قال البروفيسور تري فان، الباحث الرئيسي في الدراسة ورئيس مختبر الفحص المجهري داخل الجسم والتعبير الجيني IMAGE والرئيس المشارك لبرنامج علم المناعة الدقيقة في "معهد غارفان"، إن السبب يرجع إلى أن "الأطفال لم يتعرضوا للعديد من الفيروسات، لذا فإن جهاز المناعة لديهم لا يزال"ساذجًا". ولأن الأطفال لا يطورون خلايا الذاكرة التائية، فإنهم معرضون لخطر الإصابة بالمرض مرة أخرى.
ويشير البروفيسور فان إلى أنه مع كل حلقة معدية جديدة مع تقدم الطفل في السن، فإنه يكون هناك خطر من أن تصبح خلاياه التائية "منهكة" وغير فعالة، مثل الخلايا التائية لدى كبار السن، ولهذا السبب يكون من المهم تطعيم الأطفال".
إن جهاز المناعة له وضعان، حيث يكون جهاز المناعة الفطري هو خط الدفاع الأول، ويتألف من حواجز فيزيائية مثل الجلد والأسطح المخاطية التي تمنع الفيروسات من الدخول. ويتكون من خلايا تصنع مواد كيميائية لإرسال إشارات إلى الخلايا الأخرى ودرء الفيروسات. لكن لا يميز الجهاز المناعي الفطري بين نوع أو آخر من الفيروسات.
أما خط الدفاع الثاني فيتكون من الخلايا B وT للجهاز المناعي التكيفي. وتحتوي هذه الخلايا على مستقبلات محددة يمكنها التعرف على أجزاء مختلفة من الفيروس وتمييزها وتوليد استجابة سريعة لتحييدها أو الحد منها
توصل الباحثون إلى جهاز المناعة لدى الأطفال الرضّع يكون مثل "الصفحة البيضاء"، ويحتوي على نسبة أعلى بكثير من الخلايا التائية الساذجة. وبينما ينتقلون خلال مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ ويتعرضون لمزيد من الفيروسات، يتم استبدال الخلايا التائية الساذجة بخلايا الذاكرة التائية القادرة على الاستجابة للفيروسات التي رأوها من قبل.
ويوضح البروفيسور المساعد فيليب بريتون، طبيب الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى الأطفال في ويستميد، إن "أجهزة المناعة لدى الأطفال تنتقل من الاعتماد في الغالب على الجهاز الفطري، إلى الحاجة إلى الجهاز التكيفي كنسخة احتياطية مع تقدمهم في السن وبالتالي يكونون غير قادرين على التخلص من الفيروسات بسرعة"