كشفت دار الإفتاء المصرية عن حكم قراءة سورة الفاتحة، بنية شفاء المرضى، وقضاء الحوائج.
وقالت الإفتاء، على موقعها الإلكترونى عبر الإنترنت: " سورة الفاتحة هى خير سور القرآن الكريم وأعظمها، وقد تكاثرت النصوص الدالة على فضائل هذه السورة العظيمة، وقراءتها بنية شفاء المرضى و قضاء الحوائج أمرٌ جائزٌ شرعًا، وهذا ما جرى عليه عمل الأمة سلفًا وخلفًا، ولا عبرة بتلك الأقوال التى تُضيِّقُ على الناس ما وسَّعه الشرع الشريف".
وأضافت: "قراءة هذه السورة العظيمة "سورة الفاتحة" فى استفتاح الدعاء واختتامه أو فى بداية مجالس الصلح أو غير ذلك من مهمات الناس هو أمرٌ مشروع بعموم الأدلة الدالة على استحباب قراءة القرآن من جهة، وبالأدلة الشرعية المتكاثرة التى تدل على خصوصية الفاتحة فى إنجاح المقاصد و قضاء الحوائج وتيسير الأمور من جهة أخرى".
وتابعت دار الإفتاء: " وأما عن قراءة هذه السورة بخصوصها لإنجاح المقاصد و قضاء الحوائج وشفاء المرضى وتيسير الأمور وإجابة الدعاء؛ فقد دلت النصوص الشرعية على أن فيها من الخصوصية ما ليس فى غيرها؛ يقول الله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِى وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ".
والنبى صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.. هِى السَّبْعُ المَثَانِى، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِى أُوتِيتُهُ".. رواه الإمام البخارى فى "صحيحه" من حديث أبى سعيد بن المُعَلَّى رضى الله عنه.
وعن عُبادة بن الصامت رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا بِعِوَضٍ" رواه الدارقطنى فى "السنن"، والحاكم فى "المستدرك"، والبيهقى فى "القراءة خلف الإمام"، وقال الحاكم: "رواة هذا الحديث أكثرهم أئمة، وكلهم ثقات على شرطهما". وهذا الحديث وإن كان يُستدَل به على وجوب قراءة الفاتحة فى الصلاة، إلّا أنه يدل بعموم لفظه على خصوصية الفاتحة عن غيرها من سور القرآن الكريم.
واختتمت الإفتاء: "لأن سورة الفاتحة مخصوصة فى إنجاح المقاصد وشفاء المرضى جعلها سيدُنا أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه رقية يرقى بها دون أن يبتدئه النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالإذن أو التعليم بأن يعهد إليه بشيء فى خصوص الرقية بها وقراءتها على المرضى، فلما أخبر النبى صلى الله عليه وآله وسلم بما فعل لم يُنكِر عليه ولم يجعل ما فعله مِن قَبِيل البدعة، بل استحسنه وصوَّبه وقال له: "وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ" متفق عليه، وفى "صحيح البخارى" أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال لهم: "قَدْ أَصَبْتُمْ".