من عبدالمنعم أبو الفتوح ويحى حسين إلى مدحت الزاهد: «الفاتحة على روح الزعيم جمال عبدالناصر»

من عبدالمنعم أبو الفتوح ويحى حسين إلى مدحت الزاهد: «الفاتحة على روح الزعيم جمال عبدالناصر»من عبدالمنعم أبو الفتوح ويحى حسين إلى مدحت الزاهد: «الفاتحة على روح الزعيم جمال عبدالناصر»

* عاجل25-5-2018 | 00:47

كتب: على طه

مقدمات لانقسامات تلوح فى الأفق بين رفاق ما يسمى "التحالف الشعبى الاشتراكى" القادمون من رحم اليسار الموغل فى الماضاوية، ليخرج واحد منهم هو المهندس يحى حسين عبد الهادى، يدعو رفاقه فى التحالف اليسارى إلى الاندفاع نحو اليمين، الإخوانى الإرهابى، ليس لـ "تكبير" كومة المعارضين للنظام، ولو قال ذلك لكان أدعى للتصديق، ولكن كما يدعى لأسباب إنسانية، جعلته "يحى حسين" يشذ عن رواية الإخوان الدائمة عن عصر عبد الناصرن وما أدراك ما عصر عبد الناصر، ويترحم عليه وعلى أيامه مستشهدا فى ذلك بكلام صديقه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، (كما يصفه فى رسالة سوف نعرضها لاحقا).

دعوة يحى حسين للمصالحة مع الإخوان أثارت غضب رفاقه، ودفعتهم للومه وتأنيبه، ومن هؤلاء مدحت الزاهد، الكادر فى "التحالف الشعبى الاشتراكى"، لذلك أرسل له الأخير رسالة اللوم والعتاب على آرائه فى هذا الشأن، وما ورد منه (يحى حسين) فى مقال "مصارحة لا مصالحة".

وفى رسالته يقول له الزاهد بعد أن يبلغه تحية "الرفاق" إن للأخيرين ملاحظات عليه، فما هى هذه الملاظات؟!

ننقل الإجابة على السؤال السابق من نص الرسالة دون تدّخل منا ولو حتى بتصحيح الأخطاء الإملائية الواردة فيها :

يقول مدحت الزاهد متحدثا بلسان باقى الرفاق فى التحالف الاشتراكى : " .. ويحفزهم هذا التقدير الى وضع بعض الملاحظات محل اعتباركم خصوصا وانه لا يمكن الفصل فى قضايا جوهرية بين ما تبدونه من اراء شخصية او كمتحدث للحركة يعكس ميلها العام ومبادي التاسيس والميثاق وفيها مساحة واسعة للاجتهاد الشخصى مع الالتزام بالجوهريات ويرون فى عبارات وردت فى مقالكم نيران صديقة ما يتناقض مع هذه الجوهريات تحديدا فيما يخص الموقف من الاخوان.

.. ولو كان الامر يتعلق بتجنب ان يكون للخلاف معهم الاولوية فلا باس فنحن لسنا فى حالة استغراق فى الخلاف معهم او مع غيرهم ولا نبادر اى تيار بالهجوم مع تاكيدنا على حق الخلاف الفكرى والتوثيق الصحيح للتاريخ ولكن اقحاهم فى مقال عنوانه نيران صديقة واستهلاله نيران توجه ضدك من وحدات صديقة وضرورة التوحد فى وجه الخطر اعطى انطباعا بانكم تدعون الى التحالف معهم او توسيع مظلة الحركة المدنية الديمقراطية لتضمهم ولعله لا يخفى عليكم انهم بادروا الحركة المدنية بالهجوم واعتبروها صنيعة الامن وانهم خانوا الثورة التى التحقوا بها وتفاوضوا مع عمر سليمان على سحب كتلتهم وفض الميدان ثم تحالفوا مع المجلس العسكرى وهم من قبلها خرجوا بمظاهرات المصاحف وغيرها مما لا نريد الاطالة فيه.

.. وكما اشرت نؤكده مع تقديرنا لدعوتك بالا ننشغل ونستغرق فى معارك بيننا على الاخص انها ظاهرة مصاحبة للتراجع عن نقد سياسات الحكم وشعور عام بالاحباط وربما الهزيمة كان وجهه الاخر هذا الخطر الذى تنبه اليه.

.. اكتب هذا نيابة عن رفاقى وبتكليف منهم وانا اعلم ايمانك بشعار الدولة المدنية والحاحك على رفض انصار الاستبداد السياسي والدينى ومن تلوثت يده بدم او فساد

مع تقديرى وتقدير الرفاق وثقتى فى تقبل هذه الملاحظات برحابة الصدر التى عهدناها فيكم"

توقيع: مدحت الزاهد

وبدوره لم يتلق المهندس يحيى حسين عبد الهادى ما ألقاه الرفاق فى وجهه، من اتهام واضح أنه يدعو حركته اليسارية للتحالف مع الإخوان، ويذكّره (الزاهد) بأيام خيانة الإخوان لهم فى الميدان، وسرقة الثورة ، واتهامهم (الإخوان) للحركة بأنها صنيعة الأمن، ألخ.

