كلمتان فى افطار الأسرة المصرية

كلمتان  فى افطار الأسرة المصريةكلمتان فى افطار الأسرة المصرية

الرأى8-4-2023 | 07:49

جاء إفطار العائلة المصرية هذا العام معبراً عن أحلام الكثير من أبناء الوطن فى مشهد يعكس مدى الترابط الذى يجمع المصريين ويؤكد أن مصر تجمعنا ، وجاء إفطار هذا العام متزامناً مع قرارات أثلجت صدور عدداً ليس بقليل من الغارمين والغارمات وبعض ممن شملتهم قرارات العفو الرئاسى ،مما يؤكد على عمق مفهوم التكامل والتكافل المجتمعى ترسيخاً لمبدأ المواطنة بموقوماتها الدينية والوطنية والقومية والإجتماعية حفاظاً على الهوية المصرية ، ويُعد إختيار حى الأسمرات لهذا الحدث الإجتماعى الهام ، رسالة ذات أهمية تدلل على ترابط الشعب المصرى وانتصار الدولة وأجهزتها فى القضاء على أزمة العشوائيات المزمنة والعمل الجاد نحو تطوير جودة الحياة لأبناء هذه المناطق وتحويلهم الى عناصر نافعة للمجتمع . و لقد سعدتُ كثيراً بتواجدى فى هذا الحفل المتميز ، وأثناء حوار السيد الرئيس كانت هناك جملتان غاية فى الأهمية ، الجملة الأولى هى قول سيادته "من المفروض ألا يرى أولادنا منا وفينا أبداً تعبير ليس جميلاً، حتى فى الدراما فالمفروض أن نراقب أنفسنا، والكلام الذى يخرج منا، وأن نحسن من سلوكنا، وبالتالى من الضرورى مراقبة أنفسنا جيدا " وبعد هذه الجملة تمنيت لو أُتيحت لى الفرصة للتحدث الى سيادته معبراً عن مدى إحساسى بهذه الجملة حيث أنها تحتوى على ما يجب أن يكون عليه أبناء مصر من أخلاق وقيم مجتمعية ، تمنيت أن أتحدث فأقول أننا لو تحركنا نحو هذا الملف الهام جداً تحركاً واعياً يتم إ عداد تخطيطاً جيداً له ، تمنيت لو أُتيحت الفرصة لأطلب من سيادته مساعدتى فى الهدف الذى أسعى اليه منذ أكثر من ثلاث سنوات بالعمل على تأسيس مبادرة قومية لعودة منظومة الأخلاق والقيم والتى كتبت حولها العديد من المقالات ، تمنيت لو أنى تحدثت وعرضت هذا الموضوع على سيادة الرئيس ، تمنيتها حقاً فلو حدث هذا التمنى لتحقق على يدى سيادته ، لأن فى العودة لمنظومة الأخلاق والقيم المجتمعية ترسيخاً للحياة الكريمة المنشودة ، حيث لا بناء أقوى من بناء الأخلاق الإنسانية فبها تُبنى المجتمعات وترتقى الأمم ، لإن غياب الأخلاق يؤدى لزيادة معدلات جرائم النفس و الجرائم الأخلاقية التى تُعد تهديداً للأمن المجتمعى الذى بدوره يؤثر على أمننا القومى الذى تسعى الدولة الى تعميق الوعى به لينعكس وتظهر آثاره على معدلات التنمية والتقدم والبناء . و تُعتبر قضية الوعى و الأمن المجتمعى من الأهمية بمكان خصوصاً مع تشديد واهتمام القيادة السياسية البالغ بهذا الملف لما له من أهمية لمواجهة الأفكار الهدامة والرؤى المتطرفة والقضاء عليها ، كما أنه لغياب الوعى المجتمعى خطورة على أفراد المجتمع ، أما فى حالة تمتعهم وتسلحهم بالوعى فذلك يبعث على الأمان والاستقرار للمجتمع . إن التوسع فى تعميم نموذج الأسمرات فى محافظات مصر وربطه بتعميق منظومة الأخلاق والقيم يؤدى حتماً لنتائج أكثر إيجابية ويساعد فى القضاء على العشوائيات المعمارية والأخلاقية . والجملة الأخرى التى لها أهمية كبيرة وهى قول السيد الرئيس للذين يتحدثون عن تكلفة الإنجازات لماذا لا يتحدثون عن تكلفة إنشاء هذا الكم الهائل من الوحدات السكنية ومرافقها وخدماتها وتجهيزها ونقل سكان العشوائيات اليها لرفع مستوى معيشتهم ، وهذه ليست تكلفة قليلة ، فلماذا إذن لا يتحدثون عنها ، أليست هذه حُلول لمشكلات مزمنة ومتراكمة منذ زمن بعيد . إن من أهم الرسائل والدروس المستفادة من هذا الإفطار الأُسرى هو الترابط بين أبناء مصر بمختلف إنتمائاتهم ، هذا الترابط الذى أصبح أيقونة من أيقونات نجاح المصرين فى قبول التحدى رغم ما تمر به مصر والعالم من ظروف اقتصادية تؤثر سلباً على كافة المجتمعات إقليمياً ودولياً ، هذا الترابط والتلاحم الذى دائماً ما تتحطم عليه أطماع الطامعين و تتهاوى أمامه حملات التشكيك وتنهار بفضله شائعات المغرضين . حفظ الله مصر
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2