ترويض الجشع

ترويض الجشعسعيد صلاح

الرأى10-1-2023 | 14:02

يبدو مناسبًا لغويًا عندما تستخدم كلمة "ترويض" أن يكون الحدث عن وحوش خطرة، مفترسة، ويفتينا فى ذلك أهل اللغة من أحفاد "أبو الأسود الدؤلى"..

ومجازا نستخدمها فى محاولة بائسة للإشارة إلى مدى الخطورة التى وصل إليها جشع التجار فى هذه الأيام، مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم وتمر بها مصر على وجه الخصوص..

بالفعل أصبح جشع التجار أمرًا مخيفًا وبات متوحشًا يحتاج إلى ترويض ومواجهة حاسمة وقاسية من قبل الحكومة ومن قبل الشعب أيضا، أما الحكومة فإن ما تتخذه من إجراءات على مدار الأيام الماضية لا شك أنه يساهم فى المواجهة الصعبة التى تجرى فصولها مع الأسعار والسلع الأساسية، ولكن ما يزال هناك سلوك "عدوانى" وهذا تعبير مقصود.. نعم "عدوانى" من قبل الكثير من التجار تجاه المواطنين الذين أصبح الآن الحصول على وجبة فول وطعمية مع عيش بلدى بسعر مناسب حلمهم الأول والأخير.

هذا السلوك العدوانى المتوحش يحتاج لترويض، والترويض تترجمه إجراءات أشد صرامة من الدولة بجانب إجراءات توفير السلع والدعم الاجتماعى المستمر، فنحن فى حاجة شديدة إلى تواجد فعلى للأجهزة الرقابية وألا يقتصر الأمر فقط على تصريحات إعلامية ومهلة لوضع الأسعار على السلع بدأت وانتهت دون أن يشعر بها أحد..

الترويض الحكومى لهذا الجشع يجب أن يكون أكثر فاعلية ووجودًا على الأرض، وهذا الأمر يستلزم أيضا أن يكون هناك ترويض شعبى لهذا الجشع المتوحش لتحقيق أفضل النتائج، ولابد أن يكون للمواطن دور أكثر إيجابية تجاه هذا الغلاء، يجب ألا يكون الأمر فقط مقتصرًا على الشكوى وإلقاء المسئولية على الحكومة وحدها..

المواطن الذى يرى غلاء ومغالاة فى أسعار سلعة معينة عليه أن يتصدى لذلك بإبلاغ الجهات المعنية ولا يتراجع حتى يأخذ التاجر أو البائع المخالف جزاءه، وأرقام الجهات المعنية بذلك معلنة ومعروفة، لو فعلنا ذلك كلنا سوف ينعكس بالضرورة على الأسعار ويتوقف نزيفها المستمر..

وحسنا فعلت السيدة التى اعترضت على قيام أحد الأشخاص فى متجر شهير بشراء كل كمية زيت الطعام الموجودة به ولم ينته الموقف حتى أعاد ذلك الشخص الزيت وأخذ العدد المسموح به فقط، فلا نعلم ماذا كان سيفعل هذا الشخص بكل هذه الكمية وكيف كان سيؤثر ذلك على الآخرين الذين سيأتون إلى المتجر ولا يجدون الزيت؟! هذا التصرف الإيجابى يجب أن يكون هو النموذج فى معاملاتنا وتصرفاتنا وسلوكنا خلال معركة ترويض جشع التجار.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2