ولم يكن عبد الهادى يتلقى هذه الصفعات التى تشبه صفعات الإفاقة لشخص منومّ أو فى غير وعيه صامتا، ولكن بدوره أرتدى قفازا ناعم او بالطو أبيض، وتقمص شخصية الدكتور النفسانى أو المعالج الروحى، وذهب يشرّق ويغرّب فى الحاضر والماضى، ويحث رفاقه على إنقاذ الإخوان، وكأنهم يتعرضون لحرب إبادة فى شوارع مصر !!!!

ونتوقف عند أبرز ما قاله الرفيق يحى حسين فى رده على رسالة رفيقه مدحت الزاهد وعنه أيضا ننقل بالنص من ممقال منشور على صفحته بموقع التواصل "فيسبوك" :

كتب: يحى حسين: " من السذاجة أن تتوقع أخلاق الفرسان أثناء الصراع على السلطة .. ولكن المنتصر يتحلى عادةً بحدٍ أدنى من النُبْل (ولو تمثيلاً) .. إذ لم يعد يوجد ما يبرر تجاوزه .. لكن الحاصل يتجاوز كل القِيَم المتوارثة ويبدو وكأنه حالةٌ من التشفى والإذلال الممنهج." (انتهى الاقتباس)

ولا يجب أن نمر كراما أمام الكلام السابق دون أن نبحث فيه عن ميكيافيلية واضحة عند المهندس الذى يدعى الإنسانية، وحين يعترف الأخير أنه صراع على السلطة من جانبه هو ورفاقه، ويشاركهم فى ذلك الإخوان، وهذا أهم أسباب خصومتهم أيام الثورة، هذه الخصومة التى كادت تودى بمصر إلى حرب اهلية، حين نستعيد ذلك يجب أن نفهم أن دعوة حسين يحى عبد الهادى، ليست لإنقاذ الإخوان، ولكن للدخول فى تحالف قذر مجددا معهم، فى الصراع للوصول إلى السلطة بأى شكل أو كلفة، وتاريخ اليسار ليس بريئا من هذه التحالفات فى الماضى ، فقط عودوا إلى تاريخ الرفاق واقرأوه جيدا.

ندعوكم أيضا للفقرات التالية من رسالة "يحى حسين" التى يرد فيها على رفيقه  "مدحت الزاهد" لنكتشف معا كيف يزوّر الإخوان التاريخ، على الملأ، ويشوهوه، ثم يعترفوا بذلك فى مجالسهم الخاصة، ومع أصدقائهم كما اعترف الدكتور أبو الفتوح لصديقه يحى حسين.. يقول الأخير:

" قال لى الصديق د. عبد المنعم أبو الفتوح قبل اعتقاله بأيامٍ (سمعت من شيوخ الجماعة الذين اعتُقِلوا فى عهد عبد الناصر رَحِمَه اللهُ ورَحِمهم أنهم لم يتعرضوا للتعذيب إلا فى فترة التحقيق التى لم تزد عن شهرين .. بعدها كان المحكوم عليهم يعيشون فى السجن حياةً عاديةً ليس فيها من السجن إلا القضبان .. يتريضون ويلتقون ببعضهم البعض ويقرأون بل ويؤلفون الكُتب .. أما الآن فالكل يعانى من الحبس الانفرادى الصارم فى انقطاعٍ كاملٍ عن الدنيا وهو وضعٌ يصيب العاقل بالجنون فما بالنا وهو مستمرٌ على مدى خمس سنوات) .. ما بين القوسين السابقين هو ما قاله أبو الفتوح بما فيه الترحم على عبد الناصر .. ما لم يقله هو أن من أُفرج عنهم فى الخمسينيات والستينات كانوا ينخرطون فى الحياة كمواطنين .. يتوظفون ويتعلمون .. بل ويُبتعثون فى دراساتٍ عليا للخارج .. لم يكن أبو الفتوح (67 سنة) يدرى أنه سيذوق من نفس الكأس وينضم إلى أولئك المنسيين .. يدخل عليه شهر رمضان وهو رهن الحبس الاحتياطى الانفرادى منذ أكثر من ثلاثة شهور .. تَعَّرَض خلالها لذبحةٍ صدريةٍ 4 مراتٍ متتالية ولم يُسمح بنقله للمستشفى."

انتهى الاقتباس من رسالة يحى حسين، ويكفى ماسبق، للكشف عن الظواهر والنوايا، لكن لن نغادر قبل أن ندعو مدحت الزاهد، ويحى حسين اليساريين، وصديق الأخير الإخوانى عبد المنعم أبو الفتوح: اقروا الفاتحة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

[caption id="attachment_142716" align="alignnone" width="953"] الزعيم جمال عبد الناصر[/caption] [caption id="attachment_142718" align="alignnone" width="981"] عبد المنعم أبو الفتوح[/caption] [caption id="attachment_142717" align="alignnone" width="839"] حسين يحيى عبد الهادى[/caption] [caption id="attachment_142719" align="alignnone" width="989"] يحيى الزاهد[/caption]
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2