استعرض رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية مساعد وزير الصحة والسكان، المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل الدكتور أحمد السبكي، التجربة المصرية الرائدة في الإصلاح الصحي الشامل، وهيكلة النظام الصحي الجديد، واستراتيجية الهيئة في تطوير الخدمات الطبية والعلاجية، وتدريب القوى البشرية، وتأهيل المنشآت الصحية للحصول على الاعتمادات القومية والدولية، وتطبيق مفاهيم الحوكمة الإكلينيكية، والميكنة والتحول الرقمي للخدمات، وتطوير نظام معلوماتي لدعم اتخاذ القرار ومتابعة مؤشرات الأداء مركزيًا، إضافة إلى مناقشة التعاون لدعم تدريب وتأهيل القوى البشرية بمحافظات التأمين الصحي الشامل الجديدة.
جاء ذلك خلال لقائه في مائدة مستديرة مع رؤساء وأعضاء وممثلي لجنة الرعاية الصحية والصناعات الدوائية بغرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، وذلك لمناقشة تعزيز التعاون للاستثمار في القطاع الصحي بمصر.
جاء اللقاء بحضور رئيس لجنة الرعاية الصحية بغرفة التجارة والمدير التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة مستشفيات كيلوباترا الدكتور أحمد عز الدين، ورئيس لجنة الصناعات الدوائية بغرفة التجارة ورئيس مجلس إدارة شركة فايزر الدكتور يسري نوار، والمدير التنفيذي لغرفة التجارة الدكتورة سيلفيا منيسا، وعدد من مقدمي خدمات الرعاية الصحية وشركات القطاع الخاص.
ورحب السبكي، بالحضور، معربًا عن سعادته لتواجده، ومقدمًا الشكر لغرفة التجارة الأمريكية في مصر على هذه الدعوة الكريمة للمشاركة في اللقاء، ووجه رؤساء وأعضاء وممثلي غرفة التجارة التهنئة للدكتور أحمد السبكي لحصوله على درجة الماجستير في إدارة الخدمات الصحية والإكلينيكية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية.
وشهد اللقاء، حوارًا مفتوحًا مع الدكتور أحمد السبكي، حول تطورات الرعاية الصحية في مصر، حيث استعرض جهود الدولة المصرية لدعم مشاركة القطاع الخاص بمنظومة التأمين الصحي الشامل والاستثمار في مجال الرعاية الصحية بمصر في إطار أهداف المنظومة بتحقيق التغطية الصحية الشاملة وإثراء وتكامل الخدمات الطبية والعلاجية للمنتفعين بأعلى جودة، مؤكدًا أن التأمين الصحي الشامل أتاح فرصا غير متناهية للاستثمار في القطاع الصحي ويدعم الابتكار والتنافسية في تقديم أفضل العلاجات للمصريين.
وأكد السبكي، أن التأمين الصحي الشامل مشروع دولة بمشاركة جهود العديد من الوزارات والجهات المعنية، مشيرًا إلى أن انعكاساته الإيجابية على الدولة المصرية ليس فقط في تحسين مخرجات الرعاية الصحية، إنما في زيادة قدرة المواطن على الإنتاج وتعزيز انتمائه وولائه للوطن.
وأشار السبكي، إلى أن مصر شهدت إنجازات غير مسبوقة في القطاع الصحي خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدًا استمرار جهود الإصلاح والتطوير لتحقيق رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي في التغطية الصحية الشاملة لكل المصريين، وتابع "نتطلع للوصول إلى أعلى مستويات رضاء المنتفعين عن الخدمة وهو ما يتحقق بمشاركة جميع القطاعات الحكومي والخاص والأهلي والمنظمات المحلية والدولية".
وقال "نعيش حاليًا عصر مفهوم الدولة الشامل بما يضمن حقوقًا متساوية لجميع القطاعات العام والخاص والأهلي في المشاركة بالبناء والتنمية وتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030"، مشيرًا إلى أننا نمتلك العديد من المقومات لفتح مجالات جديدة وتشجيع الاستثمار الصحي في مصر، وأهمها تبني مفاهيم الرعاية الصحية المبنية على القيمة، ومفاهيم الرعاية الصحية الخضراء تنفيذًا لتوصيات مؤتمر المناخ COP27.
ولفت السبكي، إلى أهمية الحسابات الصحية القومية كأداة فعالة وشمولية لتتبع الإنفاق الطبي بشكل منهجي، وتحديد فرص التحسين والاستثمار والتنمية، مؤكدًا حرص الدولة على التواصل مع المستثمرين للتعرف على التحديات والمعوقات التي يمكن أن تواجههم والعمل على حلها وتذليل كافة العقبات أمامهم، معربًا عن تقديره للدور الذي تقوم به غرفة التجارة الأمريكية في دعم علاقات التعاون، مشيرًا إلى أهمية دور القطاع الخاص في هذا الإطار كقاطرة للنمو من خلال زيادة الاستثمارات وتبادل المعرفة والخبرات بما يخدم المصالح المشتركة.
من جانبهم، أشاد الحضور، بالتقدم المحرز في إطار جهود الإصلاح الصحي الشامل في مصر، وعلى رأسها التدابير التي تم اتخاذها لتحسين بيئة الاستثمار وتشجيعه، فضلًا عن المبادرات الصحية والمشروعات القومية الكبرى، وأهمها مشروع التأمين الصحي الشامل، والذي أسهم في أن تكون مصر نموذجًا وقصة نجاح يحتذى بها على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة في ظل الصمود الذي ظهر جليًا في قطاع الصحة في مواجهة الأزمات والجوائح الصحية والقضاء على العديد من الأمراض، والانعكاسات الإيجابية لذلك على رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة وتحسين صحة المواطنين.
وأعربوا عن الحرص على العمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز الاستثمارات في قطاع الرعاية الصحية بشتى مجالاته، وذلك في ظل القيادة الناجحة لمصر، والطفرة النوعية التي يشهدها قطاع الرعاية الصحية بها، مؤكدين أن مصر ستشهد المزيد من الاستثمارات في الرعاية الصحية خلال الفترة القادمة.