صناعة توازنات فى العلاقات الخارجية وعدم الانخراط فى الصراعات الإقليمية والدولية وتسخير تلك العلاقات لخدمة مصالح الداخل مهمة صعبة تحتاج إلي احترافية من صانع القرار السياسي، بينما الحفاظ على التوازنات الخارجية للدولة فى ظل نظام دولي متأرجح من تحت أمواج صراعات عاتية هو أمر أصعب وفى حاجة إلي وعي جمعي يدعم ويساند النمط الدبلوماسي المتزن للدولة والذي يدعم استقرارها.
مصر صنعت علاقات خارجية بعد عام ٢٠١٤ تتمتع بالاتزان التام والحياد الإيجابي الذي يدعم مسارات السلام والتنمية ولا ينخرط فى تغذية الصراعات، واستندت القاهرة علي دوائر علاقتها العربية والإفريقية والشرق متوسطية وهي تصوب بوصلتها الدبلوماسية نحو الطريق الصحيح، ما تتطلب نمط عمل غير تقليدي كانت الدبلوماسية الرئاسية أحد مرتكزاته الأساسية التي صنعت انفتاحا وتنوعا غير مسبوق فى علاقات مصر الخارجية التي تتمتع بالانضباط والرشد وتتحرك وفق ثوابت واضحة داعمة للاستقرار الدولي والإقليمي والبحث وتحقيق مصلحة الداخل المصري، منهجية مصرية شريفة وضعت القاهرة فى المنطقة الآمنة فى ظل عالم تشهد كافة نقاطه الجغرافية توترات واضطرابات، والبقاء فى تلك المنطقة الآمنة يحتاج ايضا إلى وعى شعبى بأهمية الحفاظ على جودة العلاقات الخارجية المصرية مع كافة الدول الشقيقة والصديقة وعدم الانخراط وراء مهاترات العالم الافتراضي وإدراك أن المحافظة على هذا المنجز والمكتسب المهم على صعيد علاقات مصر الخارجية أصبح الآن مسئولة مجتمعية، والمواطن شريك أساسي بها سواء على صعيد عدم الاستجابة للشائعات والفتن أو عبر الإدراك التام بطبيعة الصراع الدولي وتبعاته السلبية على كافة الدول، وهذا لتبقى مصر متزنة مستقرة فى ظل هذا العالم المتأرجح.