"حق الملح " على رأس العادات التونسية في عيد الفطر المبارك

"حق الملح " على رأس العادات التونسية في عيد الفطر المباركصورة ارشيفية

عرب وعالم21-4-2023 | 11:57

يحتفل المسلمون في شتى بقاع العالم بعيد الفطر وهو أحد أهم أعياد المسلمين حيث يأتي بعد انقضاء شهر رمضان المعظم .

ولعيد الفطر حول العالم مظاهر لا حصر لها، تستلهمُ تنوّعها من عادات وتقاليد مسلمي كلّ بلد ، وعلى اختلاف الثقافات التي يحتضنها العالم، تبقى هناك قواسم مشتركة ومبادئ مُوحّدة تُقرّبُ الشعوبَ فروحُ العيد ببهجته وسروره يُجمع المسلمون على حُبّها، وأجواؤه المليئة بالتراحم والتكافل الاجتماعي تجذبهم وتشدُّهم لأنّ التنوّع ظاهري أمّا الوحدة فجوهرية.
ويتشارك المسلمون التجمع بأعداد كبيرة لأداء صلاة العيد، وتنظيف منازلهم، وارتداء ملابس جديدة، ومنح الأطفال الحلوى والنقود، وتناول الطعام الاحتفالي مع العائلة.
ولكن تبقى لكل بلد بعض الطقوس الخاصة به، لتصبغ العيد بصبغة خاصة وطعم مميز لا مثيل له في البلاد الأخرى، ففي تونس ، وفي فجر يوم العيد يخرج قارع الطبل "بو طبيلة"، ويجوب الشوارع والأحياء منادياً ومهنئاً بحلول عيد الفطر المبارك، وذلك مقابل مبلغ مالي زهيد غير محدد يقدمه المواطنون إليه كما يدوي مدفع العيد بثلاث طلقات معلنا انتهاء شهر الصيام.
وعادة ما يرتدي التونسيون في صلاة العيد ملابسهم التقليدية، حيث ترى الرجال يرتدون "الجبة التونسية" وتتزين النساء بالجلابيب ذات النقوش التقليدية الأصيلة، كما يحتذي الأطفال بآبائهم وأجدادهم بلبس الجبة قبل تغيير الملابس لاحقا وارتداء الملابس التي اقتنوها خصيصا لهذه المناسبة.
ولا نستطيع أن ننسى الأطفال في العيد ولعلّ من أكثر الأسباب التي تجعل الأطفال ينتظرون عيد الفطر هو "مهبة العيد،" فهم بعد تهنئة والديهم وأفراد عائلاتهم يتحصلون على مبالغ مالية تتراوح حسب الإمكانيات المادية لكلّ عائلة.
ويقول سفيان بو عبيد مهندس كمبيوتر أن من العادات التونسية الجميلة التي تهم المرأة " حق الملح " وهي عادة قديمة وتتمثل في هدية يقدّمها الزوج لزوجته بعد صلاة العيد تقديرًا منه واعترافًا بمجهوداتها التي بذلتها في شهر رمضان لتلبية حاجيات أسرتها. وغالبًا ما تكون الهدية قطعة من الذهب أو الفضة.
وأضاف انه تعود تسمية الهدية ب حق الملح إلى ما تعيشه الزوجة يوميا طيلة شهر رمضان، بتذوّق الأطعمة دون ابتلاعها، حرصا على جودة المأكولات المطبوخة ولذّتها، تلبية لرغبات أفراد الأسرة.
وأشار إلى ان من أشهر العادات التونسية "هزان الموسم" وهي عادة تونسية تتمثل في أن يزور الخاطب أهل خطيبته حاملًا معه هدية ثمينة ولهذه العادة طقوس وسنة خاصة بها, وتكون الهدية في غالب الأحيان قطعة حلي أو أدوات منزلية تستحقها العروس المستقبلية في بيتها لاحقًا.
وفيما يخص عادات الطعام أوضح سفيان أن لكل ولاية طبقها المميز، ومن أشهر هذه الأطباق هو طبق "الشرمولة"، وهو عجينة من الزبيب والبصل المتبل تُطهى في زيت الزيتون وتؤكل مع الأسماك المملحة، هذا بالإضافة إلى أصناف الحلوى مثل المحكوكة والرخايمية والرفيسة

أضف تعليق