دعاة التشيع.. والقرآنيون.. والملاحدة.. وعبّاد الشهرة والمال: لمصلحة من يهاجمون السُنة ؟!

دعاة التشيع.. والقرآنيون.. والملاحدة.. وعبّاد الشهرة والمال: لمصلحة من يهاجمون السُنة ؟!دعاة التشيع.. والقرآنيون.. والملاحدة.. وعبّاد الشهرة والمال: لمصلحة من يهاجمون السُنة ؟!

*سلايد رئيسى4-6-2018 | 00:24

* دعاة التشيع ينظرون للسنة النبوية فى مجملها على أنها اختلاق من بنى أمية!

* القرآنيون يرحبون بأى جهد للطعن فى السنة ورفضها ولو جزئيًا!

* الملحدون يسرهم أى عمل يطعن فى أصول الأديان وثوابتها!

* العلمانيون لا يعنيهم الدين من الأساس ويحرصون على جعله علاقة فردية مع الله!

هل صار الهجوم على السنة النبوية والطعن فى صحيحى البخارى ومسلم موضة إعلامية؟..

تقرير يكتبه: محمود عبده

للأسف يبدو الأمر كذلك مع الهجمة الشرسة اليومية التى تتعرض لها السنة النبوية فى الفضائيات والصحف، قد تتنوع أساليب الخطاب، ولكن الهدف النهائى واحد وهو: الطعن فى مصداقية السنة، وتشكيك المثقفين ومن فى حكمهم، ولا تسألنى عند تدين المثقفين ومن ثم العوام، فيما نقله لنا السلف من أقوال نبينا (ص) وأفعاله وتقريراته، ولأن فضائياتنا وصحفنا لا تترك خيطا للإثارة إلا وتلقفته، فقد أصبح الهجوم على السنة والتراث مباشرًا وسافرًا، كما يفعل ذلك الآن عد من عباد الشهرة والمال، أو ربما كان المهاجم "أخبث" وأكثر مكرًا، فيسلم بالسنة إجمالًا، وينبرى فى الوقت ذاته مشككًا فى الصحيحين، بزعم تنقية السنة، رافضًا ما لا يحلو له من الأحاديث، ومثبتًا ما يعجبه، دون ضابط ولا رابط إلا الهوى الشخصى والرغبة فى الظهور، أو خدمة لاتجاهات مذهبية وسياسية بعينها.

والحق أن فريق المشككين هو الأخطر والأشد عداء للسنة النبوية، فهو لا يعادى السنة والتراث من الخارج، كما فعل سابقا جمال البنا، مثلا، بل يدخل ويبحث فى كتب الحديث عن نصوص يضرب بعضها ببعض، مشككًا فى بعضها استدلالًا بالآخر، ولا يبغى فى النهاية إلا التشكيك فى مجمل السنة، والقضاء على مكانتها وحجيتها فى النفوس، وهم يستعينون على ذلك بالصوت العالى، والطنطنة بشعارات إنسانية وعقلانية هم أبعد ما يكونون عنها، مع إدعاء معرفة العلوم والتمكن من أدوات البحث العلمى.

ولا بأس من بث عبارات التطاول التى ترهب المعارضين، وفى القضية التى آثاروها مثلا عن عمر أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها حين تزوجها النبى (صلى الله عليه وسلم) نموذج واضح لذلك، ووفقًا لقاعدة: فتش عن المستفيد، فإننا هنا لا يهمنا أسماء هؤلاء المهاجمين للسنة، ولا خلفياتهم ولا دوافعهم، وإنما نبغى التركيز على نتيجة ما يقومون به، والمستفيدين منه فى النهاية، لتتضح خطورة القضية ونوايا القائمين عليها.

المستفيدون:

هناك مستفيدون كثيرون من التشكيك فى البخارى ومسلم، قد يختلفون فى الانتماءات الفكرية والمذهبية، وقد يتباينون فى الأهداف، ولكنهم فى النهاية يرحبون بأى جهد يمس السنة النبوية، ويقدح فى الصحاح والأئمة.

دعاة التشيع:

على رأس هؤلاء يأتى الدعاة للتشيع، واستفادتهم واضحة، فالشيعة ينظرون للسنة النبوية فى مجملها على أنها من اختلاق بنى أمية، الذين وضعوا الأحاديث، وشجعوا على وضعها، بغرض التغطية على حق على بن أبى طالب (رضى الله عنه) وذريته فى وراثة الحكم، وقيادة الأمة (حسبما يعتقد الشيعة)، فى الوقت الذى يؤمنون فيه بأنهم وحدهم يملكون المرويات الصحيحة عن النبى (ص) وآل بيته، وهم يتمنون أن تجتمع الأمة على تلك المروريات، وأن يكون التشيع المذهب الوحيد، وعنوان الإسلام.

