المسيح.. رسالة المحبة والسلام شعب واحد وطن واحد

المسيح.. رسالة المحبة والسلام شعب واحد وطن واحدالهلال والصليب

ترنيمة الملائكة «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة»، تصدح في الآذان.. الاحتفالات والزينات تعلو الكنائس و أشجار الميلاد المضيئة بالألوان والأماني هنا وهناك.. ورائحة الكحك تفوح من كل النوافذ.. لقد كانت مصر تحتفل بعيد الميلاد المجيد.

بالسلام والمحبة جئت يا يسوع، وسلام عليك يوم ولدت يا عيسي، ومبارك شعب مصر الذي عاش وسيعيش في رباط إلى يوم الدين، شعب لا يستطيع أحد أن ينال من وحدته وتماسك عنصري أمته ( مسلمين وأقباط)، شعب سيظل يضرب مثالا مضيئا لأبهى صور الوحدة الوطنية، التي ذكر التاريخ لنا، وسيظل يذكر صوراً جلية وواضحة منها تخلد مفهوم التسامح والمحبة والحفاظ على الوحدة الوطنية.

هذا عمرو بن العاص، الذي فور علمه بخروج الأسقف بنيامين هرباً من عنف الرومان وظلمهم أرسل من ينادي عليه ويدعوه إلى المجيء آمناً من أجل إدارة شئون أهل ملته.. فجاء وتولى أمور أخوانه وأتباعه في أمن وسلام، وغيره كثير ممن يمجدهم التاريخ الممتلئ بالعشرات والمئات من القصص والحكايات، وصولا إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي منحنا نحن المصريين أقباطاً ومسلمين، يوماً جميلاً للوحدة الوطنية، تزهو به مصر على سائر الأمم، عندما افتتح في ليلة عيد الميلاد ، من عامين ، مسجد «الفتاح العليم»، وكاتدرائية «ميلاد المسيح»، أول مبنيين يتم افتتاحهما في العاصمة الإدارية الجديدة، تأكيداً على روح التسامح التي تعم مصر في أقصاها القريب إلى أقصاها البعيد.

والذي أيضًا عندما أعدمت جماعة داعش الإرهابية مجموعة من الأقباط المصريين العاملين بدولة ليبيا ظلماً وغدراً، أصدر أوامره للقوات المسلحة، بأخد الثأر لشهداء الوطن خلال ٢٤ ساعة، وبالفعل قامت القوات الجوية المصرية بتدمير مواقع ومعسكرات تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، ليؤكد وقتها الرئيس للعالم كله وبشكل عملي أن حق «المصريين» لا يضيع هدراً.

ويؤكد على حقيقة راسخة أن شعب مصر «شعب واحد» مسلمين ومسيحين، سواء لا فرق بينهما، حقيقة تعتمد وتستند إلى فلسفة عميقة مفادها «الدين لله والوطن للجميع»، هذه الفلسفة التي ترى أن الوطن لجميع المصريين بصرف النظرعن المعتقد الديني، وتؤسس لعلاقة بين أفراد يجمعهم فقط الانتماء للوطن. وتقول لكل متعصب يحاول أن يثير الفتنة: «أننا جميعاً ركاب في سفينة واحدة، وسكان في وطن واحد وجسد واحد، نؤمن جميعاً بشعار «الدين لله والوطن للجميع»، ونكرر ، في كل وقت وحين ، ما قاله أسلافنا «عاش الهلال مع الصليب».

أضف تعليق