بئر غرس إحدى آبار المدينة المنورة بضم أو بفتح الغين ثم سكون الراء وهو أحد المعالم التاريخية المرتبطة بسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والذي يقع في حي العوالي على طريق "قربان"، جنوب الحرم النبوي الشريف، ويبعد عن مسجد قباء 1500 متر إلى جهة الشمال الشرقي.
ويقال بئر الأغرس والغرس الفسيل والشجر، وتعد بئر غرس من الآبار التي توضأ منها الرسول صلى الله عليه وسلم وأهرق بقية وضوئه فيها كما كان الرسول صل الله عليه وسلم يشرب من هذه البئر ويستعذب له منها وأوصى أن يغسل من مائها فقد روى ابن ماجه عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله : إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئري بئر غرس.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعذب له منها وغُسِّل من بئر غرس، وقد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستطيب ماءها ويبارك فيها، وقال لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حيث حضرته الوفاة "إذا مت فاغسلني من بئر غرس بسبع قرب" سنن ابن ماجه.
ويعد بئر غرس أحد الآبار النبوية السبعة الشهيرة "أريس، غرس، رومة، بئر حاء، بضاعة، البصة، العهن"، وسبب تسميتها بهذا الاسم يعود إلى الفسيل والشجر الذي يغرس، والبئر من أملاك الصحابي سعد بن خيثمة - رضي الله عنه - الذي كان يبيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في داره قبل أن يتحول إلى المدينة المنورة؛ لذا فهي معدودة في آبار قباء، وتقع اليوم في تقاطع طريقي قربان والهجرة، أعيد ترميمها حديثا بالحجارة السوداء دون أن تفقد هويتها التاريخية، ومما ذكره المؤرخون أن البئر كانت وسط الشجر.
وقد خربها السيل وطمها، وفيها ماء أخضر إلا أنه عذب طيب وريحه الغالب عليه الأجون، وأن ذرعتها سبعة أذرع، منها ذراعان ماء، وعرضها عشرة أذرع.
وذكر في طبقات ابن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشرب منها وبرّك فيها، وقال: "هي عين من عيون الجنة"، وفي رواية أخرى: "وماؤها أطيب المياه"، وأنه كان يستعذب ماءها وغسّل منه.