 ولما كان العائق الأكبر أمامهم هو الصحاح والمسانيد التى بين أيدينا نحن أهل السنة، فإن أى جهد للطعن فى حجية تلك الصحاح والمسانيد، يصب فى النهاية لصالح الدعوة الشيعية، وكيلا يتعجل بعضنا فى الاستنتاج، فإن كلماتى لا تعنى أن من يقومون بمهاجمة السنة مدفوعون بالضرورة بتدبير أو تمويل شيعى، وإنما تعنى أن الراغبين فى نشر التشيع بين أهل السنة، يستفيدون من الطعن فى السنة، سواء أكانوا خلف القائمين بذلك، أم لم يكونوا، فلا يشترط أن تشارك فى أمر كى تكون نتيجته فى صالحك.

القرآنيون:.

وهم من يرفضون – لسبب أو لآخر- السنة النبوية إجمالًا، اكتفاء بالقرآن، ويستدلون بالأحاديث التى رويت عن نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن تدوين السنة على مذهبهم الباطل، أى أنهم يستدلون بالسنة على رفض السنة (منطق عجيب أليس كذلك؟)، وهؤلاء القوم يرحبون بأى جهد للطعن فى السنة ورفضها، ولو جزئيًا، لذا تجدهم يتلقفوت الكتابات التى تسير فى هذا الاتجاه.

الملاحدة:

وهم من لا يؤمنون بإله أو دين/ ورغم أنهم ليسوا كثيرين فى مجتمعاتنا والحمد لله، فإنهم موجودون، ويسرهم أى جهد أو عمل يطعن فى أصول الأديان وثوابتها، ولا سيما الإسلام الذى يتحدى إلحادهم ببراهينه الساطعة، ومنطقه السليم، وآياته الباهرة، لذا نجدهم يتلقفون الشبه والمفتريات التى توجه للإسلام، ويرددونها، محاولين إقناع أنفسهم قبل أن يقنعوا غيرهم، ببطلان الإسلام، ورغم أن معركتهم مع الإسلام تشمل القرآن والسنة والعلوم الشرعية كلها، فإنهم يرضيهم أن يكسبوا الجولة مع السنة أولًا، فالقضاء على السنة هو الخطوة الضرورية والمؤكدة للقضاء على القرآن، وكلمة التوحيد من بعده (كبرت كلمة تخرج من أفواههم).

العلمانيون:

وما أدراك ما العلمانيون؟ إنهم نفر من المسلمين، انتسبوا إلى الإسلام بحكم الميلاد والعادة، ولكنهم يدعون لتنحية شريعة الإسلام عن كافة مناحى الحياة، زاعمين أن الإسلام علاقة فردية بين العبد والرب، وأن الدين أى دين ينبغى ألا يتجاوز أسوار المعبد ليخرج لحياة الناس، وأن العقل هو البديل الصحيح، به تسن الشرائع والقوانين وتسير الحياة، ولما كانت السنة، من الناحية التشريعية، هى المذكرة التفسيرية للقرآن، والمصدر التفصيلى لشرائع الإسلام، والتطبيق العلمى لها، ومصدر الأحكام التى لا توافق أهواء علماني العصر الحديث، كحكم رجم الزانى المحصن، فكان لابد لهؤلاء أن يرفضوا كثيرًا مما جاء فى السنة، بدعوى مخالفته لحقوق الإنسان، والرحمة! وكأن الشريعة الإسلامية التى حكمت الأمة أغلب تاريخها كانت شريعة وحشية، سلبت الأمة حقوقها، وسامتها سوء العذاب، وجاءوا هم للإنقاذ!

لذا تجد هؤلاء يرحبون بأمثال جمال البنا، ونصر حامد أبوزيد، وأحمد صبحى منصور، وحسين أحمد أمين، والعشماوى، والقمنى، وفرج فودة، ومحمد أحمد خلف الله، ويطلقون عليهم ألقاب مثل: "المفكر الإسلامى"، "المفكر المستنير".. إلخ، ويرددون الافتراءات التى يروجها هؤلاء "المفكرون"، كالببغاوات، دون تفكير أو بعض تأمل، فالدين لا يعنيهم من الأساس، وهم حريصون على جعله علاقة فردية مع الله، وكيلا يطالبهم أحد بأى واجب دينى، أو يحاسبهم على فسوقهم ومعاصيهم.

