خبير آثار: قلعة صلاح الدين بطابا  تُشرف على حدود 4 دول

خبير آثار: قلعة صلاح الدين بطابا  تُشرف على حدود 4 دولخبير آثار: قلعة صلاح الدين بطابا  تُشرف على حدود 4 دول

* عاجل31-5-2018 | 16:18

كتب : محمد فتحي

قال الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري إن جزيرة فرعون بطابا  جزيرة فريدة ساحرة متفردة من حيث إشرافها على حدود 4 دول وهى السعودية والأردن وفلسطين ومصر وهى الجزيرة التى تجمع بين سياحة الآثار حيث قلعة صلاح الدين وسياحة الرياضات البحرية لوجود أجمل منطقة غوص بسيناء بعد رأس محمد وسياحة السفارى لقربها من وادى طويبة الذى يبعد عنها 3كم وبه أجمل نقوش صخرية ومناظر طبيعية . يذكر أن تسمية الجزيرة بجزيرة فرعون لا علاقة له بالفراعنة حيث لم يتواجد المصريون القدماء بهذه الجزيرة و تركز نشاطهم بسيناء فى طريق حورس الشهير بشمال سيناء وفى منطقة سرابيت الخادم والمغارة ووادى النصّب بجنوب سيناء حيث أعمال تعدين الفيروز والنحاس وأن أقدم تواجد مؤكد أثريًا بالجزيرة كان فى القرن السادس الميلادى حيث أنشأ الإمبراطور جستنيان فنار فوق التل الجنوبى بجزيرة فرعون بطابا لإرشاد السفن التجارية القادمة من جزيرة جوتاب (تيران) إلى رأس خليج العقبة لخدمة تجارة البيزنطيين وكلمة فنار بالإنجليزية Phareالتى حرفت فيما بعد إلى فارعون فأطلق عليها جزيرة فارعون وهناك سبب آخر للتسمية ربما إذا أردنا أن نعطى للشيئ أبهة أكثر من اللازم نطلق عليه فرعون والتسمية الأفضل لهذه الجزيرة هى جزيرة صلاح الدين حيث الدور الأعظم فى تاريخ الجزيرة.

تطوير قلعة صلاح الدين

وأوضح الدكتور ريحان أنه قامت منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بأعمال عديدة فى طابا منذ عام 1985 منها مشروع ترميم شامل لقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون وأعمال حفريات أسفرت عن كشف آثار مهمة ولوحات تأسيسية أكدت بناء القلعة فى عهد صلاح الدين ودورها الحضارى وملامحها المعمارية الأثرية ومشروع ترميم وتطوير للقلعة بدأ عام 2008 وانتهى 2012 حيث تم ترميم السور الخارجى للقلعة وإظهار المناطق المكتشفة به وحمايته من عوامل النحر والانهيار بواسطة أمواج البحر الشديدة فى فصل الشتاء والتى تصل إلى داخل الجزيرة نفسها وخطة إضاءة تحول الجزيرة لمدينة مرئية رائعة ليلاً عبر السعودية و الأردن وفلسطين المحتلة ومصر تتيح زيارة القلعة ليلاً وزيادة الأنشطة الثقافية بها كما يشمل التطوير خدمات حول القلعة وبرجولات خشبية لراحة الزائرين وتطوير البحيرة الداخلية وأحيطت بمقاعد للزائرين وتطوير مرسى ومدخل القلعة والبرج الأمامى بها.

                            القلعة قيمة ثقافية

وأضاف الخبير الأثري الدكتور ريحان أن جزيرة فرعون بطابا تبعد 10كم عن مدينة العقبة وتبعد عن شاطئ سيناء 250م وتمثل قيمة تاريخية ثقافية مهمة حيث تشرف على حدود 4 دول أنشأها القائد صلاح الدين عام 567هـ 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصرى عبر سيناء وكان لها دور عظيم فى حماية سيناء من الغزو الصليبى فحين حاصرها الأمير أرناط صاحب حصن الكرك 1182م بقصد إغلاق البحر الأحمر فى وجه المسلمين واحتكار تجارة الشرق الأقصى والمحيط الهندى بالاستيلاء على أيلة شمالاً (العقبة حاليًا) وعدن جنوبًا فأرسلت الحامية الموجودة بالقلعة رسالة إلى القيادة المركزية بالقاهرة عبر الحمام الزاجل وهناك برج للحمام الزاجل داخل القلعة فتصدى له العادل أبو بكر أيوب بتعليمات من أخيه صلاح الدين فأعد أسطولاً قويًا فى البحر الأحمر بقيادة الحاجب حسام الدين لؤلؤ قائد الأسطول بديار مصر فحاصر مراكب الفرنج وأحرقها وأسر من فيها وتعقبها حتى شواطئ الحجاز وكانت تمهيدًا لموقعة حطين

                                القلعة موقع استراتيجى

ويُشير الدكتور ريحان إلى أن القلعة تحوى منشآت دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان وبنيت القلعة من الحجر النارى الجرانيتى المأخوذ من التل التى بنيت عليه القلعة واستخدام مونة من القصروميل المكون من الطفلة الناتجة عن السيول أى كان بناؤها تفاعلاً بين الإنسان والبيئة.

