وافق مجلس الشؤون الاجتماعية العرب على مساهمة بمبلغ مائة ألف دولار أمريكي للتخفيف من الآثار الإنسانية والاجتماعية الناجمة عن الاشتباكات المسلحة في جمهورية السودان الشقيقة، وذلك خصماً من بند تخفيف الآثار الاجتماعية للكوارث الوارد في موازنة الصندوق العربي للعمل الاجتماعي للعام المالي 2023 .
وقرر المجلس في ختام اجتماعه الطارىء الذي عقد عبر تقنية الإتصال المرئي اليوم تكليف الأمانة العامة قطاع الشؤون الاجتماعية "إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية ـ الأمانة الفنية للمجلس"، باتخاذ الإجارءات اللازمة لشراء مستلزمات الدعم الاجتماعي والإنساني في حدود المبلغ المقرر والعمل على إيصالها للمتضررين بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري، وجمعية الهلال الأحمر السودانية ،ومع الجهات الأخرى العربية والدولية المعنية.
كما قرر المجلس دعم الجهود المشتركة بين جامعة الدول العربية والدولة السودانية، بحيث تشمل المنظمات الإنسانية السودانية وجمعية الهلال الأحمر السودانية، وجمعيات الهلال الأحمر العربية الوطنية، والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، والا تحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، و الصليب الأحمر الدولي، لتقديم الدعم الصحي والدوائي والغذائي والرعاية الاجتماعية للمدنيين في مناطق الاشتباكات، وللنازحين السودانيين في الولايات المختلفة.
وطلب المجلس إلى الأمانة العامة العمل على عقد اجتماع عاجل عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بين جمعيات الهلال الأحمر العربية ،وجمعية الهلال الأحمر السودانية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، و الصليب الأحمر الدولي، لتنسيق سبل تقديم الدعم الفوري للمتضررين من الاشتباكات.
ودعا كافة الأطراف السودانية لتوفير الممرات الأمنة لوصول المساعدات الإنسانية والاجتماعية للمتضررين وأسرهم.
كما دعا الدول الأعضاء إلى تقديم كافة وسائل الدعم الإنسانية والاجتماعية إلى المصابين والمتضررين بجمهورية السودان، وموافاة الأمانة العامة ، قطاع الشؤون الاجتماعية إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية – الأمانة الفنية للمجلس، بتقرير بالمساعدات التي تمت أو سيتم تقديمها لتضمينها ضمن تقرير الأمانة العامة.
وكلف المجلس الأمانة الفنية لمجلس وزارء الشؤون الاجتماعية العرب، بعرض تقرير حول الموضوع، على الدورة القادم ال 43 لمجلس وزارء الشؤون الاجتماعية العرب.
وكانت السفيرة هيفاء أبو غزالة الامين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الإجتماعية ألقت كلمة في بداية الاجتماع مؤكدة أهمية التضامن مع السودان الشقيق في محنته الصعبة التي خلفت ولا تزال أثارا انسانيا واجتماعية كبيرة .
واشارت في هذا الصدد إلى أن أكثر من 60% من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم مغلقة، بينما يعمل 16% فقط بشكل منتظم، وتم قصف 15 مستشفى، واخلاء 19 وأن أغلاق المدارس أدى إلى حرمان الأطفال والشباب من التعليم، كما توقفت غالبية المرافق الاجتماعيةعن العمل غضافة إلى النقص الشديد وربما انعدام خدمات رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن في العديد من المناطق.
كما أوضحت أن هناك نقصا شديدا في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشربو نزوح أكثر من خمسة وسبعون ألف شخص خلل الأسبوعين الماضيين.
واشارت إلى حالة الترويع والخوف لدى الأطفال والنساء، نتيجة إلى سوء الأوضاع الأمنية، وزيادة حالات السلب والنهب، فضلا عن إعلان برنامج الأغذية العالمي أنه قد تم نهب وتكسير معظم مكاتبه وسياراته ومعداته، بالإضافة إلى نهب 400 طن من المواد الغذائية من المستودعات المخصصة للمحتاجين.
وقالت نعلم أن الوضع الأمني صعب، وأن هناك تحديات لإيصال المساعدات، بل والوقوف على المتطلبات بشكل محدد، إلا أننا نسعى إلى تجميع المعلومات قدر الإمكان من الجهات الموثوق بها، بما يمكن من أن يكون لدينا تصور شبه واضح على الأقل للمساعدات والتدخلات السريعة المطلوبة، ويتطلب الأمر العمل من خلال تنسيق محكم بين كافة الأطراف بما يمكن من وصول الإغاثة والمساعدة إلى مستحقيها، وبالطبع لا نغفل الدور الهام لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة والتنسيق معهم.