أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، طبعة جديدة من كتاب "في اللغة والأدب" للدكتور إبراهيم مدكور، في "مكتبة الأسرة"، ضمن مشروع القراءة للجميع.
ويقول مدكور في تقديمه للكتاب: "نعمت بصحبة الخالدين زمنا غير قصير، فعادوا بي إلى دراسات صرفتني عنها شؤون شتى ووجهوني نحو مشاكل في اللغة والأدب، عرضت لكل واحدة منها في استقلال وتحت تأثير ظروف خاصة، وقد عاودت النظر فيها أخيرا، فلمست ما بينها من صلة، وتبينت أنه تجمعها وحدة، وأنه يمكن أن يرد قسمها اللغوي إلى أبواب ثلاثة، فمنها ما يدور حول بعض القضايا اللغوية الكبرى، كتطور اللغة والصلة بينها وبين الفكر، والقياس والتعريب والنحو العربي في نشأته وتطوره، منزلة العربية بين اللغات العالمية الكبرى؛ وهذا هو موضوع الباب الأول".
وأضاف أن منها ما يعالج لغة العلم بوجه خاص، فيعرض لخصائصها ومميزاتها، ولحق العلماء في وضعها وصياغتها، ويشير إلى شئ من تاريخها، وما انتهت إليه اليوم في لغتنا العربية، وقد جمع ذلك كله تحت الباب الثاني.
ومنها أخيرا، كما أوضح المؤلف، ما يفصل القول في فن المعجمات، ويبين تطورها وما وصل به المعجم الحديث.. ويقف مدكور هنا عند لون من التأليف المعجمي لم يلحظ في ترتيبه وتبويبه إلا مجرد نطق الكلمة، وهو ما سمى المعجم الأبجدي، وأدرج هذا كله تحت الباب الثالث.
وأما الأدب فلم يحظ إلا بباب واحد درس فيه المؤلف بعض جوانب الشعر والقصة، وأثيرت مشكلتان كثيرا ما كانتا موضع أخذ ورد، وهما مشكلة متن اللغة، ومشكلة تيسير الكتابة العربية، وفي ذلك أشار إلى بعض مميزات أدبنا المعاصر.
وختم مدكور بالقول: "إذا كانت هذه الموضوعات قد عولجت منفصلة وفي مراحل زمنية، فإن في جمعها ما يزيدها وضوحا ويعين على فهمها، ونعتقد أنها لا تزال تشغل الأذهان، ومن الخير أن تلقى عليها أضواء متلاحقة".
وجدير بالذكر أن إبراهيم بيومي مدكور الذي عاش بين عامي 1902 و1996هو عالم لغة ومختص بالفلسفة وأستاذ جامعي ومصلح اجتماعي وسياسي، وتولى رئاسة مجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ عام 1974م خلفا لطه حسين.