كما حرص صلاح الدين على اختيار موقع استراتيجى فى جزيرة (جزيرة فرعون) وبنى قلعته على تل مرتفع عن سطح البحر شديد الانحدار فيصعب تسلقه والقلعة تقع فوق تلين كبيرين تل شمالى وتل جنوبى بينهما سهل أوسط كل منهما تحصين قائم بذاته قادر على الدفاع فى حالة حصار الآخر ويحيط بهما سور خارجى كخط دفاع أول للقلعة كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر فتوفرت لها كل وسائل الحماية والإعاشة وكان خير اختيار للماضى والحاضر والمستقبل.

وتحوى القلعة عناصر دفاعية تتمثل فى سور خارجى كخط دفاع أول يدعمه تسعة أبراج دفاعية ثم تحصينين شمالى ويدعمه 14 برج من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبى صغير ولكل تحصين سور دفاعى كخط دفاع ثانى ويخترق هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام على شكل مثلث متساوى الساقين فى المواجهة وقائم الزوايا فى الجوانب لإتاحة المراقبة من كل الجهات وبعض هذه الأبراج يتكون من طابق واحد وبعضها من طابقين وبالبعض ثلاثة مزاغل والأخرى خمسة أو ستة مزاغل واستخدمت فى أسقف الأبراج فلوق وسعف النخيل.

                               عناصر معمارية

وتابع خبير الآثار الدكتور ريحان"من العناصر المعمارية الجاذبة بالقلعة برج الحمام الزاجل الذى يقع فى الجزء الشرقى من التحصين الشمالى وتم الكشف عن بيوت الحمام " بنانى الحمام" داخل هذا البرج وبها بقايا حبوب من الشعير والفول وتضم القلعة حجرات للجنود خلف السور الغربى للتحصين الشمالى وهى أشبه بغرف إعاشة وحراسة لقربهم من الممر الموجود خلف شرفات القلعة المستخدم لمراقبة أى هجوم مفاجئ وبهذه الحجرات حنيات صغيرة لوضع مسارج الزيت للإضاءة

وبالقلعة خزان للمياه وصهريج حيث يقع الخزان قرب السور الشرقى للتحصين وهو محفور فى الصخر ويعتمد على مياه الأمطار التى تتساقط عليه من خلال فتحات (خرزات) بالأقبية الطولية التى تغطى الخزان وفى حالة ندرة الأمطار يملئ الخزان من بئر بوادى طابا وينقل الماء بالمراكب للقلعة أما الصهريج فهو أصغر حجماً ويجاور منطقة حمام البخار والمطعم وفرن القلعة ومخازن الغلال وهو مبنى من الحجر الجيرى ويتكون من عمود أوسط من عدة حلقات لقياس منسوب المياه يحمل عقدين وتنقل إليه المياه بواسطة حوض خارجى يتصل بالصهريج عن طريق قنوات فخارية وبجوارالصهريج حواصل الغلال الذى عثر بها على بقايا قمح وشعير وعدس وكذلك فرن القلعة حيث كشف عن البلاطة الخاصة بالفرن "العرصة" يجاورها موقد بلدى "كانون" وقواعد لجرار كبيرة ربما كانت لتخزين أغراض متعلقة بحجرة المعيشة .

                                     حمام القلعة

واستطرد الدكتور ريحان أن القائد صلاح الدين كان حريصًا على نظافة الجنود والاهتمام بصحتهم فأنشأ داخل القلعة حمام بخار وقد تم الكشف عن طريقة تشغيل هذا الحمام الذى يتكون من ثلاث غرف الأولى لتغيير الملابس وبها مصاطب للجلوس عليها تمهيداً للدخول إلى مر طولى يؤدى إلى الحجرتين الساخنتين حيث تتدرج السخونة من الحجرة الثانية إلى الثالثة الأكثر سخونة والتدرج هذا لمنع الإصابة بنزلات البرد كما عثر على المواسير الفخارية بالجدارن وهى التى كان يمر بها الماء الساخن الناتج من الخزان الخلفى للحمام حيث يتم الإيقاد عليه حتى يتبخر الماء ليتم توزيعه عبر هذه المواسير حتى تكتمل الدورة الحرارية من الجدران والأرضيات الساخنة.

                                مسجد صغير

واختتم ريحان حديثه قائلا: للقلعة مسجد صغير يضم محرابًا وشباكين جانبيين ومن حسن الحظ أنه تم العثور على اللوحة التأسيسية لهذا المسجد متساقطة عند مدخله وتم إعادتها لموقعها الأصلى فوق المدخل فى أعمال الترميم وهى مكتوبة بالخط النسخى فى ثلاثة سطور" أعمر هذا المسجد المبارك ، الأمير حسام الدين باجل بن حمدان فى شعبان سنة ...." ورغم أن السنة متآكلة ، ولكن حيثما وجد مسلمون فى أى مكان وجد المسجد لذلك تم تأريخه إلى وقت إنشاء القلعة 567هـ ،1171م.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2