قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني حاتم البكري، اليوم الثلاثاء، إن مدينة "القدس" المحتلة، و المسجد الأقصى المبارك، يواجهان في الآونة الأخيرة حملة تصعيد إسرائيلية غير مسبوقة، وباتا في حاجة "ماسة" إلى ق مة عربية وإسلامية توفر لهما الدعم والإسناد ماديًا ولا تكتفي بالإدانات.
وأضاف البكري - في حوار مع مُراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بخصوص قطع الاحتلال الإسرائيلي أذان العشاء لدى رفعه بالمسجد الليلة الماضية - أن الاعتداءات الإسرائيلية الاحتلالية على المسجد الأقصى لم تتوقف منذ العام 1967، ومنذ إحراق منبر المسجد المبارك عام 1969.
وتابع وزير الأوقاف الفلسطيني: لكن للأسف الشديد في المرحلة الأخيرة تصاعدت وتيرة الاعتداءات بشكل مُلفت للانتباه، وكل العالم شاهد الهجوم على المصلى القبلي في رمضان من العام السابق ورمضان هذا العام، وتم الاعتداء على المُصلين والمعتكفين والمعتكفات وضربهم وإخراجهم من المصلى بطريقة وحشية.
وقال إن الأمر لم يتوقف على إخراج المصلين والمعتكفين عنوة، بل تمت مُحاكمة وسجن بعضهم، في إطار مُحاولات الحكومة اليمينة المتطرفة الحالية لتغيير الواقع الزماني والمكاني بكل الوسائل الممكنة، وفرض واقع زماني ومكاني جديد وفقا للهوى الإسرائيلي.
ومضى البكري يقول: إن الاعتداءات بلغت حدًا لا يُمكن تقبله أو السكوت عليه، بعد تعطيل الاحتلال أذان العشاء بالمسجد، استنساخًا لما يحدث في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، حيث يتم منع رفع الأذان بشكل مستمر، وخاصة أذان المغرب.
وأشار إلى أن الاعتداء على مُصلى باب الرحمة يوم السبت الماضي (في ثاني أيام عيد الفطر) وتكرار الاعتداء أمس، يصب في خانة واحدة وهي محاولة إسرائيل فرض السيطرة المكانية والزمانية على الاقصى، والوصول إلى حالة كان يريدها الاحتلال منذ عشرات السنوات، بتحويل "مُصلى الرحمة" إلى كنيس.
وأضاف الوزير الفلسطيني: "في هذه المرحلة، الاحتلال يبذل قصارى جهده للسيطرة على المسجد الأقصى مُستغلا الأوضاع الإقليمية والدولية وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية..إسرائيل لم تواجه سوى أصواتا خافتة..سواء على المستوى العربي أو الإسلامي أو الدولي.. والحالة العربية يجب أن تكون مرتفعة في مواجهة هذه الإجراءات من خلال الجامعة العربية ومن خلال لجنة القدس ومن خلال منظمة التعاون الإسلامي" .
وتابع: " إن القدس ليست بحاجة إلى الإدانات فقط.. بل هي بحاجة إلى إدانة وإلى مساعدة عربية للقيادة السياسية الفلسطينية حتى تقوى على مواجهة إجراءات الاحتلال".
وتساءل البكري: " إذا لم يكن هناك تحرك من أجل القدس و المسجد الأقصى المبارك الآن فمتى ستكون؟.. لكن هذه القمة يجب أن تكون مُخرجاتها الدعم المادي للمدينة المقدسة وللمسجد الأقصى المبارك والعمل على تكثيف الوجود بالمسجد الأقصى، وعلى القمة العربية أن تتبنى قرارًا بدعم مادي للمرابطين بحيث يوجد أكبر عدد ممكن من المرابطين ومن يقيمون داخل المسجد لمواجهة إجراءات الاحتلال، وكذلك زيادة عدد الموظفين وسدنة المسجد، وهذه إجراءات وإمكانات ليست في مقدور القيادة السياسية الفلسطينية ولا الحكومة الفلسطينية ولا الأردنية ولكن هناك حاجة إلى موقف عربي شمولي".
وأضاف: "هناك حاجة إلى موقف جوهري من قبل مُنظمة التعاون الاسلامي التي أنشئت خصيصًا بعد حرق المسجد الأقصى المبارك، من أجل إحياء المدارس العلمية التي كانت في المسجد وإحياء المدارس الشرعية".
وأوضح أن انتهاكات الاحتلال تتجاوز حدود المسجد الأقصى، إذ يتعرض أهل المدينة المُحتلة إلى تضييق شديد هم وفلذات أكبادهم، حتى أن المدارس العربية بالمدينة، تواجه عملية إنهاء وإغلاق من قبل الاحتلال من خلال فرض الضرائب العالية، ومن خلال فرض منهج احتلالي إسرائيلي، وهو ما يشكل خطرا على الهوية والوجود الفلسطيني؛ ما يستلزم حصول أهل القدس على إسناد جوهري من عمقهم العربي والإسلامي، حتى يتسنى لهم الصمود ويقووا على مواجهة الإجراءات الإسرائيلية في المرحلة المقبلة.