أكد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، على موقف مصر الثابت، الداعم للاستقرار العربي والإقليمي والحفاظ على (مفهوم الدولة)، وصون وحماية المؤسسات الوطنية باعتبارها من المقومات الأساسية لتماسك المجتمعات والدول كما يفرض الواقع أهمية تفعيل الإستراتيجية العربية المطورة لمكافحة الإرهاب التي أعدتها الأمانة العامة للمجلس بمشاركة ممثلي وزارات الداخلية العربية ومواصلة اجتماعات الخبراء العرب المعنيين بمكافحة الإرهاب لتبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية وتحليلها كآليات تنسيقية عربية ضرورية لمواجهة تلك التحديات.
وأضاف وزير الداخلية- في كلمته- على هامش مشاركته بمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقد حاليًا بتونس، أن مخاطر الجريمة المنظمة تتزايد بأنماطها المختلفة وتداعياتها على الأمن العربي في ضوء تصاعد محاولات إغراق دولنا بالمواد المخدرة والأنشطة الإجرامية المتعلقة بتهريب الأسلحة، والذخائر ودورها في إزكاء الصراعات المسلحة بالمنطقة إضافة إلى عمليات الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر بما يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي.
وجاءت نص كلمته كالآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالى السيد توفيق شرف الدين وزير داخلية الجمهورية التونسية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير داخلية المملكة العربية السعودية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب معالى السيد زياد هب الريح - وزير داخلية دولة فلسطين رئيس الدورة الأربعون للمجلس معالى السيد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية معالى الدكتور محمد بن على كومان أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب.
السادة الحضور
- يشرفني في مستهل كلمتي .. أن أنقل لحضراتكم تحيات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي .. رئيس جمهورية مصر العربية وتمنياته بأن يكلل المولى عز وجل اجتماع مجلسكم الموقر بالنجاح لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار ببلادنا العربية.
وأود أن أتوجه ببالغ الشكر وعظيم التقدير لفخامة الرئيس قيس سعيد .. وللحكومة والشعب التونسي على حفاوة الاستقبال والترحيب وأؤكد على إيجابية ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم مصر ل تونس فى مسارها الإصلاحي بقيادة فخامة رئيس الجمهورية راجيا لسيادته التوفيق والسداد.
أصحاب السمو والمعالى والسعادة .. السيدات والسادة:
يأتي اجتماعنا اليوم.. لمواصلة تفعيل أطر التعاون العربي وسط تحديات وأزمات سياسية واقتصادية متتالية يشهدها العالم مما يفرض أكثر من أي وقت مضى .. أهمية توحيد المواقف والرؤى تأسيسا على القواسم التي تجمعنا وتحقيقا لتطلعات المستقبل المشترك ويرسخ يقيننا بأهمية تطوير آفاق التكامل العربي والاستباق الأمني في مواجهة كافة التحديات التي تستهدف شعوبنا ومقدراتنا.
ولقد أثبتت الحقائق والأحداث .. أن التعامل مع التحديات المتسارعة يتطلب تكريس الجهود المشتركة ومواصلة تطوير الخطط الأمنية العربية وتبادل المعلومات والخبرات من أجل تعزيز آليات التصدي الحاسم لمختلف أنواع وأشكال الظواهر الإجرامية التي تهدد أمن واستقرار مجتمعاتنا .
السادة الحضور:
تتنامى التحديات الأمنية التي يواجهها عالمنا العربي.. في ضوء ما تشهده منطقتنا من أوضاع داخلية غير مستقرة تنعكس على استقرار الأمن الإقليمي ويأتي فى مقدمتها آفة الإرهاب والأفكار المتطرفة ومخططات نشر الشائعات والفوضى ومحاولات التنظيمات الإرهابية استعادة توازنها واستغلال التطبيقات الإلكترونية للترويج لأفكارها المتطرفة واستقطاب عناصر جديدة وتدريبهم لتنفيذ العمليات الإرهابية بأسلوب ما يسمى بالذئاب المنفردة.
وتؤكد مصر على موقفها الثابت.. الداعم للاستقرار العربي والإقليمي والحفاظ على (مفهوم الدولة) وصون وحماية المؤسسات الوطنية باعتبارها من المقومات الأساسية لتماسك المجتمعات والدول كما يفرض الواقع أهمية تفعيل الإستراتيجية العربية المطورة لمكافحة الإرهاب التي أعدتها الأمانة العامة للمجلس بمشاركة ممثلي وزارات الداخلية العربية ومواصلة اجتماعات الخبراء العرب المعنيين بمكافحة الإرهاب لتبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية وتحليلها كآليات تنسيقية عربية ضرورية لمواجهة تلك التحديات.
- وعلى جانب آخر.. تتزايد مخاطر الجريمة المنظمة بأنماطها المختلفة وتداعياتها على الأمن العربى فى ضوء تصاعد محاولات إغراق دولنا بالمواد المخدرة والأنشطة الإجرامية المتعلقة بتهريب الأسلحة والذخائر ودورها فى إزكاء الصراعات المسلحة بالمنطقة إضافة إلى عمليات الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر بما يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي.
وهنا تتعاظم ضرورة الاستمرار فى تعزيز جهودنا المشتركة.. لمواجهة أنشطة عصابات الجريمة المنظمة بكافة صورها من خلال تبادل المعلومات والخبرات الميدانية بما يتيح توجيه الضربات الاستباقية لعناصرها وإجهاض مخططاتها.
