شهدت مجددا شوارع العاصمة الفرنسية باريس مسيرات ليلية شارك فيها عدد من الفرنسيين احتجاجا على اعتماد الجمعية الوطنية (الغرفة الأدنى بالبرلمان الفرنسي) مشروع إصلاح نظام التقاعد الذي أثار موجة غضب عارمة في البلاد منذ عدة شهور.
وندد المتظاهرون بقرار تبني مشروع اصلاح نظام التقاعد بشكل نهائي ورددوا هتافات مناهضة له كما قاموا بإضرام النيران في حاويات القمامة المتراكمة في الشوارع تعبيرا عن غضبهم, لكن ما لبث أن وصل رجال الاطفاء على الفور لإخماد الحريق.
وحدثت مناوشات متقطعة بين أفراد الأمن وبعض المتظاهرين على إثرها تم القبض على 101 شخص حتى الان, حسبما أعلنت الشرطة.
وتسود حالة من التوتر شوارع باريس بينما يواصل معارضو إصلاح نظام التقاعد التعبير عن غضبهم بعد تفعيل المادة 49.3 من الدستور والتي تتيح تمرير المشروع دون تصويت برلماني. وتستمر التجمعات في العديد من المناطق في باريس, وبشكل عفوي ودون الحصول على إذن مسبق من مديرية أمن العاصمة للسماح بالتظاهرة.
وجاب المتظاهرون شوارع باريس ليلا عقب رفض الجمعية الوطنية المذكرتين اللتين تقدم بهما حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف ومجموعة "ليوت" المستقلة لحجب الثقة عن الحكومة, وبناء عليه تم اعتماد مشروع إصلاح نظام التقاعد بشكل نهائي, على الرغم من موجة الغضب التي تشهدها البلاد ضده.
وحصل اليمين المتطرف على 94 صوتا فقط من أصل 287 صوتا ضروريا لحجب الثقة عن الحكومة وإسقاطها. كما فشلت مجموعة "ليوت" في جمع العدد المطلوب, حيث جمعت 278 صوتا.
وجدير بالذكر أنه كان يجب أن تصوت الأكثرية المطلقة في الجمعية الوطنية على اقتراح لحجب الثقة; أي 287 صوتا, لكن لم تجمع المذكرتين هذا العدد المطلوب وبناء عليه تم تبني المشروع نهائيا.
وأثار مشروع القانون الذي ينص على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما بحلول 2030, موجة غضب عارمة ونزل الملايين إلى الشارع احتجاجا عليه, كما شهدت البلاد العديد من الاضرابات في قطاعات حيوية من بينها النقل والتعليم والنفط والطاقة.