أكد سفير مصر ب تونس السفير إيهاب فهمي، عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، خاصة في المسار الثقافي، والتي تضرب بجذورها التاريخ المشترك بين البلدين الشقيقين، خاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد لمصر، والتي كان لها بعدا ثقافيا وما تلا ذلك من انعقاد للجنة العليا المشتركة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ونظيرته التونسية السيدة نجلاء بودن، واتفاق الجانبين على تعزيز التعاون المشترك وتكثيف الأنشطة الثقافية المتبادلة بين اللبدين.
وقال السفير المصري - خلال لقائه مع الإعلامية ندى بن شعبان ببرنامج (ليالينا)، المذاع على القناة الوطنية التونسية الأولى، مساء السبت - إن العلاقات الثقافية بين مصر و تونس تشهد حراكا مكثفا، حيث أقيمت العديد من الأنشطة التي كانت مصر حاضرة فيها وبقوة وكانت ضيف شرف للعديد من المهرجات التي نظمت بتونس، ومنها مهرجان الفنون المسرحية بقرطاج والذي تم خلال تكريم سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب والفنان القدير أحمد بدير، وأيضا المشاركة في مهرجان فنون العرائس، وأسبوع السينما المصرية في تونس.
وأوضح السفير إيهاب فهمي، أن مصر شاركت - أيضا - بفرقة الموسيقى العربية بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة وذلك بحضور وزيرتي ثقافة البلدين بالإضافة إلى المشاركة مؤخرا بكوكبة من كبار مطربي الغناء المصري الوطن العربي كالفنان هاني شاكر ومحمد الحلو في مهرجان الأغنية التونسية في مارس 2023 حيث تم تكريم عدد من الموسيقيين والشعراء المصريين والإعلاميين ومنهم الإعلامية المتألقة منى الشاذلي .
ونوه السفير المصري، بالمشاركة المصرية على هامش الفعاليات الثقافية لقمة الفرنكوفونية في جربة الرائعة، من خلال فرقة للفنون الشعبية من مرسى مطروح، والتي نالت إعجاب الحضور، بالإضافة إلى المشاركة المصرية التونسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب وأيضا معرض تونس للكتاب .
وأكد أن هناك توجيهات سياسية بالتعاون الثقافي؛ وهو تعاون دائم ومتواصل ومستمر، حيث ستقام قريبا العديد من الفعاليات التي ستكون مصر مشاركة فيها بقوة، مؤكدا قيمة تونس في قلب كل مصري والمشاعر الطيبة تجاهها عبر السنين من خلال الإنصهار والاندماج الثقافي والفني عبر الأجيال في البلدين الشقيقين.
ولفت إلى أن البعد الثقافي مهم للغاية، ليس فقط في تشكيل وجدان الأجيال، لكن أيضا من خلال التعاون الثقافي والإنساني بين الشعوب؛ والذي يسهم في تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة، مؤكد أهمية البعد الثقافي الذي لن يختزل في عام أو اثنين، لكن يمتد إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
وأشاد السفير المصري، بطرب التونسي، الذي يأتي على رأسه الفنانان: لطفي بوشناق وصابر الرباعي، إلى جانب العديد من الفنانين، ومنهم هند صبري عائشة بنت أحمد ودرة زروق والعديد من الفنانين التي يصعب تصنيفهم ما بين مصري وتونسي.
واستذكر بعض العلامات الثقافية التي احتضنتها مصر، منهم محمود مصطفي "بيرم التونسي " الشاعر العملاق الذي ولد في مدينة الإسكندرية وعاش وتوفي في مصر وبدأ تاريخه الفني بالتعاون مع سيد درويش والكل يتذكر العبارة الخالدة "أنا المصري كريم العنصرين"، ومشاركته لكوكب الشرق أم كلثوم في العديد من الأغاني الخالدةـ ومنها شمس الأصيل.. مبرزا في هذا الإطار أهمية الثقافة والرابط الوثيق بين الشعبين والتي تنتقل من جيل إلى آخر، وقال "ليس هناك أجمل من الفن والثقافة التي ترسخ المشاعر الطيبة بين الشعبين الشقيقين".
وعدد السفير إيهاب فهمي القواسم المشتركة بين مصر و تونس في شهر رمضان المعظم.. ففي تونس توجد المدينة العتيقة التي تحتضن جامع الزيتونة وفي مصر خان الخليلي الذي يحتضن الأزهر الشريف وهناك الموشحات الدينية وصوت الآذان واجتماع الأسرة حول المائدة لتناول الإفطار والسحور وأيضا السهرات الرمضانية ومظاهر الفرحة والبيوت وكلها مظاهر تعكس تشابه الشعبين.