د. شاكر المرقبى.. «نورت مصر»

د. شاكر المرقبى.. «نورت مصر» سعيد عبده

الرأى16-6-2023 | 15:30

عُقد الأسبوع الماضى بمقر الهيئة الوطنية للصحافة اجتماع مهم لوزير الكهرباء د. محمد شاكر المرقبى مع رؤساء مجالس إدرات المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء التحرير بدعوة من المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة وبحضور وكيلى الهيئة والأمين العام وأعضاء المجلس.
وهذا اللقاء تقليد جديد يتبعه رئيس الهيئة مع الوزراء والمسئولين للوقوف على كل جديد فى كل مجال ومناقشة المشاكل المهمة ورؤية المسئول والرد على كل التساؤلات وهو دور مهم للهيئة والصحافة القومية.
وكان من بين اللقاءات وزير التعليم ثم وزيرة الهجرة وغيرهم ثم اللقاء الأحدث مع د. شاكر الذى حضره عدد كبير من قيادات الصحف القومية وعدد من القنوات التليفزيونية والمواقع الصحفية.
كان لقاء مثير ومهم
وأنت تستمع إلى التقرير الذى يقدمه د. شاكر عن ما تم خلال توليه المسئولية وإلى الآن من انقطاع ومشاكل الكهرباء ونقص الإنتاج وقدم الشبكات وتأثير ذلك على الحياة الاقتصادية إلى الدخول فى عصر الوفرة وتصدير الكهرباء من خلال الربط الكهربائى مع العديد من الدول مثل السعودية وليبيا والسودان والأردن وصولًا إلى أوروبا وهذا يعكس مدى التغيير.
لم تقف الأمور عند زيادة الإنتاج بل تحديث المعدات وشبكات النقل والاستفادة من البنية التحتية للطرق وتنوع الطاقة من رياح وطاقة شمسية وطاقة نووية من خلال مشروع الضبعة مع الطاقة التقليدية والاتجاه إلى الطاقة النظيفة وإنتاج الهيدروجين الأخضر توافقًا مع الاتجاه العالمى وأن تكون مصر فعلًا مركزًا لإنتاج وتوزيع الطاقة مع توفير البيئة الحاضنة للاستثمار وأن حجم الاستثمارات فى هذا القطاع وفق خطة 20/30 سيصل إلى خمسين مليار دولار ممثلة فى ما تقوم به الدولة وكذلك ثقة المستثمر فى وجود المشروعات وجديتها، الأمر الذى أوصلنا إلى تنوع غير مسبوق فى إنتاج الكهرباء وأيضًا جهات الاستثمار.
ولما لا ونحن نتعامل مع عالم متخصص متواضع لديه رؤية عبر بها المشاكل القديمة وحاز على ثقة القيادة السياسية وأصبح نموذجا للقيادة الناجحة.
من هو د. شاكر المرقبى.. وزير الكهرباء والطاقة المتجددة وقد شغل الوزارة منذ أن عمل مع وزارة شريف إسماعيل ووزارتى إبراهيم محلب الأولى والثانية.
قبل عمله وزيرًا شغل منصب أستاذ هندسة القوى الكهربائية (جامعة القاهرة) التى تخرج منها عام 1968 وحصل على الدكتوراة فى الهندسة الكهربائية من لندن عام 1978 وبدأ العمل الاستشارى عام 1982 وأنشأ مكتبًا فى مجال الاستشارات الكهربائية والميكانيكية وتواجد فى عدد من الدول العربية وعمل استشاريًا لأكثر من 1500 مشروع داخل وخارج مصر وعمل مع العديد من المكاتب الاستشارية العالمية.
تحية تقدير وإعزاز لرجل عاشق لبلده متواضع يخدم الجميع ودمث الخلق.. وهذا هو تواضع العلماء.
الفن المصرى
دار حديث على وسائل التواصل الاجتماعى منذ فترة ويخبو فترة ويعود أخرى.. ولى رأى أود أن أعرضه تحت بند الرأى والرأى الآخر والاختلاف فى الرأى لا يفسد فى الود قضية.
والحديث هنا عن الفن المصرى وقيام بعض القنوات الخاصة وأيضا هيئة الترفيه فى المملكة العربية السعودية من خلال برامجها الطموحة للترفيه أن يكون هناك دور إيجابى لإسعاد مشاهديها، سواء الشعب السعودى أو عشاق الفن فى كافة الدول العريية.
