النووي وحقوق المرأة

النووي وحقوق المرأةحسين خيري

الرأى14-3-2023 | 22:06

كل ما يأتي من الغرب مسلّمات واجبة التنفيذ، والذي يعارض أحد بنودها، تطبق عليه العقوبات، وهو ما حدث مع 6 دول، فرض عليها الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات لارتكابها انتهاكات تجاه حقوق المرأة، وكان على رأسهم روسيا وأفغانستان وسوريا، وقد نصب نفسه حامي حمى المرأة من أن تختل إحدى كفتي ميزان المساواة بينها وبين الرجل، وغض الطرف عن هيمنة رجال أوروبا على المناصب فى أجهزة الدولة.
تعكس المجالس التنفيذية للشركات فى فنلندا واقع استحواذ الرجال عليها، وقد يخترق صفوفهم تولي امرأة واحدة منصبا فى إدارتها، وليس فنلندا وحدها فأغلب دول الاتحاد الأوروبي لا يطبق نظام الحصص بين المرأة والرجل داخل منظومة العمل، وهولندا وإسبانيا يغيب عنهما تماما الالتزام بهذا الشرط، وتوضح هذه الدول بصورة أخرى أن الرجال أقدر من النساء على أداء العمل بكفاءة، ولنزيد من البيت شعرا فإن الحكومة التشيكية تتكون من
14 وزيرا بينهم وزيرتان فقط.
ولا يقتصر الأمر على ذلك فما زالت انتهاكات حقوق المساواة بين الجنسين مستمرة داخل الاتحاد الأوروبي، وحسب عدة إحصائيات أممية فالمرأة تتقاضى أقل من الرجل فى أغلب دول الاتحاد، وإذا انتقلنا إلى أستراليا ذات الطابع الأوروبي فعلى المرأة أن تعمل شهرين إضافيين لكي تحصل على نفس أجر الرجال.
وفى إحصائية أخرى لهيئة الأمم المتحدة تكشف عن حصول النساء على 77 سنتا مقابل كل دولار أمريكي يكتسبه الرجل من ذات العمل، ومن جهة أخرى يرصد تقرير منظمة العمل الدولية فى عام 2020 فجوة فى الأجر بين الجنسين، ومثال على ذلك فى كوريا الجنوبية وإيطاليا تتخطى أجور الرجال راتب النساء بنسبة
30% وفى مكان عمل واحد.
وبرغم أن فرنسا تحتل المرتبة السابعة فى قائمة الاقتصاديات العالمية تفشل حكوماتها فى السيطرة على جرائم قتل النساء، وأنها تشهد ارتفاعا مطردا نحو قضايا العنف ضد النساء، وتقول "فرانس برس" إن عدد قتلى النساء ارتفع 20% فى عام 2021 عن العام السابق، وما يدعو للحيرة أن أكثر من 80% من حصيلة جرائم العنف ضد النساء فى فرنسا تمثل جريمة قتل عمد، وأن القتل لم يحدث مصادفة بل وقع أثناء العنف، ووصفها الرئيس ماكرون بأنها عار على فرنسا.
وتسجل الإحصائيات الأمنية بالأتحاد الأوروبي وقوع 16 ألف حالة اعتداء فى حق النساء نتيجة العنف الأسري، وبعد أيام يعلن الاتحاد عن تنفيذ حزمة عقوبات على من يجرؤ فى إخلال مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، وذلك فى إحياء ذكرى اليوم العالمي للمرأة، وكذلك
لا يختلف الأمر لديه فى أحقيته بامتلاك السلاح النووي، وتطبق جميع العقوبات على من تحدثه نفسه فى امتلاكه، ولكن تبقى حقيقة أن المرأة فى بلاد كثيرة تعاني الأمرين فى الحصول على إنسانيتها.. فرحمة بالقوارير.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2