من علاج الاكتئاب إلى مخدرات رقمية

من علاج الاكتئاب إلى مخدرات رقميةحسين خيرى

الرأى2-7-2023 | 16:11

اشتكى بعض ضحاياها من أضرارها، فقد جعلتهم فى انفصال عن الواقع، ويشعرون بالتعثر أثناء العودة إلى ممارسة حياتهم من جديد، وتصفها أقوال بأنها مخدرات رقمية، ولديها أدلة أنها لم تكن حديثة العهد، وكان يتم تداولها على مدار سنوات سابقة، ومزجت معها طرقًا قديمة، تولد إحساسًا كالمتعاطي للمخدرات، والذي جربها من الشباب يقول إنه "عمل دماغ" حينما يسمع موسيقاها على "اليوتيوب"، ويؤكد العلماء أن تلك الموسيقى عبارة عن مخدرات رقمية، ولذا يطلق عليها مدمنوها من الشباب "موسيقى الهلوسة"، ويرجع ذلك لتشابه مع تأثير حبوب الهلوسة، وتسجل نسبة مشاهداتها بنحو 145 ألف مشاهدة.

وتتبلور طقوسها فى سماع الضحية مقاطع صوتية عبر وضع سماعات خاصة أو مكبرات صوتية على الأذن، ويجب سماعها فى مكان منعزل، لكي تتمكن من إرسال ذبذباتها إلى المراكز العصبية بالمخ، ولها ضوابط تقوم عليها، أهمها اختلاف تردداتها فى الأذن اليمنى عنها فى الأذن اليسرى.

وأعد باحثون عدة دراسات عن مصدرها وتأثيرها، واكتشفوا أن عالم الفيزياء الألماني "هينريشدوف" أول من عرف تأثير الموجات الصوتية على الإنسان وذلك فى عام 1893، واستعان بها أطباء الأمراض النفسية فى علاج الاكتئاب والقلق، وتحولت عن هدفها فى الوقت الراهن، وأصبح تأثيرها أشد خطورة، وتسربت على مواقع إلكترونية.

وسر تأثيرها يكمن فى بث مقاطع موسيقية بمقياس 100 هرتز فى الأذن اليمنى و70 فى اليسرى، مما يدفع المخ لتعويض الفرق بين الترددين بزيادة إفراز هرمون الدوبامين المسئول عن السعادة والنشاط، وهذا بدوره يعطي سماعها شعورًا بالاسترخاء والهدوء، ورصد علماء عدة أضرار لها، أولها سرعة فى ضربات القلب، وثانيها تغيير الحالة المزاجية، أضف إلى الإصابة بالاعتلال فى التركيز وتشويش للذهن، غير أن فريقًا آخر من علماء النفس يقللون من خطورتها على الصحة العامة لمدمنيها، وفى المقابل أعلن حديثًا باحثون عن إصابتها للمخ بشرود ذهني، وتظهره شخصًا رافضًا للاندماج مع وسطه الاجتماعي، ولا يزال يتكشف باقي المصنفات من ال مخدرات من أصوات أو مشاهدات.

والأمر الأكثر دهشة أن الحصول على سماعها ليس بالمجان، أي لابد من شرائها، ويتراوح سعر الجرعة أو المقطع الموسيقي من 3-30 دولارًا، وصنّف التجار ال مخدرات الرقمية إلى عدة أنواع، أبرزها موجات الكحول وموجات الأفيون وموجات الكوكايين، الأولى تعطي شعورًا بالهدوء، والثانية تمنح شعورًا بالنشوة والنعاس، والثالثة تولد شعورًا بالطاقة والنشاط، وبمعنى واضح أن هذه المقاطع الصوتية للموسيقى تعطي نفس تأثير ال مخدرات الطبيعية.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2