أوقِف ما لا يقل عن 48 شخصًا للاشتباه بقيامهم بأعمال نهب في ثماني محافظات تضررت جراء الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا الإثنين الماضي، وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية أن المشتبه بهم أوقفوا على ذمة التحقيق في أعمال نهب ارتكبت إثر الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات وخلّف أكثر من 25 ألف قتيل في تركيا وسوريا.
وأوقف 42 من هؤلاء في محافظة هاتاي جنوب البلاد، وفي حوزتهم مبالغ مالية كبيرة وهواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر وأسلحة، إضافة الى حلي وبطاقات مصرفية.
وبحسب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية أمس السبت، بات بإمكان المدعين توقيف الأفراد المتهمين بالنهب لسبعة أيام بدلًا من أربعة، في إطار حال الطوارئ التي أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان الأربعاء في مواجهة الكارثة.
وقال أردوغان خلال زيارته محافظة دياربكر التي ضربها الزلزال "لقد أعلنا حال الطوارئ". وأضاف: "هذا يعني أنه اعتبارًا من الآن، على الضالعين في أعمال نهب او خطف أن يعلموا أن يد الدولة الحازمة ستصل إليهم".
أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، أن عدد المتضررين من جراء الزلزال المدمّر، الذي ضرب تركيا وسوريا هذا الأسبوع، بلغ نحو 26 مليون شخص، محذّرة من تضرّر عشرات المستشفيات.
ومع تخطي حصيلة قتلى الزلزال 25 ألفا، أطلقت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أمس السبت، نداء عاجلًا لجمع 42.8 مليون دولار لمساعدتها في تلبية الاحتياجات الصحية الطارئة والكبرى.
وكانت المنظمة قد حرّرت بالفعل 16 مليون دولار من صندوق الطوارئ التابع لها، وكانت قد أفادت بأن عدد المتضررين من جراء الزلزال بلغ نحو 23 مليون شخص، لكن هذا العدد ارتفع، اليوم السبت، إلى 26 مليونا، يتوزعون على النحو التالي: 15 مليونا في تركيا، و11 مليونا في سوريا، وأكثر من 5 ملايين من هؤلاء يعتبرون من بين الأكثر عرضة للخطر، وبينهم نحو 350 ألف مسن، وأكثر من 1.4 مليون طفل.
وتفيد تقديرات منظمة الصحة العالمية بانهيار أكثر من 4 آلاف مبنى في الزلزال، وبتعرّض نحو 15 مستشفى لأضرار جزئية أو كبيرة.
وفي سوريا حيث النظام الصحي متداع جراء حرب بدأت في العام 2011، تعرّضت 20 منشأة صحية على الأقل في شمال غرب البلاد، بينها أربعة مستشفيات، لأضرار.
ويفاقم هذا الوضع صعوبة تقديم المساعدات لعشرات آلاف الأشخاص الذين أصيبوا في الكارثة.
ومع تدفّق المصابين بصدمات على أقسام الطوارئ، حذّرت منظمة الصحة العالمية من تعطّل حاد لخدمات صحية أساسية.
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن هناك حاجة ماسة لتقديم الرعاية الفورية للمصابين بصدمات، والرعاية التأهيلية لمراحل ما بعد الصدمة، والأدوية الأساسية، والوقاية لمنع تفشي الأمراض والسيطرة عليها وتلقي رعاية صحية ذهنية.
وأشارت الوكالة إلى أن "هدف منظمة الصحة العالمية هو إنقاذ الأرواح بعد الكارثة مباشرة، والتقليل إلى أدنى حد من عواقبها الصحية في نهاية المطاف، بما في ذلك الصحة الذهنية، وإعادة توفير الخدمات الصحية الأساسية سريعا لجميع السكان المتضررين من الزلزال".