاء بزيادة الرواتب بسبب ارتفاع نسبة التضخم إلى مستويات قياسية، وارتفاع الأسعار، وترفض الحكومة البريطانية هذه المطالب قائلة إن أى زيادة فى الرواتب ستفاقم أزمة التضخم.

وقد ذكرت صحيفة «الجارديان»، أن البريطانيين قلصوا الاحتفالات بيوم عيد الميلاد بسبب تفاقم أزمة المعيشة.

وفى إيطاليا، انعكس التضخم وارتفاع تكاليف السلع الأساسية على احتفالات أعياد الميلاد، وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن 8 من كل

10 إيطاليين قضوا موسم أعياد الميلاد «الكريسماس» مع عائلاتهم لتوفير المال وتقليل النفقات.

وأفادت إذاعة «راى نيوز» العامة، بأن الارتفاع الشديد فى فواتير الكهرباء وأسعار المواد الغذائية، دفع العديد من الإيطاليين إلى خفض حجم إنفاقهم على مستلزمات عيد الميلاد والعشاء المرافق له.

ومن بين المنتجات الأكثر استخدامًا فى تحضير طعام وأطباق عيد الميلاد، والتى شهدت زيادات كبيرة فى أسعارها مقارنة بالعام الماضى، كل من الزبدة التى شهدت زيادة سنوية بنسبة 41.2%، يليها الدقيق بنحو 23.6 بالمئة، والبيض 21.7%، والأرز 35.4%، والمعكرونة 23.6%، والخبز 16%.

كما ارتفع سعر كيلو الجبن بنسبة تزيد على 20%، بينما ارتفع سعر الدجاج 18%.

كان الوضع أسوأ كثيرًا فى روسيا وأوكرانيا، فمع دخول أزمة أوكرانيا شهرها الحادى عشر دون حسم، ألقت الحرب أوزارها على أجواء الاحتفالات فى كييف وموسكو، فالتطورات الميدانية على الأرض خيمت عليها أجواء التصعيد، فى ظل الضربات الروسية المكثفة على البنية التحتية فى أوكرانيا، وحرمان مواطنيها من الخدمات الأساسية فى ظل الطقس السيئ.

لم يكن التضخم وتراجع القدرة الشرائية، وارتفاع تكاليف المعيشة الأسباب الوحيدة لحرمان الملايين من بهجة أعياد الميلاد، فالطقس السيىء كان عاملًا أساسيًا لعدم الاحتفال، حيث تعرضت الولايات المتحدة وتحديدًا نيويورك لعاصفة ثلجية غير مسبوقة أُطلق عليها «عاصفة القرن»، والتى تضرر بسببها ملايين الأمريكيين، وأدت إلى تسجيل نحو 65 حالة وفاة حتى كتابة هذه السطور.

وطبقًا للتقارير المنشورة، فقد حرمت العاصفة الثلجية ملايين الأمريكيين من الاحتفال بعيد الميلاد، خاصة فى مناطق غرب نيويورك المغطاة بالثلوج، كما تم إلغاء أكثر من 17 ألف رحلة جوية فى الأيام الأخيرة، وفى عدد كبير من المدن الأمريكية مثل دنفر أو شيكاغو، فُتحت ملاجئ لاستقبال الأشخاص المحتاجين للحصول على تدفئة وحمايتهم من خطر انخفاض حرارة الجسم، وفى مدينة جاكسون بولاية ميسيسيبى، أعلن مسئولو المدينة فى يوم عيد الميلاد قام السكان بغلى مياه الشرب الخاصة بهم بسبب انفجار خطوط المياه بسبب درجات الحرارة المتجمدة.

وفى كندا، أدى انقلاب حافلة بسبب الجليد إلى مقتل 4 أشخاص ونقل 53 آخرين إلى المستشفى بينهم اثنان كانا فى حالة حرجة، كما حُرم مئات الآلاف من الكهرباء فى مقاطعتى أونتاريو وكيبيك، وألغى عدد كبير من الرحلات الجوية فى المدن الكبرى، وتوقفت خدمة ركاب القطارات بين تورونتو وأوتاوا.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2