خبير أثار: « الله أكبر» كلمة السر فى حرب العاشر من رمضان ..حكايات النصر وبطولات لا تنسى

خبير أثار: « الله أكبر» كلمة السر فى حرب العاشر من رمضان ..حكايات النصر وبطولات لا تنسىخبير أثار: « الله أكبر» كلمة السر فى حرب العاشر من رمضان ..حكايات النصر وبطولات لا تنسى

* عاجل26-5-2018 | 14:53

كتب : محمد فتحي جنود صائمون يهتفون "الله أكبر" خير أجناد الأرض قهروا جيش كان يعتقد أنه لا يقهر كما قهر أجدادهم الهكسوس والحيثيين والفرس والصليبيين والمغول والتتار تكاتف شعبها مع جيشها تلاقت عقول وقلوب أبنائها المصريين مسلمين ومسيحيين وقد ابتكر المهندس باقى زكى يوسف ياقوت، لواء أركان حرب، مهندس و ظابط مصرى الفكره العبقرية بتجريف رملة خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس فكانت مفتاح النصر كان الكل فى واحد فجاء النصر فى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر وكلل مجهود سنوات من الاستعداد وعزيمة وذكاء من قوادها فى اختيار التوقيت واعتماد على الله وكانت الصيحة الأولى بعد العبور ورفع العلم المصرى على مدينة القنطرة شرق "الله أكبر". موشى ديان  يقول الخبير الأثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان سأل الصحفيون الأجانب موشى ديان عن سبب نجاح المصريين فى الحصول على كل هذه المعلومات رغم أنه ليس لديهم الأجهزة الحديثة والطائرات المتطورة ومساعدات القمر الصناعى الأمريكى فأجاب بوضوح لقد زرع المصريون سيناء برجال تحولوا إلى رادارات بشرية لها عقول تفكر بخلاف الرادرات الصماء التى استخدمناها فكان استخدام الرادارات البشرية أفضل ومن هذا المنطلق جاء كتاب الصحفى محمد على السيد نائب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة تحت عنوان " بطولات مصرية حكايات من نصر أكتوبر" ضمن سلسلة الموسوعة الثقافية للشباب العدد الرابع نوفمبر 2009 ليعيد لنا روح أكتوبر التى تاهت فى زحام الفوضى وحان الوقت لعودة الروح وصيحة الله أكبر والعمل بروح الكل فى واحد من المحيط إلى الخليج. تفوق المخابرات المصرية 

