تيسيرات من الشرع الشريف لهذه الفئة لإفطار شهر رمضان

تيسيرات من الشرع الشريف لهذه الفئة لإفطار شهر رمضانشهر رمضان

الدين والحياة3-4-2023 | 06:33

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الفقهاء اتفقوا على أن للشيخ الكبير الذي يجهده الصوم ويشق عليه مشقة شديدة؛ أن يفطر في رمضان.

وأضافت " الإفتاء" أن كبير السن إذا أفطر في رمضان؛ عليه فدية وجوبًا عند الحنفية والحنابلة والأصح عند الشافعية وهو المفتى به.

واستشهدت دار الإفتاء بقوله - تعالى-: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾، [سورة الحج: الآية 78]، وقوله تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾ [ سورة البقرة: الآية 184].

واستدلت الدار، بما روى عن ابن عباس - رضي الله عنهما- في تفسيرها: "نزلت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينًا، والحبلى والمرضع إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا".

وأشارت إلى أن الإمام النووي في "المجموع" (6/ 258): [قَالَ الشَّافِعِيُّ والأصحاب: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الَّذِي يُجْهِدُهُ الصَّوْمُ أَيْ يَلْحَقُهُ بِهِ مَشَقَّةٌ شَدِيدَةٌ، وَالْمَرِيضُ الَّذِي لَا يُرْجَى بُرْؤُهُ لَا صَوْمَ عَلَيْهِمَا بِلَا خِلَافٍ، وَسَيَأْتِي نَقْلُ ابْنِ الْمُنْذِرِ الْإِجْمَاعَ فِيهِ، وَيَلْزَمُهُمَا الْفِدْيَةُ على أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ، (وَالثَّانِي) لَا يَلْزَمُهُمَا].

وتابعت أن الإمام ابن قدامة قال في" المغني" (3/ 151): [(وَإِذَا عَجَزَ عَنْ الصَّوْمِ لِكِبَرٍ أَفْطَرَ وَأَطْعَمَ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا) وَجُمْلَةُ ذَلِكَ أَنَّ الشَّيْخَ الْكَبِيرَ وَالْعَجُوزَ إذَا كَانَ يُجْهِدُهُمَا الصَّوْمُ، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمَا مَشَقَّةً شَدِيدَةً فَلَهُمَا أَنْ يُفْطِرَا وَيُطْعِمَا لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، وَهَذَا قَوْلُ عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَطَاوُسٍ، وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَالْأَوْزَاعِيِّ].

حكم كبير السن الذي لا يستطيع الصيام، أجاز بعض الفقهاء أن كبير السن الذي لا يتحمل الصوم فله الحق أن يفطر، ويطعم عن كل يوم أفطره مسكينًا، استدلالًا بقوله الله عز وجل: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)، اتفق الفقهاء في حكم كبير السن الذي لا يستطيع الصيام الذي يشق عليه الصيام ويتعبه تعب شديد، له أن يفطر لأن الصوم يجهده، إذا أفطر فعليه إخراج الفدية، الدليل على ذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في شرح: (نزلت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينًا، والحبلى والمرضع إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا).

كما توجد بعض الاستثناءات التي تتيح لأصحابها أن تفطر دون أن يكون عليهم إثم ومنها: كبر السن أو المرض المزمن الذي لا يمكن صاحبه من الصيام، ويخرج فدية عن كل يوم يفطره، الإجهاد الزائد عن المعتاد، مثل أن يشق على الشخص الصيام فله أن يفطر ويجب عليه القضاء.

- السفر المباح، وأن تكون مسافة السفر المقطوعة التي تبيح الفطر تقدر بحوالي 83 كيلو متر فأكثر، ويجب فيها قضاء ما أفطر الشخص من أيام، المرأة الحامل والمرضع في حالة خوفها على نفسها، فيجوز لها الإفطار ويجب القضاء.

أجمع العلماء أن كبير السن الذي يرهقه الصوم ويشق عليه، له أن يفطر في شهر رمضان، ويكون عليه وجوب إخراج الفدية عند جمهور الأحناف والحنابلة والشافعية، والدليل على ذلك استشهادًا بقول الله تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)، وقوله سبحانه: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ).

بعض أقوال العلماء في حكم كبير السن الذي لا يستطيع الصيام منها ما ما ذكر الإمام النووي في كتاب "المجموع": (قال الأمام الشافعي والأصحاب: الشيخ الكبير الذي يجهده الصوم أي يلحقه به مشقة شديدة، والمريض الذي لا يرجى برؤه لا صوم عليهما بلا خلاف، ويلزمهما الفدية على أصح القولين).

ذكر الإمام بن قدامة في كتاب "المغني": (وإذا عجز عن الصوم لكبر أفطر وأطعم لكل يوم مسكينًا)، وقول ابن عباس، أبي هريرة، وأنس، وسعيد جبير، وأبي حنيفة، والثوري: (الشيخ الكبير و العجوز إذا كان يجهدهما الصوم، ويشق عليهما مشقة شديدة فلهما أن يفطرا ويطعما لكل يوم مسكينًا).
المالكية، وابن المنذر، وهو ما يقابل الصحيح عند الشافعية: قالوا إنه لا تجب الفدية، لأن الصيام سقط عن الشيخ الكبير بسبب العجز، فلذا لا تجب عليه إخراج الفدية، قياسًا على الصبي والمجنون، وأيضا المريض بسبب مرض مميت، إلا أن جمهور المالكية يروا أن إخراج الفدية مندوب.

الفدية المفروضة على كبير السن الذي يفطر في شهر رمضان هي صاع لكل مسكين من غالب القوت مثل القمح أو الأرز، كما ذهب الأحناف إلى أنه من صعب عليه إخراج صاع يجوز له إخراج مد والمد أقل من الصاع، ويساوي ربع صاع، وهو نفس ما ذهب إليه الشافعية، كما يجوز إخراج الحبوب نفسها في فدية الإفطار أو إخراج القيمة نقدًا، وهو ما يقدر بإطعام شخص مسكين، لذلك يجوز ل كبير السن أن يفطر في شهر رمضان وأن يخرج الفدية عن كل يوم.

كبير السن أو العجوز الذي يصعب عليه الصوم فيجوز له الإفطار، ويطعم عن كل يوم مسكين، أو بإشراكه معه في الطعام، أو إعطائه نصف صاع من القمح أو التمر أو الأرز كل يوم وتقدر بالوزن كيلو ونصف، فإذا كان كبير السن مريض فيجوز له أن يفطر وليس عليه فدية، لأنها في هذه الحالة أفطر بسبب المرض وليس كبر السن، ففي حالة أنه شفي قضى ما أفطر من أيام، أما إذا عجز عن القضاء بسبب كبر السن أطعم عن كل يوم مسكين، وهذا قول بن عباس وغيره من أهل العلم.

أضف تعليق