- وفى ضوء ما يشهده العالم من حراكا قويا فى مجال أمن المعلومات.. تبرز أهمية مواصلة التعاون العربى فى مواجهة التهديدات السيبرانية والتصدي للاستغلال غير المشروع لشبكة الإنترنت والحيلولة دون توظيفها من جانب العناصر والعصابات الإجرامية لصالح أنشطتها وتحركاتها وكذا التصدى الحاسم للظواهر الإجرامية المستحدثة التى تعتمد على التكنولوجيا الحديثة .
- وقد أولت وزارة الداخلية إهتماما كبيرا بمجال الأمن السيبرانى.. وسارعت باتخاذ العديد من التدابير والإجراءات التي ساهمت في استكمال الخطوات الطموحة للدولة المصرية في برامج التحول الرقمي.. وترحب الوزارة بالتعاون المشترك لتبادل الخبرات وثقل المهارات فى هذا المجال الأمنى الهام والذى أصبح أحد الأدوات الرئيسية للجريمة بشتى أنواعها.
- وإدراكا بأن الأحداث المتلاحقة والمخاطر المتنوعة الناتجة عن المتغيرات المناخية.. تتطلب من رجل الأمن مواصلة الإرتقاء بقدراته وتنمية مهاراته فقد قامت الوزارة باستحداث برنامج تدريبى متكامل فى تخصص الحماية المدنية ويسعدها مشاركتها أشقائها العرب فى هذا البرنامج وبحث آليات تطويره عبر الاستفادة بالخبرات العربية المتميزة خاصة فى مجال الإنقاذ.
الجمع الكريم :
تستكمل وزارة الداخلية خطتها للارتقاء بمعايير حقوق الإنسان بالمؤسسات العقابية التى تعتمد على الإحلال التدريجي للسجون التقليدية بمراكز إصلاح وتأهيل متطورة ومجهزة وفقا لأعلى المعايير والمقاييس الدولية وقد أكدت مؤشرات نتائج التجربة عقب مرور ما يزيد عن عام من إطلاقها نجاح البرامج المطبقة فى إعادة صياغة شخصية المحكوم عليهم سلوكيا ومهنيا بما ساهم فى دمجهم بالمجتمع كأفراد صالحين وترحب الوزارة باستقبال المتخصصين بدولنا العربية الشقيقة للاطلاع على نتائج تلك التجربة وتبادل الخبرات حول السياسات العقابية والتى أصبحت أحد محاور الاهتمام الدولي بمجال حقوق الإنسان .
السادة الحضور:
تحرص وزارة الداخلية المصرية.. على تفعيل التعاون الأمني العربي على المستوى الثنائي وعبر آليات مجلس وزراء الداخلية العرب حيث واصلت جهودها بالتعاون مع المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام بالقاهرة بتنظيم الدورة الثانية فى مجال تنمية مهارات العاملين بمجال الإعلام الأمني بوزارات الداخلية العربية ومن المقرر تنظيم ورشة عمل افتراضية خلال شهر مايو القادم حول (الدور المجتمعي لأجهزة الشرطة العربية وأثره فى دعم الصورة الذهنية تجاه رجل الشرطة) .
- كما استضافت الوزارة المؤتمر الثامن .. للمسئولين عن حقوق الإنسان بوزارات الداخلية العربية وتعتزم استضافة نسخته التاسعة خلال شهر سبتمبر القادم كذا إطلاق النسخة الثانية للمسابقة البحثية للكوادر العربية الشرطية فى مجال حقوق الإنسان لعام 2023 والمساهمة فى تنظيم ورشة عمل حول تطوير السياسة العقابية وفقا للمعايير الدولية الحقوقية.
- وعلى صعيد تعزيز أطر التعاون التدريبي وتقريب الفكر الأمني العربي قدمت الوزارة.. 90 منحة دراسية للكوادر العربية الشرطية بكليتي الشرطة والدراسات العليا خلال العام الدراسي الحالي وتجدد الوزارة ترحيبها بإتاحة معاهدها التدريبية المتخصصة لأشقائها من الكوادر الشرطية العربية.
أصحاب السمو والمعالى والسعادة .. السيدات والسادة
- أود فى نهاية كلمتى أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكى الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير داخلية المملكة العربية السعودية الرئيس الفخرى لمجلسنا الموقر على الدعم المتواصل للمجلس والحرص على نجاح دوراته المتعاقبة.
- وأتوجه بالتحية لمعالى السيد حمود بن فيصل البوسعيدى - وزير داخلية سلطنة عمان للجهود الكبيرة التى بذلها خلال رئاسته للدورة
التاسعة والثلاثين للمجلس.. وأعرب عن خالص تمنياتى لمعالى السيد زياد هب الريح - وزير داخلية دولة فلسطين داعيا الله عز وجل - أن يوفقه فى رئاسته لدورة المجلس الجديدة.
- والشكر موصول للأمانة العامة للمجلس والسيد الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام على الجهود الحكيمة لتنفيذ خطط عمل المجلس بما يساهم فى تعزيز التعاون العربى.
وختاما أسأل الله العلى القدير أن يسدد جهودنا لما فيه خير أمتنا العربية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،