لا أعترف بنظرية المؤامرة رغم وجودها فى نظريات لعبة الأمم أو السياسة الدولية الراهنة (لإيجاد الفوضى الشاملة فى مناطق تستفيد منها خصوم الدول الكبرى) وبمعنى آخر أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المستفيد الأول من إشعال الوضع فى السودان حتى لا تستفيد الصين من التواجد بها والحصول على الطاقة والموانئ؛ لأن الصين لا تدخل عادة مناطق النزاع وبالتالي هي تتعامل حاليا مع دولة جنوب السودان من خلال حصولها على الطاقة ومع تحول السودان إلى دولة فاشلة غير مستقرة يمكن استخدامها لتصفية الحسابات بين الخصوم الدولية كما فعلت مع روسيا التي كانت تحصل على الذهب السوداني من خلال محمد حمدان دقلو المسؤل عن الدعم السريع واليوم تم وقف هذه الامتيازات التي كانت تحصل عليها روسيا وبالتالي الحل الوحيد فى السودان على الرغم من انعقاد القمم والاجتماعات المختلفة أن ينتصر الجيش السوداني ويتمكن من السيطرة الكاملة على مختلف ربوعه وإلا سوف تستمر الأوضاع تراوح مكانها من خلال هدن هشة ودعوات للحوار دون جدوى، وقد تحدثت مع متخصص ومراقب ومتابع فى الشأن السودان وأبديت له مخاوفى من أن يكون الدعم السريع مجرد نواة لجيش دولة فى دارفور ولكنه شرح لي الوضع بأن المجتمع الدولى لا ينظر إلى التقسيم وتكوين دول يصعب التعامل معها وإنما يسعى لتحويل السوان لدولة فاشلة ضعيفة رغم ثرواتها المعروفة للجميع وبذلك يحصل على ما يريد بمنتهى السهولة كما أبدى عدم اقتناعه بالأدوار التي تقوم بها المنظمات الإقليمية والدولية بما فى ذلك دور الاتحاد الإفريقى الذي اكتفى خلال قمة مصغرة ثلاثية انعقدت فى جيبوتى إلى "تبني موقف موحد خلال التعامل مع أزمة السودان حيث دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي إلى الوحدة الكاملة بين المنظمات الإقليمية والقارية و(الإيجاد) والاتحاد الأفريقي، لأنها شرط لا غنى عنه لفاعلية التضامن مع السودان ولتخفيف التدخل الأجنبي".
وكانت الهيئة الحكومية للتنمية قد عقدت قمة فى جيبوتي، شارك فيها رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي، لإقناع طرفى الأزمة فى السودان بإجراء حوار يُنهي القتال بينهما ويَضع حداً للحرب الدائرة.
وحذر فقي من أن استمرار الصراع فى السودان يهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية واسعة النطاق.
وبدوره، قال رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي، إن دول «إيجاد» ستَدرس سبل إقناع الجيش وقوات الدعم السريع بإجراء حوار كفيل بوقف إطلاق النار بشكل فعلي فى المرحلة المقبلة كما تدارست القمة البحث بوقف دائم لإطلاق النار فى السودان وفتح الممرات الإنسانية والدخول فى حوار شامل لإيجاد حل للنزاع فى السودان.