الجامع الأزهر: هناك علاقة وثيقة بين رمضان والقرآن لا يشعر بها إلا أهل الإيمان

الجامع الأزهر: هناك علاقة وثيقة بين رمضان والقرآن لا يشعر بها إلا أهل الإيمانملتقى شبهات وردود

الدين والحياة22-3-2023 | 04:32

عُقِدَ ملتقى "شبهات وردود" بـ الجامع الأزهر الشريف، أمس الثلاثاء، تحت عنوان "مكانة شهر الصيام في قلوب المسلمين"، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وأكد د.يسري جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، أن هناك حكمة بالغة وعلاقة وثيقة بين نزول القرآن وبين شهر رمضان الذي نزل فيه القرآن، تلك العلاقة لا يشعر بها إلا أهل الإيمان وحملة القرآن، حيث يجد المسلم في نفسه أنسا لا يجده في غير القرآن وخصوصا في شهر الصيام، ويجد لذة في تدبر آياته وفي التأمل في أحكامه وقصصه وأخباره، وما كان نزوله في شهر رمضان، إلا تأكيدا على أنه شهر القرآن، كما قال الله ﷻ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).

وبين د.جعفر، أن قراءة القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل لا تكون بكثرة القراءات أو تعدد الختمات؛ بل تكون العبرة بتدبر آياته والوقوف على مُحكمه، فمثلا في تدبر قوله تعالى(فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ )، فليس المراد من الصيام الامتناع عن الأكل والشرب فقط، بل يكون بالامتناع عن كل ما يغضب المولى ﷻ.

وأضاف أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن شهر رمضان الفضيل ليس شهرا فقط للصيام، وإنما هو شهر للتربية، فتعويد النفس على الصيام يتبعه تقويم لسلوك النفس البشرية، ومن ثم تقويم للسلوك المجتمعي كله، عن طريق عباداتنا وطاعاتنا نرتقي بأخلاقنا ومجتمعاتنا.

من جانبه، أوضح الدكتور محمود الصاوي، وكيل كليتي الدعوة والإعلام السابق، أن المصطفى ﷺ كان يبشر صحابته الكرام رضوان الله عليهم بقدوم الشهر الفضيل قائلا"يا أَيُّها الناسُ ! قد أَظَلَّكم شهرٌ عظيمٌ، شهرٌ مبارَكٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهْرٍ، جعل اللهُ صيامَه فريضةً، وقيامَ ليلِه تَطَوُّعًا، ومَنْ تَقربَ فيه بِخصلَةٍ، كان كَمَنْ أدَّى فرِيضةً فِيما سِواهُ، ومَنْ أدَّى فرِيضةً فيه كان كمنْ أدَّى سبعينَ فرِيضةً فِيما سِواهُ".

وأضاف د. الصاوي، أنه على المسلم أن يقوم بتصحيح نظرته للعبادة بعد أن تم اختزالها في أركان الإسلام، فاهتموا بالعبادات الظاهرية وأهملوا باطنها التي تتعلق بالقلوب التي هي محل نظر المولى عز وجل، كما قال المعصوم ﷺ "إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ".

ود.محمود الصاوي: هناك ثلاث مراتب للصيام؛ المرتبة الأولى وهي (صوم العوام) وهو الإمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، و(صوم الخواص) وهو صوم الجوارح عن كل ما حرم الله، وأما المرتبة الثالثة وهي(صوم خواص الخواص) وهي مرتبة ترقى إلى مرتبة الإحسان، فتكون كالعبادة القلبية.

ووجه د.الصاوي، إلى بعض الوصايا التي يجب الأخذ بها قبيل الشهر الفضيل، وهي استقبال الشهر الكريم بنية العبادة الصادقة الخالصة لله تعالى، وبالتوبة النصوح والإقلاع عن الذنوب والمعاصي، ففي هذا الشهر فرصة عظيمة للنجاة والمغفرة، وكذا المحافظة على آداء الصلوات الفرائض والنوافل فهي صلة بين العبد وربه، وأخيرا التزود بالأعمال الصالحة التي تقرب العبد من ربه عز وجل.

جدير بالذكر أن ملتقى "شبهات وردود" يُعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويتناول الملتقى في كل حلقة قضية تهم المجتمع والوطن والعالَمَين العربي والإسلامي.

أضف تعليق