أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أنه لا يمكن معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وفق مقاربة أمنية فقط بعد أن أثبتت التجربة محدوديتها، مشيرا إلى أن الضحايا تتضاعف أعدادهم يوما وهناك شبكات إجرامية تستغل الظروف اللاإنسانية لمن تقطّعت بهم السبل نتيجة الفقر واليأس وتتلقّفهم للاتجار بهم هذا إذا لم يقضوا في البحر ورمت الأمواج بجثثهم تقريبا كل يوم إن عُثر على هذه الجثث أو حتى بقية باقية منها.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس اليوم الاثنين ماتيو بيانتيدوزي وزير الداخلية الإيطالي والذي تم خلاله تناول علاقات الصداقة والتعاون المتميزة بين البلدين والشعبين الجارين والإرادة المشتركة في مزيد تطويرها ودعمها في كافة المجالات، والتطرق مطوّلا إلى ملف الهجرة غير النظامية التي تتفاقم بصفة مستمرة كما تشير إلى ذلك الأرقام.
وأشار سعيد إلى أن القضاء على الأسباب هو الطريق الأنجح لوضع حدّ للهجرة غير الشرعية ، مشدّدا على أن تونس تعاني بدورها من هذه المأساة والحلّ لا يمكن أن يكون إلا جماعيا وفق مقاربة جديدة.
واقترح سعيد في إطار هذا التصوّر، عقد اجتماع دولي في أقرب الآجال على مستوى رؤساء الدول والحكومات أو على مستوى وزراء الداخلية تشارك فيه كل الدول المعنية بما في ذلك الدول التي يتدفّق منها هؤلاء المهاجرون حتى يتم الاتفاق على صيغ تعاون تقضي على أسباب الهجرة غير النظامية ولا يتم الاقتصار فقط على معالجة النتائج والآثار.