بعيون تحجرت فيها الدموع، وصرخات مكتومة، وقلوب يعتصرها الألم وقف أصحاب المحلات التجارية والمخازن الكائنة في معرض شباب مصر بشارع بورسعيد وسط بني سويف، ينظرون إلى حطام شقى العمر الذي أكلته النيران.
"الطف بينا يا رب.. الطف بينا يا رب"، بهذه الكلمات ودع أصحاب محلات معرض شباب مصر بشارع بورسعيد وسط بني سويف، بذهول تعب السنين التي التهمته النيران، بينما جلس آخرون يرددون "بيوتنا كلها خربت، بعد ما كنا مستنيين نبيع اللبس الصيفى علشان نعوض الخسارة بتاعة الشتوي، لكن فى لحظة البضاعة كلها راحت".
حسرة مُمتزجة بحزن كبير انتابت أهالي مدينة بني سويف، عقب الحريق المروع، الذى التهم المحلات التجارية والمخازن الكائنة في معرض شباب مصر بشارع بورسعيد وسط المدينة.
انطلقت صافرات سيارات الإطفاء لم ، التي لم تتوقف لحظة، واحدة تلو الأخرى، من أجل إخماد الحريق الذي نشب في المحلات التي تنوعت ما بين الملابس الجاهزة، والمستلزمات المنزلية وغيرها من المنتجات، في مشهد استمر عدة ساعات قضت خلاله النيران على محتويات المعرض بالكامل، وما فيه من بضائع تُقدّر بملايين الجنيهات.
كان اللواء أسامة حلمي مدير أمن بني سويف، قد تلقى إخطارا من اللواء منصور الدغيدي مدير المباحث الجنائية، بنشوب حريق هائل في معرض شباب مصر لبيع الملابس الجاهزة والمستلزمات المنزلية، الكائن على ترعة الإبراهيمية في وسط مدينة بني سويف.
أسفر الحادث عن إصابة 5 أشخاص باختناق من جراء تصاعد الأدخنة، إضافة إلى إصابة العديد من الأشخاص بالذكر جراء تصاعد السنة اللهب.
استقبل الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، بمكتبه، عددًا من متضرري حريق المعرض التجاري، وأكد المحافظ أنه منذ اللحظات الأولى، جرى التنسيق مع وزارة التضامن في هذا الشأن، حيث تقوم حاليا مديرية التضامن بحصر المتضررين، واستيفاء المستندات المطلوبة.
وأضاف المحافظ، أنه سيبذل ما في وسعه مع وزارة التضامن لصرف الحد الأقصى المسموح به «حسب اللوائح القانونية»، مشيرا إلى أنه جاري التنسيق مع المجتمع المدني ودراسة كافة الإجراءات المتاحة لصرف تعويضات للمتضررين.
وكلف محافظ بني سويف مديرية التضامن بالإعلان عن المستندات المطلوبة من متضرري الحريق لسرعة استيفائها وصرف التعويضات لهم، لتخفيف العبء والضرر الذي لحق بهم جراء هذا الحريق والواقعة الأليمة.