تفاصيل أزمة صلاح.. من البداية حتى تَدّخل الرئيس السيسي لحلها
تفاصيل أزمة صلاح.. من البداية حتى تَدّخل الرئيس السيسي لحلها
عمرو عادل
اندلعت خلال الأسابيع القليلة الماضية أزمة كبرى بين الاتحاد المصري لكرة القدم ونجم نادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، بشأن حقوق العلامة التجارية الخاصة باللاعب، ووصلت إلى ذروتها بعد اتهام صلاح لمسئولي الاتحاد بالتعامل بشكل غير لائق، قائلا: "بكل أسف طريقة التعامل فيها إهانة كبيرة جدا.. كنت اتمنى التعامل يكون بطريقة أرقى من ذلك".
"بداية الأزمة"
بدأت الأزمة بين اللاعب الأبرز في السنوات الأخيرة في مصر، مع إعلان الاتحاد المصري عن الطائرة المخصصة لنقل المنتخب خلال فعاليات كأس العالم في روسيا بوضع صورة "صلاح" منفردا بجوار شعار شركة "we" للاتصالات، بالمخالفة لحقوق العلامة التجارية الخاصة باللاعب.
واستمرت شركة الاتصالات بوضع صورة صلاح بجانب شعارها، بدون التعاقد مع شركة MS Commercial LTD المختصة بإدارة الحقوق التسويقية للصورة، حيث يشارك "صلاح" في إعلان لشبكة محمول منافسة مما يمثل أزمة كبيرة للاعب، إضافة إلى وضع صورته أيضا على إعلان للشوكولاتة بدون إذن.
وزادت حدة الأزمة مع ظهور صورة محمد صلاح على إعلان "أنت أقوى من المخدرات" خلال مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في بطولة الدوري المصري، حيث تعاقد صلاح على إعلان وحيد ولكن الشركة قامت بعمل حملتين جديدتين.
وبحسب وكيل اللاعب رامي عباس فإنه حاول التواصل مع الاتحاد المصري لكرة القدم بشأن الأزمة، منذ البداية وتحديدا في 2 أبريل الجاري إلا أنه لم يتم الرد على الإيميلات من قبل الاتحاد.
التفاصيل السابقة، دفعت وكيل اللاعب للتغريد عبر حسابه في موقع "تويتر"، قائلا: "لدينا أزمة كبيرة جداً مع الاتحاد المصري لكرة القدم"، مكتفيا بتلك الكلمات، من دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.
"عقود الرعاية"
وذكرت تقارير صحفية أن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هاني أبو ريدة، قد اتفق مسبقا مع صلاح في معسكر منتخب مصر الأخير بسويسرا، على عدم المساس بحقوقه الخاصة ووقع الفرعون المصري على قمصان الشركة الراعية للاتحاد لتسويقها، وهو ما تناقض مع تصميم الطائرة الذي تم الإعلان عنه.
وأوضحت التقارير أن العقد المبرم بين اتحاد الكرة المصري مع شركة "برزنتيشن" التي لها الحقوق الإعلانية مع لاعبي المنتخب المصري ومنهم محمد صلاح، يعطيها الحق في استخدام صور اللاعبين في أي منتج إعلاني من دون التوقيع معهم ومن دون حد أقصى أو أدنى.
وكشف مصدر بالاتحاد المصري لكرة القدم عن تفاصيل الخطاب الذي أرسله إلى رامي عباس 2 أبريل، ردا على أزمة استغلال صورته في إعلانات تجارية.
وقال المصدر: "خطاب اتحاد الكرة كان بتاريخ يوم 2 أبريل ردا على الخطاب الذي أرسله الوكيل للاتحاد قبلها بيوم واحد"، متابعا: "هذا الخطاب يفند إدعاءات الوكيل الذي أكد أكثر من مرة أنه خاطب اتحاد الكرة المصري ولم يجد أي ردود".
وأكمل: "الاتحاد قال في خطابه للوكيل إن مراسلاته مع الجبلاية تفتقد لأبسط قواعد لياقة التخاطب، وأنه لم يخالف أي لوائح دولية بشأن استخدام صور محمد صلاح والحقوق التجارية الخاصة بقميص المنتخب وأنه عازم على مواصلة استخدام حقوقه لتنمية موارده من أجل تطوير كرة القدم وصناعة أبطال آخرين مثل محمد صلاح".
"تفاقم الأزمة"
واستمرت المناوشات بين اتحاد الكرة ووكيل رامي عباس، الأمر الذي دفع صلاح إلى إعلان تأييده الكامل لوكيله.
وبقى الاتحاد المصري متجاهلا الأزمة، سوى من خلال التواصل الودي مع اللاعب، ولم يعلق بشكل رسمي على الأزمة، وهو ما رفضه وكيل اللاعب الذي أكد أن صلاح لن يرد على أي اتصالات مع مسؤولي الاتحاد، وأنه لن تحل الأزمة بشكل ودي.
وأعرب عباس عبر حسابه على موقع تويتر عن غضبه من تجاهل الاتحاد الرد عليه قائلا، أمس: "تاريخ آخر تواصل مع اتحاد الكرة المصري كان من يوم 20 ابريل، ومر 7 أيام دون أي رد".
وأضاف: "لم يتم التواصل معنا للبحث عن حل، لا يوجد أي رد فعل، صمت رهيب.. ما هي الخطة؟.. مازلنا نرى المزيد من الإعلانات التي تحمل صورة صلاح ونحن لم نوافق عليها، ما هو التأثير الذي من الممكن أن يحدثه هذا الأمر؟ هل سيكون تأثير جيد؟ ، على أي حال، التوقيت هو المهم، فهم يبدو أنهم غير مهتمين تماما".
وأكمل في تدوينة أخرى: "لا يبدو أنهم مهتمون، لا يبدو أنهم يبالون".
ولجأ وكيل أعمال اللاعب إلى وزير الشباب والرياضة المصري من أجل حل الأزمة بعد التجاهل المستمر من الاتحاد.
"انفجار صلاح"
وأعلن صلاح، عن غضبه من طريقة تعامل الاتحاد المصري لكرة القدم مع الأزمة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، قائلا: "بكل أسف طريقة التعامل بها إهانة كبيرة جدًا.. كنت أتمنى التعامل يكون أرقى من ذلك".
وبعد تغريدة الدولي المصري، أعلن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عن دعمهم للاعب ليفربول، مطالبين الاتحاد المصري بالتعامل باحترافية مع أهم عناصر المنتخب الوطني، وعدم افتعال أزمات معه.
وأثني رامي عباس علي دعم الجماهير المصرية، قائلاً: "في وسط هذه الفوضي، أود أن أقول أن دعم الجماهير كان لايصدق وساحقاً، نحن نقدر ذلك، شكراً".
"تدخل الوزير"
وتعهد خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة بحل الخلاف الدائر حاليا بين محمد صلاح والاتحاد المصري لكرة القدم، بعد مطالبة "عباس" له بالتدخل.
وقال خالد عبد العزيز في تصريحات صحفية، اليوم الأحد: "أقوم حاليا بوساطة بين اتحاد الكرة ومحمد صلاح حول الخلاف الدائر بينهما في الفترة الحالية، واتعهد بإنهاء المشكلة وحلها لغلق هذا الملف تماما".
وأكمل: "اقتربنا بالفعل من التوصل إلى حل لهذه المشكلة، وستكون كل الأمور على خير بإذن الله".