وسائل الإعلام:

وأعنى بها الصحف والفضائيات، التى تبحث عن الإثارة والجدل لتجذب القراء والمشاهدين، بأى ثمن، دون أن تبالى إن كانت الإثارة على حساب الدين والعقيدة، أو بأنها تثير الفتن، وتنشر الباطل على حساب الحقائق، والحقيقة أن جزءًا كبيرًا من مأساة الطعن فى السنة يعود لتلك الصحف والفضائيات، التى تتلقف كل فكرة غريبة وشاذة، وتقدم أصحابها للجماهير، فما كان أمثال هؤلاء ليجدوا مكانًا لنشر ترهاتهم وأوهامهم، لولا وسائل الجرائد والفضائيات التى تفرد لهم مساحات، فى مصر فلما ضاقت عليهم هجروها الآن إلى الحرة المريكية و "دويتش فيلة" اللمانية، وكل فضائية غربية تنظر للإسلام على أنه أيدلوجية ينبغى محاربتها والقضاء عليها، وعلى الجانب الاقتصادى فى المسألة فالتوزيع والإعلانات ونسبة المشاهدة، أهم من كل مبدأ ودين عند بعض أصحاب هذه الفضائيات والقائمين عليها!

طالبو الشهرة والمال:

وهم الطاعنون فى السنة أنفسهم، من الكتاب والصحفيين، الذين وجدوها لعبة سهلة أو مضمونة، فقد تبقى سنين صحفيًا أو كاتبًا مغمورًا لا يأبه بك أحد، حتى تفهم أصول اللعبة، وأن أيسر الطرق للشهرة أن تخالف المألوف المتعارف عليه، خاصة فى المجال الدينى، خاصة أنك ستجد العشرات ممن يردون عليك، ويرددون اسمك وأفكارك، وستجد من العلمانيين وكتيبة "أعداء الدين" من يؤازرك ويشيد بك ويخلع عليك الألقاب، ويفتح أمامك المؤسسات الصحفية والإعلامية للعمل ومزيد من الشهرة ويجعلك رمزًا من رموز الاستنارة والتجديد الدينى، رغم أنك قد لا تحسن قراءة آية من القرآن، أو حديثًا من السنة، لا يهم، يكفيك شذوذك الفكرى وجرأتك على دين الله!

ولعل ذلك يفسر أن نجد صحفيين، لم يُعرف عنهم قدرة على البحث العلمى، أو اهتمام بالفكر الدينى، يخرجون علينا فجأة بالمقالات وأشباه الأبحاث، التى تتناول الصحابة بالطعن والتجريح، أو تطعن فى الأحكام الإسلامية المستقرة، وكأن الوحى قد نزل عليهم بين عشية وضحاها!

وهناك فريق من الكتاب والشعراء، قد طواهم النسيان، ونفدت بضاعتهم من الفكر والأدب، لا يجدون سبيلًا للعودة إلى الأضواء إلا بإثارة قضية ذات دوى، تلفت الإنتباه إليهم، وتظهرهم كأنهم شهداء الفكر والاستنارة، وضحايا الجمود والظلامية والرجعية، ألا لعنة الله على تلك المصطلحات، التى صارت سوطا يرهب كل من يفكر فى الاعتراض أو مجرد المناقشة، لأسانيد من يطعنون فى الدين، طمعًا فى المتع والشهوات.

أين الأزهر؟

أعلم أن الأزهر وشيخه فى واد، ومشاكل الأمة فى وادٍ آخر، ولكننا لا نملك مؤسسة أخرى نبحث عن الحل لديها، والمصيبة أكبر من السكوت عليها، فالمعاول تنهال على السنة، ونظرة واحدة إلى المواقع الإلكترونية تبين أن المفتونين بكلام أعداء السنة ومنطقهم المعسول يتزايدون، مع غياب العلماء الراسخين المخلصين.. قديمًا كانت الطعون فى الإسلام لا تتجاوز صفحات الكتب، وفى نطاق ضيق بين النخبة، اليوم مع الفضائيات، ووسائل الإعلام الجماهيرية، صارت الفتن قادرة على دخول كل بيت والوصول للعامة، وصار التهديد حقيقيًا، وهو اليوم للسنة، وغدًا يطعنون فى القرآن، وتحل عرى الإسلام عروة عروة، وأخشى أننا سنجد –كالعادة- من يخدرنا عن المصيبة بقوله إن الإسلام متين، والسنة يحفظها الله كما يحفظ القرآن، ولهؤلاء أقول: انظروا لدولة كتركيا، ظلت قرونًا حامية حمى الإسلام، وانظروا لحال السنة والقرآن والدين فيها اليوم، لهؤلاء أقول: أفيقوا ولا تخدرونا، فإسلام العامة والجماهير فى خطر، وثقتهم فى السنة ستهتز مع الإلحاح، وشيوخ الفضائيات أعجز من أن يردوا الهجمة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أضف تعليق

إعلان آراك 2