وإذا تحدثنا عن الفن سواء غناء أو مسرح أو موسيقى إلى أن نصل إلى كل أدوات أو أذرع القوى الناعمة ستجد مصر فى الصدارة وصاحبة ريادة، وهذا يسعدنا ومصدر فخر لكل مصرى وعربى..
فعندما يكون للفن المصرى مكانة كبيرة ويمثل المساحة التى تناسبه فى فعاليات الهيئة العامة للترفيه فهذا طبيعى وشىء يسعدنا ومقدر.
من فى المغرب العربى لم يتربى على غناء أم كلثوم وألحان وإبداع عبد الوهاب والموجى والسنباطى وكلمات رامى وألحان محمد فوزى وغناء عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد ونجاة والكثير الذى يصعب الحديث عنه فى تاريخنا العريق الممتد، فأى نجم أو موهوب فى الوطن العربى فى كافة أفرع القوى الناعمة لابد وأن يخرج من مصر هوليود الشرق، ولنا فى التاريخ السينمائى نموذج وأجيال سلمت الراية لأجيال بعدها من المبدعين..
هل عرض أفلامنا وتراثنا فى القنوات ينقص منا؟.. لا وألف لا فهى متعة وثقافة وامتداد لنا أينما كان هذا البث..
أين مؤلفات العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس وجمال الغيطانى وعبد الحميد جودة السحار ومحمود تيمور وتوفيق الحكيم وغيرهم من المبدعين المصريين الذين تربى على إبداعاتهم أجيال ومازالت وسيظل ينهل منها الكثيرون ويعشقها كل محب للأدب العربى.
لو لم يكن لك هذا التاريخ والإنتاج المتميز فى كل مجالات الإبداع لما وقف الخلق جميعا عشقا فى الفن المصرى ورسالته..
وما تقوم به هيئة الترفيه من ليالى الرياض والبرنامج الذى يغطى كل إبداع فى العالم ليستمتع به الشعب السعودى أولا ثم الشعوب العربية.
فى إحدى الحفلات حضرت فرقة تركية لتعزف ألحان ملحنين مصريين فى ليلة الاحتفال بالموسيقار الراحل. إن تكريم النجوم من هذا الشعب هو تكريم لكل الفن المصرى عبر التاريخ وما قدمه لإسعاد البشرية ويجب أن نسعد بذلك.
عازفون مصريون، مطربون ملحنون، يتعلم منهم العالم ويسعد بإنتاجهم ويقدرهم.. إذن هل من مزيد؟
أذكر كنت فى زيارة لتونس الحبيبة وكنت فى فندق بشارع الحبيب بورقيبه وكم سعدت بوجود معهد الموسيقى العربية وكم يحتفى بالموسيقى العربية وعلى رأسها الموسيقى والغناء المصرى.. فالفن والثقافة خير سفير لنا فى كل مكان لا يحتاج إلى تأشيرة دخول إلا من خلال الآذان والعقول والقلوب التى تتلقى هذا الفن بعشق وترحاب وتقدير.
أجيال تتواصل
وأقيم أخيرًا حفل ليالى جدة كم كانت سعادتى به، فنجومه هم مى فاروق وإيمان عبد الغنى من الأجيال الحديثة التى أسعدتنى وكم كانت المفاجأة بالآلاف الذين حضروا إلى المسرح لمشاهدتهم والاستمتاع بما قدموه فى ليالى جدة.
هذه هى مصر المبدعة، الولّادة، لقد كان لمى فاروق حضور طاغى وطلب منها أن تغنى أغنية عن مصر.. وفى نهاية الفقرة الخاصة بها تقرر أن تكون ضمن برنامج غنائى فى خمس محافظات أو مدن بالمملكة..
وكانت المفاجأة لى إيمان عبد الغنى والتى أسعدتنى وأسعدت الجمهور الراقى المتنوع فى الأعمار ووحدتهم لسماع الكلمة واللحن والغناء، طرب من العيار الثقيل فى ثبات وثقة كبيرة وحضور طاغى، الاثنان من خريجى الأوبرا المصرية..
لقد قضى الجمهور السعودى والمقيمون فى المملكة مصريون ومن دول عربية أخرى سهرة طربية جميلة تعلو وجوههم البسمة والانسجام وحب هذا البلد المعطاء..
أؤمن أن للفن والثقافة رسالة هامة فى وحدة الشعوب، بعيدًا عما يفرق من أزمات.. عفانا الله منها.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2