ويضيف الدكتور ريحان يروى الكاتب أن الرئيس السادات لاحظ همسًا بين المشير أحمد إسماعيل وبين اللواء أ.ح فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية فسأل وبعد إحراج تم إبلاغه باستشهاد شقيقه الطيار عاطف السادات وبهدوء أجاب وإيه يعنى ما كلهم عاطف السادات ويستمر ليروى على لسان مدير المخابرات الحربية كيف نجحت قوات الصاعقة فى غلق فتحات النابلم بخط بارليف بدقة ولم تفلت منهم أى فتحة ولم تتحول المياه إلى كتلة لهب كما خططت إسرائيل فى أى موقع والطريف أن أول أسير إسرائيلى كان هو المهندس الذى صمم الخزانات فى خط بارليف فبعد نجاح القوات المصرية فى غلق الفتحات بنوع معين من الخشب يتمدد بالمياه والذى نفذ يوم 5 أكتوبر تم استدعاء المهندس من تل أبيب مرتدياً ملابس الغطس ونزل لمياه القناة للكشف عن الفتحات بنفسه فى نفس الوقت الذى بدأت فيه القوات المصرية بالعبورفتم أسره وهو فى المياه فى قطاع الدفرسوار وكانت كل التوقعات أن الهجوم سيكون عند آخر ضوء أى عند المغرب لأن جميع الحروب التى تمت بدأت فى الليل أو الفجر لحماية القوات من الرؤية المباشرة لكن الهجوم كان فى الثانية ظهراً مما أذهل العالم بأسره قبل إسرائيل واستطاعت القوات المصرية فى أيام القتال الثلاثة الأولى تدمير كل القوات الضاربة الإسرائيلية حيث فقدوا 120 دبابة و20 طائرة وسيطر الدفاع الجوى المصرى على جو المعركة مما دفع إسرائيل لإصدار أوامر واضحة للطائرات بألا تقترب من القناة من مسافة 15كم وأصبحت القوات المصرية تعمل بحرية كبيرة وفى يوم 9 أكتوبر بدأ الجسر الجوى الأمريكى ووصلت الأسلحة للعريش مباشرة ويوم 13 أكتوبر قامت طائرات استطلاع أمريكية بتصوير غرب القناة وتوصيل المعلومات لإسرائيل بعد ساعتين فقط ومنها بدأت الثغرة فى 15 و16 أكتوبر وهو أمر لم يكن مفاجأة للمخابرات الحربية فقبل ذلك بعامين رصدت المخابرات مشروع تدريب إسرئيلى على بحيرة طبرية وأثبتت التحاليل أنه تدريب على عبور لغرب القناة من خلال ثغرة تم التوقع أنها بمنطقة الدفرسوار بل والتوقع أنهم سيحاولون دخول مدينة من مدن القناة لتحقيق مكسب سياسى يساعدهم على التفاوض بعد الحرب وهو ماحدث بالفعل لذلك تم إبلاغ مخابرات مدن القناة قبل الحرب بتشكيل مقاومة شعبيية فى كل مدينة ومدهم بالأسلحة مع إستخدام أجهزة اللاسلكى الموزعة فى أماكن سرية كما تم الحصول على خرائط خاصة كانت مع الأسرى الإسرائيليين من خلالها تم اختراق شبكة العدو بطولات أهل السويس  ويتابع الخبير الأثاري الدكتور ريحان يروى الكاتب قصة البطولة يوم 24 أكتوبر وبعد ثمانية أيام من ثغرة الدفرسوار وبعد يومين من قرار مجلس الأمن بوقف القتال مع آخر ضوء يوم 22 أكتوبر بدأت القوات الإسرائيلية تبحث عن نصر زائف دعائى يساعدها فى التفاوض السياسى فبدأت تلعب على اسم السويس المرتبط فى أذهان العالم بقناة السويس ولم يفهموا أن سبع سنوات من مهانة حرب 67 وتهجير أهل السويس جعلت من فيها مستعداً لاستقبال رياح الجنة بالشهادة عن طيب خاطر وقصفوا مدينة السويس بالطائرات والمدفعية طوال يوم 23 أكتوبر وتولى المستشار العسكرى لمحافظة السويس مهمة قيادة وتنظيم الدفاع عن المدينة بالإمكانيات المتيسرة وقام قائد الفرقة 19 العميد يوسف عفيفى بدفع مجموعات اقتناص الدبابات وصواريخ لتنظيم الدفاع حول المدينة كما قسمت السويس إلى قطاعات تقاتل فيها القوات المسلحة والشرطة والدفاع الشعبى وفى قلب السويس كانت المقاومة الشعبية من منظمة سيناء وميكرفون مسجد الشهداء يردد فيه الشيخ حافظ سلامة بأن أهل السويس يرحبون برى أرضهم بدماء الإسرائيليين القذرة وعندما ظهرت دبابات العدو فى الجزء الشمالى الغربى واجهها القناصة وتم تدمير عدداً منها وفى الجنوب قام نقيب شرطة حسن عاصم بتكوين مجموعة من أبناء السويس مستعينين بأسلحة حصلوا عليها من مستشفى السويس العام هى أسلحة الشهداء والمصابين وكان يوماً تاريخياً خسرت فيه إسرائيل 32 دبابة وعدد 82 قتيل علاوة على العشرات فى الشوارع والبيوت وفى الصباح التالى كانت القوات الصهيونية خارج المدينة وجمع أهل السويس بين البطولة والروح الإنسانية فبعد المعركة دفنوا شهدائهم وكذلك دفنوا قتلى العدو ولقد كتب الخبير العسكرى الإسرائيلى عن بطولة أهل السويس بأن القوات الإسرائيلية انخدعت بالهدوء الذى ساد مدينة السويس لتنهال عليهم نيران المصريين وتشتعل الدبابات ويسقط مئات القتلى والجرحى وأصبح هم القوات الإسرائيلية هو تأمين انسحاب القوات المتبقية إلى خارج السويس . المظلات فهود النصر ويستطرد ريحان يروى المؤلف على لسان اللواء أ.ح محمود حسن عبد الله قائد قوات المظلات فى حرب أكتوبر بطولاتهم على مد 12 يوم من 6 إلى 18 أكتوبر حيث استطاع رجال المظلات من حاملى صواريخ فهد تدمير 118 دبابة فى شرق القناة وفى غرب القناة بعد الثغرة تشكل منهم أطقم اقتناص للدبابات للتعامل مع مدرعات العدو المخترق فى الثغرة ومنعه من توسيعها مع حماية مواقع الدفاع الجوى وقام القناصة باصطياد 40 دبابة أخرى بجنوب الاسماعيلية وغرب البحيرات المرة وقد استشهد المقدم صلاح حواش قائد كتيبة الصواريخ الملحقة على الجيش الثانى وهو يقوم بإعطاء شربة ماء لأحد جنوده أثناء الهجوم المضاد الرئيسى لمدرعات العدو وحرص جنوده على الثأر له واستبسلوا فى التصدى بعنف للعدو المخترق ودمروا معظم دباباته وأطلق الأعداء على هذا اليوم 8 أكتوبر يوم الإثنين الحزين وحصل حواش على نجمة سيناء.

