توافد من جديد آلاف من المتظاهرين على ميدان "الكونكورد" في قلب العاصمة الفرنسية باريس أمام البرلمان، وقُدرعددهم بالستة آلاف وفقا للشرطة الفرنسية احتجاجا على استخدام المادة 49.3 من الدستور والتي تتيح للحكومة تمرير مشروع قانون إصلاح نظام التقاعد دون تصويت برلماني.
واندلعت اشتباكات بين بعض المتظاهرين وأفراد الشرطة التي على إثرها قامت بتوقيف 12 شخصا حتى الآن. حيث قام المتظاهرون والذين تجمعوا بشكل عفوي لليوم الثاني على التوالي في ميدان "الكونكورد"، بإشعال النيران وإطلاق قذائف الهاون باتجاه الشرطة التي بدورها قامت بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وتصاعد التوتر في ميدان "الكونكورد" في باريس وشهد حالة من الكر والفر بين المحتجين وقوات الأمن التي تمكنت من السيطرة على الوضع وانتشرت في الميدان وفرضت طوقا امنيا.
في غضون ذلك، تقدمت أحزاب المعارضة، في وقت لاحق اليوم الجمعة، باقتراح وقع عليه 91 نائبا و 5 مجموعات سياسية لسحب الثقة من الحكومة بقيادة رئيسة الوزراء إليزابيث بورن والتي أعلنت بالأمس أمام نواب الجمعية الوطنية بلجوء الحكومة إلى المادة 49.3 من الدستور لتمرير مشروع إصلاح نظام التقاعد دون تصويت وهو المشروع الذي ينص على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما بحلول 2030 والذي أثار موجة غضب عارمة طوال الشهور الماضية. وجاء اعلان أمس ليؤجج غضب الشارع.
وتكررت مشاهد مماثلة في العديد من المدن الأخرى الفرنسية، من "رين" و"نانت" في غرب فرنسا إلى مدينة مارسيليا في الجنوب.
وقال وزير الداخلية الفرنسي إن 310 أشخاص تم توقيفهم بالأمس، من بينهم 258 في باريس.