حالة كل دقيقتين.. معدلات صادمة للطلاق في مصر.. 10 أسباب كاشفة لـ «أبغض الحلال»

حالة كل دقيقتين.. معدلات صادمة للطلاق في مصر.. 10 أسباب كاشفة لـ «أبغض الحلال»الطلاق

مصر17-1-2023 | 05:13

يواصل شبح الطلاق تدمير كيان أسر مصرية ربما لأسباب لا تصلح لهدم الأسرة والتضحية بالصغار، وشهدت السنوات الأخيرة، ارتفاعًا ملحوظًا في نسب "الطلاق"، خاصة بين حديثي الزواج، الذي أصبح أسرع الحلول المرّة في الخلاص من مشكلات أسرية قد تبدوعادية في بعض الأحيان.

وأصدرت دار الإفتاء المصرية، بيانا تحذيريا، من الإسراف في استخدام الطلاق كوسيلة لإنهاء الخلافات الزوجية، قائلة: "إن التفكير في الطلاق يمكن أن يتسبب في زوال الكثير من دوافعكما لتحسين العلاقة مع بعضكما، فاستثناء الطلاق من خياراتك سيدفعك للتركيز على حل خلافاتك مع زوجتك أو زوجك، ولا ينبغي أن يخطر ببال أحد الزوجين معنى الطلاق أو ذكره عند الخلاف، فلا هو يهددها بالطلاق، ولا هي تطلب منه الطلاق".

عواقب التهديد المتكرر بالطلاق
وأضافت دار الإفتاء المصرية، في فتواها التي جاءت ضمن مبادرة "لتسكنوا إليها"، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أَبْغَضُ الْحَلَال إِلَى اللَّه الطَّلاقُ"، وقَالَ عليه الصلاة والسلام: «أَيُّمَا امَرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الجَنَّةِ"، فاشغَلا أنفسكما بحل المشكلة وبمعرفة الأسباب ومعالجتها حتى تحفظا أسرتكما من التفرق والضياع.

وكشفت أحدث الإحصائيات، عن ارتفاع كبير في حالات الطلاق في عام 2021 بنسبة 14.7%، مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث سجلت مصر خلال عام 2021، 254 ألفا و777 حالة طلاق، بينما كانت 222 ألفا و39 حالة في عام 2020، بما يعادل حالة طلاق كل دقيقتين، وحوالي 25 حالة في الساعة، وأكثر من 18 ألف حالة في الشهر.

الأرقام السابقة لعام 2021، تمثل واقع الطلاق في مصر التي أصبحت صدارة دول العالم من حيث عدد حالات الطلاق، وبلغت القاهرة أعلى معدل طلاق بنسبة 5.4 من الألف، وزيادة نسبة الطلاق كانت واضحة بين الشباب في الفئة العمرية من 25 إلى 35 عاما.

الزيادة الكبيرة لنسبة الطلاق في مصر، تدفع إلى التساؤل عن أسباب هذا الارتفاع، وما هي المشاكل التي تدفع زوجين للتفكير في الطلاق، دون التفكير في الأضرار النفسية والاجتماعية التي ستلاحق أطفالهم بعد طلاقهم، يجيب على هذه التساؤلات عدد من الخبراء في السطور التالية.

وتعددت أسباب ارتفاع حالات الطلاق في مصر، حيث أكد خبراء علم النفس والاجتماع مجموعة من العوامل وراء ذلك، أبرزها سوء الاختيار وغياب التكافؤ بين الطرفين فضلا عن تدخل الأسر في حياة أولادهما، بجانب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وتوضح الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أهم الأسباب المؤدية للطلاق، فيما يلي:

1- الخيانة الزوجية
تعتبر من أشهر أسباب الطلاق، حيث تعد من الأمور غير المقبولة تماما بين الزوجين، فتحدث المشاكل الأسرية مع عدم الثقة بين الزوجين، مما يؤدي إلى هدم الأسرة.

2- الإهمال وعدم تحمل المسئولية
عندما يخفق أحد الطرفين في الالتزام بأداء واجباته الزوجية بما في ذلك المسئوليات المنزلية، وعدم الاهتمام بشريكه، تبدأ المشاكل الزوجية في الظهور، وتكبر مع الوقت لتنتهي بالطلاق.

