أعربت الصين، اليوم الجمعة، عن استيائها ومعارضتها الشديدين لخطوة الولايات المتحدة للتوصل إلى ما يسمى باتفاق بشأن الجزء الأول من "مبادرة القرن الحادى والعشرين التجارية" مع تايوان.
وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وينبين، فى مؤتمر صحفى، أن " الصين تعارض بشدة أى شكل من أشكال التفاعل الرسمى بين الدول التى لها علاقات دبلوماسية مع الصين، وجزيرة تايوان، بما فى ذلك المفاوضات وتوقيع أى اتفاقية ذات طبيعة سيادية ورسمية"، وفقا لصحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.
واعتبر أن "الخطوة الأمريكية انتهكت بشكل خطير مبدأ " الصين الواحدة"، والبيانات الصينية الأمريكية الثلاثة المشتركة، فضلا عن التزامها بالحفاظ على العلاقات غير الرسمية فقط مع الجزيرة".
وفى هذا السياق، طالب المتحدث باسم "الخارجية الصينية" أمريكا بالالتزام بمبدأ " الصين الواحدة" والبيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، ووقف كافة أشكال التفاعل الرسمى مع جزيرة تايوان.
وتابع أنه "يتعيّن على أمريكا ألا تتفاوض وتوقع أى اتفاقية مع الجزيرة، لها آثار على السيادة وطبيعة رسمية، ويجب ألا ترسل أى إشارة خاطئة إلى قوى "استقلال تايوان"، باسم الأعمال والتجارة".
ويوم أمس الخميس، أعلن مكتب الممثل التجارى الأمريكى أن أمريكا و تايوان توصلتا إلى اتفاق بشأن الجزء الأول من مبادرتهما التجارية "القرن الحادى والعشرين"، والتى تغطى الإجراءات الجمركية والحدودية والممارسات التنظيمية والشركات الصغيرة.
وبعد التوقيع على الاتفاقية الأولية للمبادرة الأمريكية التايوانية بشأن تجارة القرن الحادى والعشرين، ستبدأ المفاوضات بشأن التعاون فى مجالات تجارية أخرى أكثر تعقيدا، بما فى ذلك الزراعة، والتجارة الرقمية، ومعايير العمل والبيئة، والشركات المملوكة للدولة، والسياسات والممارسات غير السوقية.
وقالت الممثلة التجارية الأمريكية، كاثرين تاى، فى بيان، إن الاتفاق يعزز العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان، ويظهر أنهما قادران على العمل سويا لدفع الأولويات التجارية لشعوبهما.
وأضافت تاى: "نتطلع إلى مواصلة هذه المفاوضات ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية تجارية قوية وعالية المستوى تعالج تحديات القرن الحادي والعشرين الاقتصادية".
من ناحيته، وصف مكتب المفاوضات التجارية التايوانى فى بيان له الاتفاق بأنه "ذو أهمية تاريخية"، متابعًا أن تايوان تهدف إلى إنهاء المفاوضات بشأن جميع القضايا المتبقية بحلول نهاية العام الحالى.
وتخضع تايوان للحكم بشكل مستقل عن البر الرئيسى للصين منذ عام 1949. وتنظر بكين إلى الجزيرة على أنها مقاطعة تابعة لها، بينما تؤكد تايوان أنها دولة تتمتع بالحكم الذاتى ولكنها لم تصل إلى حد إعلان الاستقلال.
وتعارض بكين أى اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايبيه، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرًا لا جدال فيه.