يحتفل المصريون اليوم بعيد شم النسيم 2023 والذي يسجد عشق الطبيعة والألوان وترابط أفراد المجتمع المصري من الأجداد إلى الأحفاد عبر الآلاف السنين.
منذ أكثر من 3000 عام مضت، قسم المصرى القديم السنة إلى ثلاثة فصول: ("أخت" فصل الفيضان، “برت” فصل الإنبات، “شمو” فصل الحصاد) ومن هذه التسمية أخذت كلمة «شم» من فصل «شمو» الذي يعني: الحصاد وتجدد الحياة واستمرار الوجود.
وعن أصل تسمية عيد شم النسيم بهذا الاسم، قال الدكتور علي أبو دشيش، خبير الآثار المصرية وعضو إتحاد الأثريين إن أول ظهور لكلمة "شمو" كان فى مقبرة «ميروركا» الخاصة بـ الأسرة السادسة في سقارة ثم أضيفت لها فى لغتنا العربية كلمة «النسيم» مثلما تضاف الكثير من المسميات المصرية مثل صان وأضيف لها الحجر فأصبحت مدينة صان الحجر الأثرية، وتونا وأضيف لها الجبل، فأصبحت تونا الجبل الأثرية.
وأكد خبير الآثار المصرية وعضو إتحاد الأثريين لموقع “صدى البلد” أنه تمت إضافة كلمة النسيم ليصبح اسم العيد “شم النسيم” حيث كان العيد قديما فى فصل شمو.
وأوضح أبو دشيش أن عيد شم النسيم كان يرمز عند المصري القديم إلى تجدد الطبيعة من حيث الحصاد وتفتح الزهور وعيد الخلق وبداية الزمن، حيث كان المصرى القديم محبا للطبيعة وكان متأملا لكل ما فيها ووثق ذلك على جدران المقابر والمعابد.
وأضاف أن المصري القديم لاحظ أن الشمس تشرق ثم تغيب ثم تبعث من جديد، والقمر يضئ ثم يظلم ثم يضئ من جديد، والفيضان يفيض ثم يغيض ثم يفيض من جديد، والنبات ينمو ثم يموت ثم ينمو من جديد، فمن هذا المنطلق آمن بالبعث بعد الموت من جديد، فكانت فكرة البعث والخلود والحفاظ على الجسد إلى أبد الآبدين، لتجدد واستمرار الحياة فيما بعد الموت.
وبين أن زهرة اللوتس المقدسة تؤكد على مفهوم التجدد والاستمرار وإعادة الأحياء، مثل: خروج تمثال الملك من زهرة اللوتس، فعندما تستنشق زهرة اللوتس، فإنك تشعر برائحة مصر، فكانت كل مقبرة بها الزهور ومناظر الصيد والرحلات النيلية واللقاءات الأسرية من مظاهر الاحتفالات وتجدد الحياة.
وأشار إلى أنه كان لدى المصرى القديم العديد من الأعياد، منها الأعياد الدينية والأعياد الملكية وأعياد الفصول وخلق الحياة التجدد والاستمرار وأعياد الطبيعة والأعياد الكونية وعيد الزمن وعيد الخلق والتجدد.