صلاح دياب.. موسم التنظيف بدأ

صلاح دياب.. موسم التنظيف بدأصلاح دياب.. موسم التنظيف بدأ

*سلايد رئيسى6-4-2018 | 15:45

كتب: عاطف عبد الغنى

صفحة على موقع "فيسبوك" تحمل عنوان: "شرفاء المصرى اليوم" انطلقت خلال الساعات القليلة الماضية تفضح ما يحدث فى كواليس هذه الجريدة التى انطلقت قبل.. عاما تقريبا، باتفاقات، وتوجهات، ومنطق جديد، وأفكار مختلفة تماما عما هو سائد فى الصحافة القومية والمعارضة فى ذلك الحين.

أما الاتفاقات فكانت عبارة عن ضغوط من الغرب وأمريكا على الحكومة المصرية فى ذلك الحين لأن تترك ىمثل هذه الصحافة تصدر فى مصر (صحافة الشركات) ضمن ضغوط لتحرير الإعلام، لكن المسألة فى أروقة الغرب كانت أكثر من ذلك، والهدف استثمار هذا هذه الأذرع الإعلامية الجديدة فى تمهيد الأرض للشعب المصرى والشعوب العربية لما هو قادم فى الربيع أو ما قيل عنه "التحول الديموقراطى".

وصدرت توجيهات لرجال الأعمال المصريين الكبار الذين يرتبطون بمصالح مع الغرب ويحملون جنسيات غير المصرية، والحاصلين على توكيلات لكبريات الشركات الأمريكية العاملة فيما وراء البحار ومصر، ومن هؤلاء من دخل فى شراكات عمل مع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وطلب من هؤلاء أن يوجهوا جزء من أرباحهم المهولة لتأسيس الصحف والقنوات الفضائية، فظهرت فضائيات وصحف جديدة مثيرة فى مصر.

على رأس رجال الأعمال هؤلاء كان صلاح دياب وآل ساويرس، و دياب تحديدا قيل أنه صاحب الرقم القياسى فى عدد التوكيلات الأمريكية التى حصل عليها.

وكان مطلوبا من الإعلام الجديد الذى تولاه رجال الأعمال أن يشتغلوا على أفكار ما أسموه "الليبرالية الجديدة" والمجتمع المدنى وهى كلمات براقة تحمل فى طياتها معانى الحرية والديموقراطية كما ترى، والحقيقة أنها تحمل أهداف أخرى أولها نشر التطبيع الشعبى مع الإسرائليين، ودياب شريك تجارى وأساسى لهم، وساويرس يعالج فى مستشفياتهم، لاضير، والهدف الثانى للمصرى اليوم هو تمهيد الأرض لإطلاق الربيع العربى.

ولدت "المصرى اليوم" برخصة جريدة سابقة "الزمان" وكان عراب النشر والتأسيس والإدارة والاتصال بأروقة الغرب المدعو هشام قاسم، هذا الناشر صديق المحافظين الجدد فى إدارة الرئيس بوش الأبن، والحاصل على جوائزهم، والناشر صاحب تاريخ غامض فى علاقاته بأجهزة المخابرات الغربية، وكان يصدر قبل المصرى اليوم بسنوات مجلة "كايرو توداى" .

ورشح أو اختار قاسم رئيس تحرير صحفى نابه من "الوفد" هو أنور الهوارى، فأسس الجريدة، والهوارى له نزعة دينية، حذره قاسم منها وكانت سببا فيما بعد أن يترك الهوارى الجريدة.

انطلقت المصرى اليوم بنجاح نسبى فى عهد الهوارى لمدة عام تقريبا قبل أن يختلف الأخير مع أصحاب الجريدة وعلى رأسهم دياب، حول إعلان عن "شركة بيرة" ويترك الجريدة لرئيس تحرير آخر هو مجدى الجلاد.

وانطلق شباب ومحررو المصرى اليوم فى الشوارع يبحثون عن موضوعات تهز السلطة القائمة فى مصر فى ذلك الحين، وتضرب بأى شكل فى قواعد استقرار النظام المصرى الذى قرر الغرب التخلص منه، والغريب والمدهش أن صلاح دياب كان صديقا لمبارك، وابنه ومازال !!!.

كان هذا شغل الولاد الصغار أما الكبار فى الجريدة الذين يقبضون مرتبات فلكية فكانوا يعملون على أفكار أخرى أظهرها كما قلنا التطبيع، وكان هذا توجه أصيل من توجهات لجنة السياسات فى الحزب الوطنى وعند جمال مبارك، ومن هنا يمكن أن نفسر تداخل المصالح والأفكار.

وغير التطبيع عملت الجريدة فى موضوعاتها على تفعيل الاستقطاب الاجتماعى والفئوى والدينى، بضرب الجميع فى الجميع، وفتحت صفحات الجريدة لأمثال سعد الدين إبراهيم ونشاطاته، والإخوان والسلفيين، وكل ما من وما شأنه نشر الفوضى، وكذا العمل على تفكيك الدين (الإسلام والمسيحية) بدعم أصحاب الدعوات الهدامة وإنشاء كنيسة موازية للكنيسة المصرية فى المقطم، باسم الحرية، ودعم أفكار الطوائف التى تعمل ضد الدولة الوطنية مثل شهود يهوه والقديانية والشيعة والبهائيين، الى آخر ما يريده الصهاينة، وأصحاب العقائد الماسونية التى تروج فى العالم على أنها بديلا للديانتين الإسلام والمسيحية.

وفتحت صفحات الجريدة لكتابات جمال البنا الشيوعى الذى تحول إلى الكتابة فى التجديد الدينى بأفكار مثل أن الممارسات الجنسية ما قبل العملية الكاملة من اللمم المغفور، وأن التدخين فى رمضان لا يبطل الصوم، وذهب ناشطو أمريكا المصريون يأخذون دينهم عن البنا الصغير والمصرى اليوم (والنخبة المصرية المعتدلة بتاكل البلوظة ومش فاهمة حاجة).

وقد فضح الزميل أنور الهوارى رئيس التحرير الول للمصرى اليوم هذه التوجهات، على استحياء فى مقال منشور بعد مغادرته للمصرى اليوم معاقبا ومحولا للتحقيق فى النقابة، (احتفظ بنسخة من المقال).

وزارت مادلين أولبرايت وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، اليهودية المتحولة للمسيحية، الصهيونية القحة، قاتلة العرب فى فلسطين، والمسلمين فى البوسنة، مقر المصرى اليوم، فى زيارة شهيرة تم الاحتفاء بها، صحيح أنها كانت قد خرجت من الوزارة لكنها لم تخرج من الإدارة الأمريكية ولا شغلها فى الربيع العربى، وكانت زيارتها لمهام دعم كبير للجريدة وأصحابها، ليس ماديا فالمصرى اليوم لايحتاج فلوس وورائه مغارة على بابا، ولكن دعم أمام سلطة الدولة الطامحة للتوريث.

دياب وآخرون كشفنا عنهم فى كتاب يحمل عنوان "الثورة والمؤامرة" وسوف نوالى النشر حيث بدأ موسم التنظيف فى مصر. وصفحة "شرفاء المصرى اليوم" التى بدأت تفضح ممتلكات دياب، وقضاياه، يجب أن تعرف أن دياب وقضاياه أخطر من هذا بكثير، وأن المسألة تتلخص فى سؤال:

كيف يرى دياب وأمثاله الوطن؟ .. هل هو مجرد دكان للربح وتصريف بضائع التوكيلات الأمريكية؟! أم أن للوطن مفهوم آخر؟!.

أضف تعليق

إعلان آراك 2