صائد الدبابات  ويقول الخبير الأثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان محمد المصرى أحد أبطال حرب أكتوبر وحامل وسام نجمة سيناء من مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة يروى المؤلف على لسانه قصة البطولة وأنه كان فى الفوج الأول الذى عبر القناة الساعة الثانية وعشرون دقيقة وأن قائده المقدم صلاح حواش الذى كان يضع المصحف فى جيب سترته الأيمن لقنه كلمة السر المتفق عليها قائلاً لا إله إلا الله ورد عليه محمد رسول الله ومن لحظتها أصبح واجبه التعامل فوراً مع أى مدرعة وفى التاسعة صباح 7 اكتوبر وجد أمامه تشكيل مفتوح من 9 دبابات إسرائيلية فأطلق أول صواريخه فأصاب الهدف فى 27 ثانية وشاهد لأول مرة الدبابة وهى تتحول إلى كتلة نيران ملتهبة وبعد دقيقتين ونصف دمر 4 دبابات وفر الباقى من أمامه وفى يوم 8 أكتوبر بعد أن تغير التمركز إلى منطقة وادى النخيل واجه تشكيلاً من الدبابات دمر منها ثلاثة وفجأة وجد قائده المقدم صلاح يفتح زمزمية المياه ليملأ له غطاءها وهو الذى كان يشربه 4 أفراد فى التدريب والحرب ليقدمه له كله ولكن قبل أن تصل إليه يده بالماء أصيب بطلقة فجائية استشهد على أثرها فى الحال فاشتعل الغضب داخل محمد المصرى ودمر 3 دبابات فى نفس اليوم وفى الليل فى منطقة التمركز جاءه فردين ليبلغوه أنه دمر دبابة عساف ياجورى ولم يكن يعرفه وعرف أنه برتبه عقيد وقائد إحدى كتائب اللواء 190 المدرع الإسرائيلى والذى قفز من دبابته فور رؤيته لصاروخ محمد المصرى وشعر المصرى بأن هذا أقل واجب عزاء يقدمه لقائده الشهيد صلاح حواش وأنه كان يدمر الدبابات دون أن يعرف عددها وفى يوم 12 أكتوبر دمر 6 دبابات ويوم 14 دمر 10 دبابات وانتقل لمنطقة أبو سلطان ليدمر دبابة أخرى ولم يعرف عدد الدبابات التى دمرها إلا من خلال تقرير كفاءة القتال فى نهاية الحرب وكان عددهم 27 دبابة وحصل على نجمة سيناء.

أضف تعليق

إعلان آراك 2