3- الضرب والعنف الجسدي
من أخطر المشاكل الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق، وتكمن خطورة هذه المشكلة في تكرار هذا السلوك الخاطئ، حيث يلجأ الطرف المتضرر للطلاق كرد فعل فوري لا رجعة فيه.

4- الهجر بين الزوجين
عندما يتسلل الجفاء إلى الحياة الزوجية، ويصبح الطرفان متباعدين في الإحساس والتفكير والتي تصل للهجر والتباعد المكاني بين الزوجين، ليحدث البرود العاطفي وتزداد احتمالات الطلاق.

وأفاد العديد من الخبراء في مجال علم النفس، أن النفور العاطفي هو خطوة خطيرة ومشكلة كبيرة تؤدي للطلاق، وبأن غياب التواصل الحسي والعلاقة الحميمية يعد مؤشرا لانعدام الانسجام و يكون أحيانا سببا مباشرا للطلاق

5- سوء المعاملة بين الزوجين
سوء المعاملة والتحقير والإهانة المتكررة والتجريح وعدم الاحترام، كلها سلوكيات تجسد العنف المعنوي واللفظي، ما يطرد الهدوء والسكينة من بين الزوجية، ويولد شرخا بين الزوجين يكون حله الطلاق.

6- رفع التوقعات وخيبة الأمل
يقوم العديد من الأزواج بمقارنة علاقتهم بعلاقة أزواج المقربين منهم، وترفع مستوى التوقعات في العلاقة والذي يتسبب في حدوث خيبة الأمل لدى أحد الطرفين ما يسبب مشاكل تؤدي إلى الطلاق.

7- المشاكل المادية
يعتبر سوء الوضع المادي من أهم المشاكل التي تؤدي إلى الطلاق، خاصة عندما تكون الزوجة غير قنوعة وغير راضية عن وضعها المادي، فترهق زوجها بالمتطلبات ما يشعره بالعجز لتولد المشاحنات وتنتهي باللجوء إلى الطلاق.

8- انعدام الخصوصية وتدخل الأهل
تدخل الأهل من أكبر المشاكل الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق، لأنها تتسبب في غياب الخصوصية لتصبح تفاصيل الحياة الزوجية عرضة للجميع ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، وتأخذ أكبر من حجمها وتصل للطلاق.

9- مشاكل بين العائلتين
تساهم المشاكل بين العائلتين وعدم وجود تواصل وتفاهم بين العائلتين في حدوث مشاكل وعدم استقرار بين الزوجين ما يؤدي إلى حدوث الطلاق في معظم الحالات.

10- الإدمان
يسبب الإدمان كثرة الخلافات الزوجية، وتصبح معه الحياة الزوجية كالجحيم، ولا يجد الأزواج الخلاص منها إلا بالطلاق.

وتؤكد أستاذ علم الاجتماع، أن السرعة في اختيار شريك الحياة أحد أهم أسباب ارتفاع معدلات الطلاق خلال السنوات الماضية، وعدم وجود نظام العائلات التي كان موجود في الماضي، كما تشارك مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة معدلات الطلاق لما تسببه من مشاكل.

كما يعتبر ارتفاع أعباء الزواج، أهم الأسباب الحالية المؤدي إلى الطلاق، لأنها تخلق الديون لإكمال الزواج وينتهي الأمر إلى تراكم الديون والعجز عن سدادها وتصل إلى الانفصال، ما أدى مؤخر إلى عزوف الشباب عن الزواج، وارتفاع نسب الطلاق حيث لا يجد الشباب مصادر دخل مناسبة ويكون الانفصال هو الحل بالنسبة للطرفين.

أسباب الطلاق في سنوات الزواج الأولى
وظاهرة الطلاق موجودة في جميع أنحاء العالم وليست قاصرة على مصر أو الدول العربية فقط، وتنتشر الظاهرة بشدة في السنة الأولى من الزواج، حيث أن سوء اختيار شريك الحياة وعدم وجود توافق في الفكر والميول والعمر والاتجاهات والطبقة الاجتماعية والتعليم يؤدي إلى حدوث تصادم بعد الزواج، لتزيد بهذا نسب الطلاق.

