مع نسمات الفجر الباردة تتلألأ في المزارع مثل الذهب.. حبات الفراولة المنتشرة هي بشرى للأهالي بمحصول العام من الذهب الأحمر هكذا وصف مزارعو محصول الفراولة في حقول القليوبية، الذي يعتبر مصدر الدخل الأول لعدد كبير من قرى مركزي شبين القناطر و طوخ بالمحافظة، كما يتم استقبال عمالة يومية من المحافظات المجاورة للعمل على مدار العام بالمحصول الاستراتيجي، لتعم فرحة كبيرة ببدء الحصاد، حيث يتم خلال الشهور الثلاث الأولى تصدير المنتج الذهبي لدول أوروبا والخليج العربي.
وتساهم محافظة القليوبية بأكبر نسبة إنتاج للمحصول على مستوى الجمهورية، وتشتهر قرى مركز طوخ بالإنتاج، كما أن هذه القرى لا تعاني من البطالة، حيث تتطلب الفراولة عمالة كثيفة بداية من الزراعة وحتى موسم الحصاد.
في البداية، يقول محمد النواوي، أحد مزارعي الفراولة بقرية طوخ، إن موسم زراعة أنواع الفراولة المختلفة يبدأ في أكتوبر من كل عام.
وأضاف أن التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد حاليًا من البرودة والحرارة المتضاربة والشبورة، تؤثر سلبًا على الإنتاجية، لكن يتم العمل على تفاديها بأقصى درجة حتى نستطيع الحفاظ على جودة المحصول بهدف القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
ولفت إلى أنه بالرغم من ارتفاع تكلفة زراعة الفدان الواحد، إلا أنها تعتبر مصدر دخل للكثير من أبناء القرية طوال فترة الزراعة حتى الحصاد، لتكون السبب الرئيسي في القضاء على البطالة بالقرية.
وأشار المزارع، محمد النواوي إلى أن قرية طوخ تشتهر بزراعة الفراولة؛ لخصوبة أرضها، حيث تتم زراعة أجود وأفضل أنواع الفراولة على مستوى العالم، وأن الفراولة المزروعة بالقرية لا تتوفر في مكان آخر، مؤكدًا أن هناك أنواعا عديدة للفراولة، منها « فورتونا فستيفال- فلوريدا- فريجو- فريش- صن سيشن» وغيرها.
كما أوضح المزارع محمد النواوي أن زراعة الفراولة تتم بنظام الشتلات، ويتم شراؤها من المحال الخارجية، حيث لا تتوافر في الجمعيات الزراعية، بالإضافة إلى أن الري مكلف، لأنه يعتمد على أجهزة مخصصة لتحليل المياه ودرجة الملوحة، لافتًا إلى أن المزارعين يواجهون مشكلات، منها ارتفاع تكلفة زراعة الفدان، بما لا يتناسب مع ثمن الشراء للشتلات، فأعمال خدمة الأرض بداية من الإيجار الذي يصل إلى 20 ألف جنيه سنويًا، ثم تجهيز الأرض قبل الزراعة عبر التسميد الطبيعي، مع وضع ملح السلوفات والسوبر والكبريت، وتخطيط الأرض، لا تتناسب مع ثمن بيع المحصول.
وأكد الدكتور أحمد أبو اليزيد، الخبير الزراعي بجامعة عين شمس أنه تم توريد صادرات من الفراولة الطازجة، بحوالي أكثر من الـ100 مليون دولار في 2021، وتحجز مصر لنفسها مكانا في قائمة أهم 10 دول تصدر الفراولة في العالم بحسب منصة Tridge، مشيرا إلى أن مصر من الدول، التي تحتل فيها زراعة الفراولة مساحات كبيرة.
ولفت أبو اليزيد إلى أن وزارة الزراعة تسعى للوقوف بجانب المزارع من خلال تقديم كل وسائل الدعم له على اختلاف أشكالها من تدريب وتوفير أسمدة ومبيدات، إلى جانب المتابعة المستمرة معه، للتعرف على مشاكله، كما يتم عقد دورات؛ لتدريب مزارعي الفراولة للدخول في منظومة التكويد والتصدير.
وأضاف أن الإنتاج المحلي يكفي الاستهلاك المحلى، ويتم تصدير الفائض، إذ إن مصر تحتل المركز الأول عالميًا في تصدير الفراولة المجمدة، كما تصدر سنويًا 4 ملايين شتلة فراولة».
وتقول خبيرة الاتيكيت أمينة شلباية إن الفراولة ارتبطت عند العديد من المصريين بأغاني الحب، والرشاقة، والذهب الأحمر، وفى شهر فبراير من كل عام يبدأ موسم حصاد الفراولة.....
ومن ناحية أخرى، أوضح نقيب الصيادلة هشام شوقي مسعود أن هناك استخدامات أخرى للفراولة بخلاف الأطعمة والعصائر، موضحا أن لها دورا مهما ورئيسيا في صناعة مستحضرات التجميل، حيث تستخدم في تبييض الأسنان، التخلص من حب الشباب، معالجة انتفاخ الجفون وتوهج الوجه.