الزمن اختلف.. والدنيا اتغيرت، فبعض " نجوم" اليوم ليسوا ممثلين ولا مطربين ولا لاعبى كرة قدم، وإنما أصحاب مواقع ومنصات على وسائل التواصل الاجتماعى.. وبعض هؤلاء المدونين أو صانعى المحتوى يتابعهم على الفيس والأنستجرام ما يزيد عن أربعة مليون مواطن!
والطريف أنهم تخصصوا فى مجالات محددة، فلدينا أحمد الوكيل فى السيارات، ومراد مكرم فى الطعام، وياسمين مراكبى وهادية غالب فى الأزياء، ثم إسلام فوزى ومحمد مولا فى التعامل المصرفى، خاصة فى استخدام بطاقات الدفع المختلفة فى المعاملات الشخصية.
وهذه الظاهرة " نجوم السوشيال ميديا" ليست قاصرة على مصر فقط، فقد بلغ مستخدمو منصات التواصل الاجتماعى على مستوى العالم حوالى أربعة مليارات شخص، وبزيادة 7% سنويا، خاصة بعد أن أصبح الإنترنت متاحا للجميع.
ومن حُسن الحظ أن الجهاز المصرفى المصرى يواكب هذه التطورات أو ما يسمى بالثورة الرقمية وظهور هؤلاء " المؤثرين" ويستخدمهم فى الترويج لنشاطه وإيصال خدماته إلى عملاء جدد، خاصة الشباب الذين يتابعون هؤلاء النجوم الجدد على الإنترنت.
فقد استعان بنك مصر بالمدون المعروف إسلام فوزى – وهو مصرفى - الذى يصل متابعوه على الفيس والأنستجرام إلى أربعة ملايين فى حملاته الإعلامية والإعلانية تحت شعار " خليك ديجيتال مع ملوك الديجيتال – بنك مصر"، وهو ما رفع حجم المشاهدات على قناة اليوتيوب الخاصة بالبنك إلى أكثر من 340 ألف مشاهدة فى شهر واحد، وهو ما فعله أيضا البنك المصرى الخليجى، حيث استعان بالمدون محمد مولا، الذى يظهر فى شكل شخصية نسائية ويتحدث بأسلوب كوميدى ساخر، وكانت النتيجة رفع المشاهدات على قناة البنك على النت إلى حوالى 40 ألف مشاهدة.
والمعنى.. أننا أصبحنا فى عصر " المواطن الرقمى"، خاصة جيل الشباب، ومصر 60% من مواطنيها.. شباب، ولذلك ارتفعت نسبة المصريين الذين يتعاملون ببطاقات الدفع المختلفة فى معاملاتهم اليومية إلى حوالى 75% من عملاء البنوك.
هذه التفاصيل وغيرها حول ظاهرة نجوم السوشيال ميديا وتأثيرهم الاجتماعى والاقتصادى تجدها فى كتاب جديد للإعلامية جيرمين عامر، رئيس قطاع الاتصالات بالمصرف المتحد، وكريمة صديق العمر، وشيخ الصحفيين الاقتصاديين حسن عامر، وقد دعتنى مشكورة لحضور حفل توقيع الكتاب بمعرض القاهرة الدولى.. وكتابها لا يتجاوز 110 صفحات من القطع الصغير، ولكنه ممتع فى قراءته، وجديد فى موضوعه، وهو أمر متوقع من إعلامية متخصصة وحاصلة على ماجستير فى الإعلام والاتصال الجماهيرى من جامعة سانت موريس بإنجلترا.