ذكرت صحيفة «إندبندنت»، أمس الإثنين، أن الركاب القادمين من الصين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة الأسبوع المقبل، لن يواجهوا اختبارات كورونا الإجبارية عند وصولهم.
وأضاف التقرير أن الاختبارات في مطار هيثرو، ستكون طوعية، ولن يتم عزل أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالحجر الصحي، ولن يُطلب منهم عزل أنفسهم.
وسبق أن قالت بريطانيا، الأسبوع الماضي، إن الركاب الذين يصلون إلى بريطانيا من الصين سيحتاجون إلى اختبار COVID سلبي يتم إجراؤه قبل يومين من المغادرة بعد زيادة عدد الإصابات في الصين.
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن التحديات الصعبة لا تزال قائمة في معركة بلاده ضد فيروس كورونا واعترف بانقسامات في المجتمع أدت إلى احتجاجات عفوية نادرة، وذلك بعد أسابيع من الصمت حول محور سياسة الفيروس الذي أصاب مئات الملايين ووجه ضربة قاسية إلى النشاط الاقتصادي.
قال شي في خطاب ألقاه بمناسبة العام الجديد يوم السبت إن البلاد في مرحلة جديدة من السيطرة على كوفيد، وقد تكيفت بعد اتباع نهج مستهدف قائم على العلم. ولكنه قال في اليوم السابق إن استراتيجية البلاد قد "جرى تحسينها" لحماية حياة الناس وتقليل التكاليف الاقتصادية.
اتخذت الحكومة في 7 ديسمبر خطوات تخفيف نهائية بعد نهجها القاسي بعدم التسامح مع فيروس كوفيد، الذي تضمن عمليات الإغلاق المفاجئ والاختبارات الجماعية المتكررة والحدود المغلقة إلى حد كبير. استمات شي حتى منتصف أكتوبر في الدفاع عن تلك الاستراتيجية رغم التكاليف الاقتصادية المتزايدة.
ولكن يوم السبت، تناول الزعيم الصيني الصعوبات التي عاني منها الشعب خلال عمليات الإغلاق الصارمة، وكذلك ما يعانيه حالياً من الانتشار السريع لفيروس كوفيد.
قال شي: "منذ أن ضرب فيروس كوفيد-19، وضعنا الناس في المقام الأول ووضعنا الحياة في المقام الأول طوال الوقت". وأضاف: "بجهود استثنائية، تغلبنا على الصعوبات والتحديات غير المسبوقة، ولم تكن رحلة سهلة لأحد. لقد دخلنا الآن مرحلة جديدة من الاستجابة لكوفيد، إذ لا تزال هناك تحديات صعبة".
كان الرئيس يروج لإنجازاته في أكتوبر، عندما حصل على فترة ثالثة في السلطة في مؤتمر للحزب الشيوعي. ومع ذلك، بعد أكثر من شهر بقليل، واجهت حكومته الاحتجاجات الأكثر انتشاراً منذ عقود، إذ تضاعف الغضب الشعبي من استراتيجيته الخاصة بـ"صفر كوفيد".
دون الإشارة مباشرة إلى الاحتجاجات، قال شي في خطابه إنه "من الطبيعي" أن يكون لسكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة مخاوف ووجهات نظر مختلفة بشأن بعض القضايا. وقال: "ما يهم هو أن نبني الإجماع من خلال التواصل والتشاور".
علاوة على تفشي فيروس كوفيد المتكرر، عانى الاقتصاد الصيني في عام 2022 من الركود المستمر في سوق العقارات، وتباطؤ الطلب الاستهلاكي، وتراجع الشهية الخارجية لسلعها.
جاء البث التليفزيوني لشي بعد أن أظهرت البيانات في وقت سابق من نفس اليوم أن النشاط الاقتصادي في ديسمبر قد تقلص عن الشهر السابق بوتيرة هي الأعلى منذ فبراير 2020. كذلك واصلت مبيعات المنازل التراجع في ديسمبر، في حين من المتوقع أن تظهر التقارير المقرر إعلانها هذا الأسبوع ضغوطاً أخرى على قطاعي التصنيع والخدمات.
بينما توقع المحللون تباطؤ النمو في الصين إلى 3% في عام 2022، قال شي إن الناتج المحلي الإجمالي للصين تجاوز 120 تريليون يوان (17.4 تريليون دولار) العام الماضي، مما يشير إلى نمو الاقتصاد بنسبة 4.4% على الأقل.
قال شي: "يتمتع الاقتصاد الصيني بمرونة كبيرة وإمكانيات هائلة وحيوية كبيرة". وأضاف: "ظلت الأساسيات التي تحافظ على نموها طويل الأجل قوية".
يرى الاقتصاديون احتمالاً متزايداً لحدوث انتعاش أسرع وأقوى في وقت لاحق من عام 2023، بعد البداية البطيئة المحتملة في الفترة من يناير إلى مارس، إذ من المتوقع أن يرتفع النمو إلى 4.8% لهذا العام، وفقًا لمتوسط تقدير الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع "بلومبرج".
في الوقت الحالي، تقول الصين إنّ لديها آلاف الحالات الجديدة يومياً. لكن هيئة الصحة الحكومية العليا قدرت أن ما يصل إلى 248 مليون شخص، أو ما يقرب من 18% من السكان، من المحتمل أن يكونوا قد أصيبوا بالفيروس في أول 20 يوماً من شهر ديسمبر. وكانت النتيجة اكتظاظ غرف الطوارئ بالمستشفيات وكذلك محارق الجثث.
يمكن أن تشهد البلاد ما يصل إلى 25 ألف حالة وفاة يومياً في يناير بسبب كوفيد، وفقاً لشركة "أيرفينتي" (Airfinity Ltd)، وهي شركة أبحاث مقرها لندن تركز على التحليلات الصحية التنبئية.