طالبت قيادات فلسطينية الأمتين العربية والإسلامية أن تتخذ موقفا جديًا من العدوان على الشعب الفلسطيني والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصي، والتي كان آخرها اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن جفير، صباح اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير المسجد الأقصى، اليوم، يزعزع الاستقرار في المنطقة كلها.
وأضاف أبو يوسف أن حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، تستند إلى التطرف في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، منذ أن أعلنت برنامجها الواضح تمامًا، والذي يكرس طرد الشعب الفلسطيني وسياسة التطهير العرقي، وهدم المنازل، وتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى.
وأشار إلى أنه لم يمر اليوم الثالث من السنة الجديدة، وقد استهلها الاحتلال بإعدام ثلاثة فلسطينيين، والعديد من الجرحى، وهدم البيوت، وهذا يعكس اعتقاد حكومة الاحتلال بأنها يمكنها كسر إرادة الشعب الفلسطيني، الذي يتمسك بثوابته الوطنية وبحقه في المقاومة.
من جانبه.. قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد التميمي- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، حكومة "مُتطرفة" لا تقيم وزنًا للعالم، وذلك بعد اقتحام الوزير اليميني المتطرف للمسجد الأقصى المبارك، رغم التحذيرات الفلسطينية والإقليمية والدولية من خطورة التداعيات.
وأضاف التميمي أن حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة تعمل على تحدي الشعب الفلسطيني، الذي يستطيع أن يواجه مخططها بصدره وبعزيمته وبقوة إرادته وبإيمانه بأن أرضه هذه هي أرض مُباركة، وبلد سيدنا إبراهيم الخليل، ومسرى النبي محمد (ص).
وتابع: "مهما عملوا ومهما اعتدوا ومهما تجرؤوا علينا بهذه التصرفات لن يثنونا عن حقنا في المقاومة يجب أن نُحافظ عليه ونحن قادرون على أن نُحافظ عليه".
وأشار إلى أن حكومة نتنياهو تعمل على إثارة الفلسطينيين ليذهبوا إلى انتفاضة "ثالثة" جديدة ليست كالانتفاضتين السابقتين، وذلك بالاعتداء على الفلسطينيين من أقصى الشمال وحتى أقصى الجنوب، وهذه الاعتداءات، ستؤدي إلى خروج الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه، في مواجهة هؤلاء.
وشدد التميمي على أن انفجار الفلسطينيين مسألة وقت، والانتفاضة "قادمة" لا ريب فيها، إذ واصل الإسرائيليون تصعيدهم، وهو أمر متوقع خلال الفترة القادمة.
من ناحيته.. قال عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تيسير نصر الله- في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن إيتمار بن جفير، اقتحم الأقصى في "عتمة الليل"، مع تغيير في موعد الاقتحام، وفي ظل تقارير إسرائيلية، عن تراجعه عنه خوفًا من رد فعل الفلسطينيين.
يذكر أن الاقتحام جاء خلافا للتقارير الإسرائيلية التي أفادت بأن بن جفير تراجع عن اقتحامه للأقصى عقب الجلسة التي جمعته، مساء أمس الاثنين، برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وأضاف أن وزراء حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، استهلوا برنامجهم بوضوح، بعد مُصادقة الكنيست، مُشددًا على أن هذه حكومة لا تخفي أجندتها ولا تترك أي موضوع تحت الطاولة، وقد بدأت العام الجديد، بإعدام ثلاثة فلسطينيين خلال ثلاثة أيام فقط، وبزيادة في الاقتحامات وفي هدم البيوت واقتحامات المسجد الأقصى، وهذا كله في إطار تنفيذ برنامجها المُعلن للجميع.
وتابع إن حكومة نتنياهو لا تعير وزنًا لردود الأفعال الدولية، مُشيرًا إلى أن ما ارتكبته خلال أيامها القليلة الماضية، ما هو سوى "أول الغيث"، وسوف تتوالى وتتصاعد جرائم هذه الحكومة مع مرور الوقت.
وأدان نصر الله إعدام الاحتلال للطفل آدم عصام عياد (15 عامًا)، في مُخيم "الدهيشة" صباح اليوم، مشيرا إلى أن هذا الطفل كان وحيد والديه، داعيًا دول المنطقة والولايات المتحدة للضغط على حكومة "نتنياهو" حتى تغير سياستها ويكبحوا جماحها.
وتوقع عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني مزيدًا من التصعيد خلال الفترة القادمة، وقال إن ما سبق "مجرد إحماء"، إذ كان إيتمار بن جفير مُجرد عضو في الكنيست، والآن أصبح وزيرًا للأمن الداخلي، لكنه قال إن هذا التصعيد من جانب إسرائيل، سيقابله رد فعل قوي من جانب الفلسطينيين أيضًا.
بدوره.. حذر أحمد مجدلاني، أمين جبهة النضال الشعبي الفلسطينية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير- في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط- من السياسة المُمنهجة للحكومة الإسرائيلية الجديدة، الرامية إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، كما هو الحال في المسجد الإبراهيمي بالخليل.
وقال مجدلاني: "الواقع الآن أن هناك تقسيما زمانيا للمسجد الأقصى، إذ تسيطر شرطة الاحتلال على البوابات وتتحكم في متى يدخل المصلون المسلمون، ومتى يجب ألا يتواجدوا داخل باحات المسجد، وهناك ساعات محددة يسمح فيها للمستوطنين اليهود بالدخول إلى باحات المسجد، فالتقسيم الزماني قائم، لكن التقسيم المكاني، لم يحدث بعد، ولكن هذا الأمر مسألة وقت، ليس أكثر ولا أقل، وأقول بواقعية سياسية واضحة، إن ردود الأفعال سواء على المستوى العربي والإسلامي، هي دون المستوى المطلوب".
وأضاف أن الوضع في فلسطين هذه الأيام يتطلب مواجهة على مستوى عال، ليس فقط من قبل المواطنين الفلسطينيين، ولكن يتطلب موقفًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا موحدًا، للتصدي لهذه الانتهاكات الإسرائيلية، للوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة بالقدس.
وأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية من ِشأنها أن تولد صراعًا دينيًا بعيد المدى لا يمكن التكهن به ولا السيطرة على تداعياته.
وأكد أن رد الفعل العملي الأساسي على تقسيم الأقصى "مكانيًا" أو استمرار الانتهاكات المُتمثلة في فرض أمر واقع جديد بتلاوة الصلوات التملودية في باحاته، سيكون من أبناء القدس، وهذا سيشعل انتفاضة من نوع جديد، تكرارا لما حدث عندما اقتحم أرئيل شارون المسجد الأقصى قبل 22 عامًا.
وأضاف أن بيانات الإدانة والاستنكار قد تكون مهمة للرأي العام، ولكنها طالما أنها لم تحمل أي إجراءات عملية ملموسة يشعر الاحتلال فيها بأنه سوف يتضرر، فلن تجبره هذه البيانات على وقف سياساته وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية.