يحل اليوم عيد ميلاد لاعب أرسنال وخط وسط منتخب مصر، محمد النني الذي أتم عامه الـ31 ، وهو من مواليد محافظة الغربية بالمحلة الكبري 11 يوليو 1992.
تدرج محمد النني في جميع قطاعات الناشئين ب النادي الأهلي و نادي المقاولون ، وجميع المراحل العمرية بمنتخبات مصر ( ناشئين و أولمبي ومنتخب أول).
نشأته وميلاده:
ولد محمد النني بمحافظة الغربية وبالتحديد في المحلة الكبري وهو أبن اللاعب السابق " ناصر النني" الذي لعب دوراً رئيسيا في ثقل موهبة محمد النني ، وتوجيهه إلي الإحتراف في سن مبكر، والتألق في الملاعب الأوروبية.
وكان والد محمد النني مدربا لفريق الشباب بنادي بلدية المحلة في مسقط رأسة، وقام بتدريب محمد من سن الثالثة، حتي إنه شجعه على النوم مع كرة القدم فى سريره، حتي يغرز في داخلة حب الكرة فى اول سنوات عمره.
وكان يقول لـ محمد النني: "يجب أن تركز فقط مع كرة القدم وتكون كل حياتك".
مسيرة الشباب:
بدأت رحلة محمد النني مع كرة القدم وهو في عمر "الخمس سنوات" حيث أنضم لقطاع الناشئين ب النادي الأهلي عام 1997، واستمر 11 عام داخل جدران النادي الأهلي بقطاع الناشئين ، و بعدها خرج وهو بعمر الـ16 عام إلي نادي المقاولون وتدرب منع ناشئي المقاولون لمدة عامين ولفت أنظار الجميع هناك على أنه هناك موهبة في طريقها للتألق.
تم تصعيده للفريق الأول ب نادي المقاولون عام 2010 ، وبدأ التوهج ولفت الأنظار إلي موهبة محمد النني حيث قضي 3 سنوات كأساسي مع الفريق الأول ب نادي المقاولون ، مما لفت أنظار مسئولي نادي بازل بموهبة اللاعب الشاب، لأنهم كانوا في ذلك الوقت يتواجدون للتعاقد مع النجم العالمي " محمد صلاح" ،تحدث المدير الرياضي ل نادي بازل وقتها "جورج هيتز"وقال: أتذكر عندما كنا نتفاوض مع المقاولون العرب بشأن صفقة محمد صلاح، أخبرني رئيسهم أن لديه لاعب أخر يمكن أن ينضم لنا، كان يقصد وقتها محمد النني".
وأكمل "هيتز" حديثه بأن رئيس نادي المقاولون العرب قد اخبره وقتها بأن اللاعبين يتمتعان بعلاقة صداقة رائعة ومن الممكن أن يشكلا ثنائياً رائعاً فى بازل،وتابع "هيتز" مازلت أتذكر ما قاله عن محمد النني، لديه " بلوتوث" مع محمد صلاح.
وبنهاية حديث رئيس المقاولون وهيتز تم إقناع نادي بازل بالتعاقد مع النني،الذي كان حينها لديه بالفعل خبرة دولية بمشاركته مع منتخب مصر في أولمبياد لندن 2012،لكنه حينها كان لا يزال في العشرين من عمره.
لعب "النني" مع نادي المقاولون 35 مباراة وأحرز هدفين فقط قبل الإنضمام إلي نادي بازل السويسري.
المسيرة الإحترافية:
إنضم "النني" على سبيل الإعاره ل نادي بازل وخضع لإختبار فني فى فترة الإعداد لموسم 2013/2012، قال هيتز وقتها عن النني : "لقد أعجبت بشدة بموهبته ،يمتلك العديد من الصفات المميزة، خاصة مهاراته في التمرير والضغط والجري مثل الحصان" ثم تم شراء اللاعب بصفة نهائية من نادي المقاولون العرب حيث بلغت القيمة وقتها 800 ألف يورو.
ذهب محمد النني إلي رحلته وبدأ التأقلم على الأجواء الأوروبية ،لكن كانت اللغة وقتها عائق أمامه في التأقلم بشكل أسرع مع زملاؤه ،لأنه كان يتكلم اللغة العربية فقط ، لكن هنا وقت تدخل صديق طفولته " محمد صلاح" حيث كان يقوم بمهمة الترجمة .
لعب النني 3 مواسم مع نادي بازل شارك في 142 مباراة وسجل 9 أهداف كما حصد لقب الدوري السويسري 3 مرات.
أشاد به زميله في نادي بازل فيليب ديجن، وقال: "يجب عليكما التوقيع مع هذا اللاعب على الفور، إنه يلعب بنفس طريقة شفاينشتايجر (لاعب وسط بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد الأسبق)".
توهج إسم النني مع نادي بازل مما لفت أنظار ارسين فينجر مدرب ال أرسنال حين ذاك ، ومن خلال قسم الخبراء والمحللين لأداء اللاعبين خارج إنجلترا، جعلت أحد الكشافين يسافر إلى بازل لمتابعة أدائه ثلاث مرات ويدعى فرانسيس كاجيجاو، بالإضافة إلى العديد من المباريات الأخرى عن طريق الفيديو قبل تقديم ملف كامل عن اللاعب للنادي والجهاز الفني.
سعي نادي أرسنال لتدعيم خط الوسط في الفريق مما جعل انضمام محمد النني ل أرسنال واقتناعهم بموهبته أمرا يسرع من إتمام الصفقة ، قرر نادي أرسنال عام 2016 التعاقد مع محمد النني لتدعيم خط الوسط وفي 14 يناير تم الإعلان عن الصفقة لينتقل النني للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، في صفقة قدرت وقتها بـ 12.5 مليون يورو (7.4 مليون جنيه إسترليني).ويرتدي القميص رقم 35 ، لعب النني أول مبارياته مع فريقه أرسنال بشكل أساسي أمام بيرنلي،وانتهت المباراة بفوز أرسنال بهدفين مقابل هدف، نال النني إشادات صحافية وقدم مردوداً طيباً.
أحرز النني أول هدف له مع أرسنال فى شباك نادي برشلونة إياب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا بتسديدة صاروخية في شباك الحارس الألماني "تيرشتيجن" واختير هذا الهدف كأفضل هدف ل أرسنال خلال شهر مارس 2016 بجانب اختيار النني كأفضل لاعب لنفس الشهر فى فريقه.
وفي صيف 2018 بدأ أرسنال في استقطاب صفقات جديدة لخط وسط الفريق وتم التدعيم باللاعب "ماتيو جندوزي"، مما أفقد النني مكانه في التشكيل الأساسي للمدفعجية وعدم الغعتماد عليه، واستمر النني بمشاركات قليلة جدا مع أرسنال حتي قرر موسم 2019/2020 إلي تغيير وجهته بالخروج للإعارة لموسم واحد عن طريق بوابة نادي "بشكتاش" التركي، تألق النني مع بشكتاش وشارك في القوام الأساسي للنادي التركي في جميع المباريات، إلا أربع مباريات فقط لأنه كان موقوف لحصولة علي طرد في مباراة "غازي عنتاب".
ومع تألق النني في نادي بشكتاش والتأقلم سريعا في الدوري التركي ، إلا أن الظروف المالية في النادي التركي لم تخدمه،على الاستمرار هناك خاصة بعد جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي أجبرت بشكتاش على عدم دفع بعض الشهور من راتب اللاعب وهو ما يعني صعوبة في تقديم عرض لصالح آرسنال لضم المصري الدولي نهائيًا على الرغم من رغبة المدرب، سيرجين يالتشين، في الإبقاء عليه، وقال في أحد المؤتمرات الصحفية: "النني كان اللاعب الوحيد الذي كنت أتمنى ألا يغادر، لكن تكلفته كانت باهظة للغاية".
استقر النني في الأخير للرجوع إلي ناديه "أرسنال" وبعد رحيل أوناي إيمري وتعاقد مسئولي أرسنال مع المدرب الشاب "آرتيتا" ،بدأت مرحلة جديدة للنني مع أرسنال وتدرب مع المدير الفني الجديد ميكائيل آرتيتا ،أعجب أرتيتا بإمكانيات النني من خلال مستواه الفني ورغبته في الاستمرار مع آرسنال، حيث عاد إلى النادي اللندني أكثر لياقة من بعض زملائه في نفس المكان، وشعر اللاعب بأن لديه فرصة مع وجود توقعات بإحداث تغييرات كثيرة في وسط الملعب.