ويوضح الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، أن 65% من حالات الطلاق تكون في السنة الأولى من الزواج، ومن بين الأسباب تدخل الأهل، حيث إن هناك حالات طلاق ما بين 28 إلى 32% سببها أن أهل الزوج يتحكمون في كل أمور الحياة.

الفهم الخاطئ للزواج
وتخطى عدد المطلقات في مصر 2.5 مليون مطلقة، بسبب عدم الفهم الصحيح للزواج ومعنى العائلة، فمعظم من يتزوج يكون السبب إشباع غريزة أو عاطفة أو واجهة اجتماعية، ومجرد أن يتم الزواج يحدث صراع القوة في السنة الأولى، وكل فرد يريد أن يفرض سيطرته على الآخر دون استيعاب الطرف له.

كما يقول استشاري الصحة النفسية، إن أغلب الأجيال الجديدة ليس لديها توازن انفعالي أو تحمل لمسئوليات الحياة، نتيجة إتاحة الأهل كل طلباتهم، ولم ننس دور الضرب والعنف بين الأزواج في زيادة نسب الطلاق، إضافة إلى الجهل بأحكام الطلاق ومشروعيته وآدابه وطرقه الصحيحة ومراحله والدوافع والشكل الديني والقيمي.

حلول للحد من الطلاق
ولحل هذه المشكلة، يرى استشاري الصحة النفسية أن هناك ضرورة للتفاهم بين الطرفين خلال فترة الخطوبة ودراسة كل طرف الآخر، وبعد الزواج يجب التحلي بمهارات حل الصراع، وطرح المشكلات دون تركها لتتفاقم، وفي حال الخلاف يجب اختيار التوقيت الأمثل لحل المشكلات وتقبل الأخطاء دون التربص بها، وضرورة أن يعبر كل طرف منهم عن أن زواجه من الآخر أحدث فارقا للأفضل في حياته.

تأهيل الشباب المقبلين على الزواج
وأكد الأطباء أن المجتمع في حاجة ملحة لمراكز إعداد وتأهيل الشباب المقبلين على الزواج، حيث إنها ستجعل الشباب يقبل على الزواج وهو مؤهل بشكل جيد للحياة الجديدة، ويعرف كيفية التعامل مع الطرف الثاني، كما أنها ستساعد الشباب على معرفة طرق حل المشاكل الزوجية بطريقة سليمة ومتقدمة.

كما شددوا على ضرورة ألا تقتصر فكرة المراكز على محافظة واحدة أو عدد منها، بمعنى أنه لابد من توفير مراكز لتأهيل الشباب على الزواج في جميع المحافظات، ليسهل على جميع شباب الجمهورية حضور الدورات، وأن يتم توفير برامح توعية في الإعلام لتحفيز الشباب على الحضور في المراكز، كما يجب أن يتم زيادة وعي المواطنين من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة نظرا لأنها تتوافر في كل مكان وسريعة الانتشار.

خطورة الطلاق على الأطفال
تكون الحالة النفسية للأطفال بعد الطلاق سيئة جدا، حيث يمكن أن يؤثر الطلاق بشكل سلبي كبير على حياة الطفل، فيسبب الطلاق شعور الطفل بعدم الأمان، وعدم وجود دفء الأسرة بعد الطلاق، مع الرغبة في الانسحاب والعزلة عن الناس والشعور الدائم بالحزن.

كما يمكن أن يسبب الطلاق بين الزوجين في إصابة الأطفال بحالة من الاكتئاب وعدم الرغبة في اللعب أو تناول الطعام والشراب أو الخروج من المنزل ولقاء الأصدقاء لتجنب مواجهة الناس بعد طلاق الأبوين، خاصة إذا ظلت المشاكل بين الزوجين بعد الطلاق فيستخدمون الأطفال كعقاب لبعضهم البعض.

لذلك يؤكد استشاري الصحة النفسية، على ضرورة مراعاة الأبوين الحالة النفسية للأطفال بعد الطلاق، وتجنب إظهار المشاكل أمام الأطفال والحرص على الانفصال في هدوء بطريقة تضمن السلام النفسي للأطفال، لتجنب حدوث مشاكل نفسية كبيرة للأطفال قد تؤدي إلى تدمير حياة الطفل أو نشأته نشأة غير متزنة نفسيًا.

أضف تعليق