ذكر مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الهجمات الصاروخية التي شنتها روسيا أمس الإثنين مستهدفة مواقع في أوكرانيا ومن ضمنها مخزن هام للذخيرة تهدف إلي عرقلة أي محاولة من جانب كييف لشن هجمات مضادة على مواقع روسية خلال فصل الربيع الحالي.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من بيتر بيمونت و إيما جراهام هاريسون، أن الصواريخ الروسية استهدفت مواقع في جنوب شرق أوكرانيا ومنها مخزن للذخيرة إلى جانب البنية التحتية للسكك الحديدية وذلك قبل ساعات من انفجار استهدف قطار شحن داخل الأراضي الروسية.
وأشار المقال أنه من الواضح أن الهجمات من كلا الجانبين تهدف إلى عرقلة عمليات الإمداد والتموين لقوات الطرفين قبل هجمات متوقعة من جانب القوات الأوكرانية ضد أهداف روسية في جنوب وشرق أوكرانيا خلال الفترة القادمة. ويلفت المقال إلى أن ضربات الأمس تأتي في إطار الموجة الثانية لسلسلة من الهجمات التي بدأتها القوات الروسية منذ ثلاثة أيام.
ويتطرق المقال لموقف الدول الغربية الحليفة ل أوكرانيا حيث تؤكد تلك الدول أنها قدمت لكييف كل المساعدات العسكرية واللوجيستية اللازمة والتي تضمن نجاح أي عملية عسكرية مضادة خلال الأيام القادمة، موضحا في نفس الوقت أن الرد الروسي على تلك الإمدادات تمثل في القيام بضربات صاروخية مكثفة في العمق الأوكراني وبعيدا عن خطوط النار.
ويوضح المقال في هذا السياق أن القوات الروسية قامت في الساعات الأولى من صباح أمس الإثنين بإطلاق 18 صاروخا من طراز كروز تمكنت القوات الأوكرانية من إسقاط 15 منها إلا أن الصواريخ الثلاثة التي لم تتمكن الدفاعات الجوية الأوكرانية من إسقاطها أحدثت خسائر كبيرة.
وفي الوقت نفسه يشير المقال إلى تصريحات مسئولين من وزارة الدفاع الروسية يؤكدون فيها أن الهجمات حققت أهدافها بالكامل، موضحين أن الضربات الصاروخية تمكنت من تعطيل عمليات تصنيع الذخيرة والأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى في أوكرانيا. وتقول مصادر أوكرانية في نفس الوقت أن الهجمات الروسية استهدفت مصنعا لإنتاج الوقود المستخدم في تشغيل صواريخ سوفيتية الصنع.
ويوضح المقال كذلك أن حجم ألسنة النيران المتصاعدة من أحد المواقع المستهدفة في مدينة بافلوراد يؤكد أن القوات الروسية استهدفت بالفعل أحد مواقع إنتاج الأسلحة الهامة في أوكرانيا.
وكان مسؤلون أوكرانيون رفيعوا المستوى قد أعلنوا منذ عدة أيام، كما يشير المقال، أن العملية العسكرية المضادة التي تعتزم كييف شنها على أهداف روسية سوف تبدأ في القريب العاجل، موضحا أن تلك العملية سوف تمثل اختبارا حقيقيا ما إذا كانت القوات الأوكرانية قادرة على استرداد الأراضي الواقعة حاليا تحت السيطرة الروسية والتي تمثل ما يقرب من 20 بالمائة من مساحة أوكرانيا.
ويشير المقال في الختام إلى تصريحات وزير الدفاع الأوكراني أوليسكي ريزنيكوف التي يؤكد فيها أن القوات الأوكرانية سوف تبدأ عمليتها العسكرية المضادة فور توافر الاستعدادات اللازمة والظروف الجوية الملائمة.