تفائل النني وقتها بالمشاركة أساسيا تحت قياد آرتيتا وقال: "كان الجميع متحمس لرؤيتي مرة أخرى، عندما تدربت مع الفريق، كانت هناك تعليقات إيجابية على أدائي، وأكدوا أن بهذا الأداء يمكنني استعادة ثقتي بنفسي في آرسنال، وهو ما أحاول أن أبني عليه وأتعلم في كل يوم شيء جديد".
وقالت صحيفة "ذا أثليتك" عن النني :"بأنه لديه طاقة إيجابية دائماوحيوية،يبتسم دائمًا ولديه وقت دائمًا لأجلك للتحدث قليلًا" ووصفته الصحيفة بأنه لاعب متواضع وهذا ينعكس على أدائه في الملعب،فهو لاعب غير أناني ويساعد زميله بخط الوسط على التألق، ليس من قبيل الصدفة أن يظهر (توماس) بارتي بهذا المستوى الجيد بجانبه، لذلك محمد النني لاعب مكمل بطبيعته.
لعب النني مع أرسنال 155 مباراة في جميع المسابقات وتمكن من تسجيل 6 أهداف وقدم 10 تمريرات حاسمة وحصل على 19 بطاقة صفراء وحصل على بطاقة واحدة حمراء.
وفاز بكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة مع أرسنال في 2017 بجانب لقبين للدرع الخيرية في 2018 و 2021.
حمل محمد النني شارة قيادة نادي أرسنال لأول مرة في 30 أكتوبر 2020 خلال مواجهة دوندالك الأيرلندي في مسابقة الدوري الأوروبي، واصبح أول قائد مصري في تاريخ الأندية الإنجليزية.
مسيرته مع المنتخبات الوطنية:
تألق النني مع منتخب الشباب تحت قيادة الكابتن ضياء السيد ، وتأهل منتخب مصر إلى بطولة العالم للشباب في كولومبيا عام 2011 ثم نجح مع رفاقه في التأهل إلى أولمبياد لندن 2012 بعد غياب دام 20 عاماً بالنسبة للفراعنة.
بدأت مسيرته الدوليه مع المنتخب المصري الأول تحت قيادة الأمريكى بوب برادلى 2011 وأصبح من العناصر الأساسية في خط وسط منتخب مصر مع برادلى وبعد رحيله مع شوقى غريب وهيكتور كوبر.
أحرز النني أول أهدافه بقميص منتخب مصر الأول في المباراة الودية ضد جامايكا في لندن في 5 يونيو 2014 والتي انتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما.
يعتبر محمد النني أحد أكثر لاعبي جيله مشاركة منذ تم تصعيده للمنتخب الأول عام 2011، مع 8 مدربين مختلفين تناوبوا على مهمة تدريب المنتخب، حيث شارك في 91 مباراة دولية، وله 8 أهداف.
محمد النني هو افضل محترف وصديق تتعامل معه في أي نادي ، وداخل أي غرفة ملابس لأنه دائما ما يجمع اللاعبين حولة بإبتسامته المعهودة، لأن اللاعبون يحبون مثل ذلك اللاعب المتكامل في كرة القدم، ودائما سيكون النني أفضل إختيار لأي مدرب للتعامل معه، وسينال تقدير جميع المدربين الذي أشرفوا على تدريبه، وفي حديث تليفزيوني سابق يقول اللاعب: "دائما أسمع كلام المدرب، وأنظر في عينه، وأستمع لكل التفاصيل لأتعلم منه، لذلك جميع المدربين يحبوني".
يبحث النني دائما عن الحلم والمثابرة، ويقول بأنه أخبر صحفي خلال لعبه في (المقاولون العرب) أن حلمي اللعب في برشلونة، تركني ورحل، والحمد لله نجحت ولعبت في أرسنال أحد أكبر فرق العالم".
المثابرة جينات ورثها النني من والدته (رحمة الله عليها)، التي قطعت عشرات الكيلومترات باستخدام وسائل المواصلات العامة 3 مرات أسبوعيا، من أجل حلم طفلها البالغ من العمر 5 سنوات.