قال الحارث إدريس الحارث، المُمثل الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، إنه لا يقبل المساومة أو التشكيك في الجيش الوطني لبلاده، المُتمثل في القوات المُسلحة السودانية؛ لحسم التمرد الذي وقع والفلتان في قواته، باعتباره من روح وصميم واجبات القوات الوطنية، ومبدأً أساسيًا وقياسيًا في قوانين تنظيم أعمال الجيوش عمومًا، والحفاظ على الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية.
وأكد "إدريس" في بيان نشرته القوات المُسلحة السودانية اليوم الاثنين، وقلته "القاهرة الإخبارية"، أن وقف الحرب وإرساء السلام يظلان الهدف الأسمى، إلا أنه في سبيل سلام مُستدام وابتدار عملية سياسية بشكل سليم يجب القضاء على التمرد، وتثبيت مبدأ الجيش الوطني الواحد للاضطلاع بدوره الدستوري في الدفاع عن سيادة واستقلال البلاد وحماية الحكم المدني الديمقراطي.
شدد المبعوث الأممي على رفض السودان لأي شكل من أشكال التدخل الدولي، مُطالبًا الأمم المتحدة وهيئاتها بإدانة التمرد الذي قادته الدعم السريع، وحثهم على الاستجابة لنداءات القوات المسلحة في العودة للانصياع للأوامر والسيطرة التي تحكم القوات النظامية، والكف عن أي توجهات لاستمرار القتال وزعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد وعدم مساواة التمرد بالقوات المسلحة السودانية.
طالب الممثل الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، الأسرة الدولية وجميع المحبين للسلام باستمرار دعم جهود قيادته في الاضطلاع بدورها الوطني والإقليمي؛ لتعزيز الأمن والسلم والاستقرار بالبلاد ومطلوبات محاربة ومكافحة أشكال الإرهاب والأعمال الإجرامية كافة التي قام ويقوم بها التمرد.
وشدد "إدريس" على انفتاح بلاده على كل المبادرات الخيّرة والمنصفة والبناءة لإعادة الوضع الإنساني والمسار الحياتي إلى طبيعته، وأن هذا الذي جرى ويجري الآن على تبعاته العظيمة على البلاد وشعبها، إلا أنه يظل شأنًا داخليًا محضًا، وقضية عسكرية فنية محضة، تستطيع القوات المسلحة السودانية الإحاطة بها ومعالجتها في فترة وجيزة. ومع احترامه وتقديره للمبادرات الإقليمية والدولية، فإن أي مساعٍ أو توجهات للتدخلات الخارجية من شأنها أن تضر بالمعالجات التي تنهض بها البلاد، وتعقد الوضع وتؤجج الصراع وتسهم في استدامته.
واندلعت اشتباكات في السودان، منذ 15 أبريل الماضي، بين الجيش السوداني والدعم السريع، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، وسط دعوات للتهدئة وخفض التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات؛ لحقن دماء الشعب.